حقق الأسبوع الثقافي السعودي في المغرب بمناسبة احتفال الرباط عاصمة للثقافة العربية لعام 2003م الذي نظمته الرئاسة العامة لرعاية الشباب نجاحاً واسعاً، حيث عبر عن مختلف ألوان الثقافة والتراث والفكر في المملكة، واستقطب شرائح عريضة من مختلف طبقات الشعب المغربي.وكان الأسبوع قد أقيم برعاية العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس وافتتح في 7/10 الموافق 1/12 بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد الذي قام بقص الشريط ايذاناً بافتتاح المعرض الثقافي، وتجول سموه يرافقه وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب د. صالح أحمد بن ناصر وسفير المملكة في الرباط د. عبدالعزيز خوجة. وفي ختام الجولة قدم د. ابن ناصر هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة. ثم تناول سموه التمر والقهوة السعوديتين. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة ألقى خلاله وزير الثقافة المغربي الأستاذ محمد الأشعري كلمة أكد فيها على عمق العلاقات السعودية المغربية. وأكد أن الأيام الثقافية السعودية بالمغرب تصب في النهر الكبير للعلاقات الوطيدة بين عاهلي البلدين والشعبين الشقيقين منذ فترة طويلة. مضيفاً أن مشاركة السعودية في الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة العربية تشكل إحدى المحطات الأساسية في هذا الاحتفال لأنها تقدم للجمهور المغربي تجربة ثقافية متميزة أنجزتها المملكة العربية السعودية وهي متشبثة بجذورها الثقافية، وتسعى من خلال جامعاتها وأنديتها وصحافتها ومثقفيها إلى بلورة سياسة ثقافية عربية ملتزمة بجذورها ومنفتحة على العالم. ومن جهته قال وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب ورئيس الوفد الثقافي السعودي د. صالح أحمد بن ناصر في كلمة مماثلة أن ما يربط بين البلدين يتعدى ما هو سياسي واقتصادي إلى ما هو مصيري لهما وللأمة بكاملها، كما أن التقارب بين البلدين متنوع وممتد بين ما هو رسمي ومصلحي إلى ما هو إنساني وعائلي. وأكد د. صالح على دور الثقافة في مواجهة التحديات ومنها التطرف والارهاب، معولاً على دور المؤسسات الثقافية في حماية النشء من أوحال التطرف بكافة أشكاله السياسية والدينية والفكرية. ثم قدمت لوحات شعبية سعودية وفواصل فلكلورية. الفعاليات الفكرية وقد انطلقت فعاليات الأسبوع بندوة فكرية عن (موقع العرب في الكونية الإعلامية الجديدة) أحياها د. فهد العرابي الحارثي، ود. عثمان ياسين الرواف. تحدث فيها المشاركان عن التحديات التي تواجه الإعلام العربي. وفيما ركز د. الحارثي على أن الإعلام قوة تماثل القوتين العسكرية والاقتصادية، وأنه كان أداة في الحرب الباردة وهو وسيلة من وسائل السيطرة في النظام العالمي الجديد. شدد على أهمية امتلاك العرب لأدوات التقنية الجديدة والقيام بأداء إعلامي محترف، منوهاً بتجربة الفضائيات العربية التي خلقت نوعاً من المنافسة مع المحطات التلفزيونية العربية. وان عاب على بعضها افتقاد المسؤولية الاجتماعية. فيما تحدث د. الرواف عن الانترنت كوسيلة إعلام حديثة وقال: إن 98% من مواقع الانترنت تتحدث باللغة الإنجليزية والباقي الضئيل في مختلف لغات العالم الحية. وتحدث المشاركان عن أوجه قصور الإعلام العربي، ووضع بعض الرؤى لإعلام عربي محترف ومنافس، ومن ذلك توفير البيئة الإعلامية المهنية والتمويلات المالية اللازمة. وفي محاضرة ألقاها د. فهد الحارثي عن (الهجوم على السعودية والإسلام وصراع الهويات). حضرها حشد من المثقفين المغاربة تحدث عن تسلسل الحملات الغربية علي السعودية ودوافعها وأهدافها وعرض لنماذج منها وأورد بعض النصوص التي نشرت في وسائل إعلام أوربية وأمريكية عبرت عن التباسات غربية ومفاهيم مغلوطة ومواقف متشنجة. وقدم الدكتور الحارثي ظروف وخلفيات الحملة الإعلامية الأمريكية على الإسلام والعالم العربي - الإسلامي مصنفا إياها إلى ظروف خاصة وعامة تتمثل الظروف الخاصة في اعتبار موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية قبل أحداث 11 سبتمبر على شكل حوار ساخن بين ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي بوش حول أوضاع الفلسطينيين والأعمال الإرهابية المرتكبة ضدهم. وقد وجد صقور الإدارة الأمريكية في هذه الأحدداث ذريعة لمواصلة الهجوم بشكل أعنف. وأوضح د. العرابي أن الصورة السلبية المستهلكة لكلا الطرفين تقلص من فرص تفهم خصوصية كلا الثقافتين الإسلامية والغربية. كما ألقى د. عثمان الرواف محاضرة عن (مستقبل التضامن العربي). ركز فيها على الإهمال المتعمد للتضامن العربي بفعل التركيز السابق لمفاهيم الوحدة العربية. بل إنه أشار إلى أن الدعوات القومية كانت تواجه بشراسة أية أفكار تضامنية، في سبيل تحقيق الوحدة القومية التي ما كان لها أن تتحقق، واقترح المحاضر التركيز على تطوير الجامعة العربية. والتوجه نحو تحقيق مشروع حضاري عربي قائلاً: إن أوربا حققت مشروعاً بلا هوية وأن العرب يملكون هوية بدون مشروع. وقد شهدت هذه الندوات مداخلات وتعليقات أثرت الموضوعات التي أثارها الأسبوع الثقافي السعودي في المغرب. بحضور عدد من الدبلوماسيين والمثقفين المغاربة والعرب الموجودين في الرباط. العروض المسرحية كما أقيمت ضمن الأسبوع عدة عروض لمسرحية الأطفال (ابن آدم قادم) وهي من تأليف عبدالرحمن المريخي وإخراج نايف خلف وتمثيل كل من نايف خلف وصالح العلياني ومشعل المطيري وعصام المهيدب ومحمد الحربي ومحمد الغامدي وطارق الحربي وخالد الباز. تدور أحداث المسرحية عن زيارة ابن آدم للغابة ورغبته في الحصول على كنز قرأ عنه في الأساطير، فيفاجأ بخوف الحيوانات من الإنسان. ولاتقاء شره تنصبه الحيوانات حاكما على الغابة، غير أنها تنقلب عليه في نهاية الأمر، وما بين اختيار ابن آدم حاكما ومحاولة التخلص منه، يكتشف ابن آدم أن الغابة لا تستطيع أن تتقدم بالتفكير الحيواني المحدود، فيقرر العودة ويستخلص العبرة من الحيوانات ليقدمها للإنسان. وقد أقيمت أربعة عروض لهذه المسرحية منها اثنان في وزارة الثقافة المغربية بالرباط وواحد في مدينة الجديدة وعرض إنساني لأطفال السرطان في مستشفى ابن سيناء في الرباط. ووجدت المسرحية تفاعلاً من الأطفال وآبائهم الذين احتشدوا في مختلف صالات العرض، حيث اعتمدت المسرحية على التواصل بين خشبة المسرح والممثلين والجمهور الذين كانوا يصعدون للمسرح في ختام كل عرض. ويلتقطون الصور التذكارية مع الممثلين. العروض الشعبية وتضمن الأسبوع عروضاً للفنون الشعبية قدمتها فرقة الفنون الشعبية لإدارة الفنون والتراث الشعبي التي أبدعت في أداء كافة الفنون الشعبية من مختلف أنحاء المملكة وواكبها وصلات غنائية فلكلورية بين اللوحات الشعبية المقدمة. وقال مدير إدارة التراث والفنون الشعبية عبدالله الجار الله أن الفرقة تتكون من شباب من كافة المناطق دربوا على أداء مختلف اللوحات الشعبية السعودية. وأقيمت خلال الأسبوع الثقافي 6 عروض شعبية بدأت في حفل الافتتاح الرسمي ثم في الحفل التكريمي لسفير المملكة في الرباط، وفي وزارة الثقافة المغربية ومدن مكناس والجديدة وسلا. وقد أجادت الفرقة في تصوير الفن الشعبي السعودي ورقصاته ولوحاته وعكست بأدائها المتقن تنوع الفلكلور السعودي. المعرض الثقافي وأقيم ضمن فعاليات الأسبوع معرض ثقافي فتح أبوابه على مدى سبعة أيام للجمهور ووزعت فيه المصاحف ومياه زمزم والكتب الثقافية السعودية. ويشكل المعرض بكل مفرداته الثقافية إحدى الواجهات الثقافية السعودية التي يحرص أن يلمسها الزائر المغربي. يضم المعرض جناحا للفنون التشكيلية يقدم صوراً عن الفن التشكيلي السعودي تتكون من 50 لوحة يقوم بالشرح عليها التشكيليون عبدالله النواوي ومنير الحجي وإبراهيم الفصام. وجناحا متكاملاً لرسوم الأطفال لإطلاع الطفل والمشاهد المغربي على الأفكار العفوية للأطفال السعوديين. ويوضح مدير إدارة النشاطات الثقافية في الرئاسة والمشرف على الأسبوع الأستاذ عبدالرحمن الحميد في تصريحات للصحافة المغربية أنه تم الحرص أيضاً على وجود جناح للخط العربي إلى جانب جناح للتراث والصناعات التقليدية يقدم المعدات المستعملة في مجال الحياة اليومية. ويشير إلى أهم جناح يضمه المعرض، وهو الجناح الإسلامي الذي يقرب الزائر من الأماكن المقدسة وفيه مجسمان للحرمين الشريفين وتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لهما بالإضافة إلى عرض لكسوة قديمة للكعبة المشرفة. ويضم المعرض جناحاً كاملاً للآثارإلى جانب جناح للكتب يتيح فرصة الاطلاع على الإنتاج الثقافي والأدبي والفكري بالمملكة. من خلال جولة بأجنحة المعرض يسافر الزائر متنقلاً عبر الزمن وتاريخ المملكة العربية السعودية وصور الحضارات الغابرة التي عرفتها، يحتوي جناح الآثار على صور تتحدث عن آثار المملكة العربية السعودية وأبرز المعالم التاريخية في مدن وجهات المملكة قبل ثلاثة آلاف سنة. وقال ناصر عبدالكريم العريفي مدير وكالة المتاحف والآثار بالرياض والمشرف على جناح الآثار قائلاً: يضم الجناح حوالي ثلاثين صورة تتحدث عن أقدم المواقع الأثرية والحفريات وصور للمتاحف ومسح أثري كامل للمباني التاريخية والمواقع الأثرية والنقوش والكتابات ونماذج من القطع المعروضة في المتاحف. كما يضم الجناح صوراً للمباني التاريخية لها ارتباط بتاريخ الدولة كمبنى المصمك، مدينة الدرعية القديمة، قصر شبرا بالطائف وقصر الزهر بمكة. لاينقطع الزوار المغاربة عن الاستفسار باهتمام بالغ عن النقوش وكتابات المسند الجنوبي والتلموذي واليحياني والنقش الإسلامي وخطوط قبل النقش وكذا الموروث الكبير من التراث الذي يرجع إلى آلاف السنين. وقد شد جناح التراث والصناعات التقليدية انتباه الزوار لما يعرضه من مواد تستعمل في مجال الحياة اليومية، ونماذج من الحلي والأزياء القديمة والحديثة والخناجر والسيوف تقدم صورة عن طرق عيش الإنسان السعودي. خالد عبدالعزيز العمر، مسؤول جناح التراث والصناعات التقليدية، أوضح أن الزوار استحسنوا طريقة العرض التبسيطية المقرونة بشروحات توضيحية مكتوبة أسفل كل قطعة. واكتشفوا التقارب الموجود بين الصناعة التقليدية في البلدين الشقيقين فيما يخص الحلي وأدوات الزراعة. وأكثر شيء أثار الاهتمام هو العرزالة، وهي حافظة للمأكولات يرجع تاريخها إلى أكثر من قرن من الزمن. المشاية وهي آلة تساعد الأطفال على تعلم المشي. تميز جناح الخط العربي بعرض لوحات الخطاط محمد سالم باجنيد رئيس جماعة الخط العربي السعودية بتقديمه لأعمال رائعة، في محاولة لاستنطاق الحرف بمعناه الخفي غير المعنى المقروء من خلال التركيب والتكوين. يذكر سالم باجنيد أن طرقه لهذا الباب يمثل تناولا جديداً للخط غير مسبوق. برغم كونه من أهم الخطاطين في العالم الإسلامي ودخوله دينية تشرح الأمور الدينية وأثرها في المجتمع، والكتب الأدبية من شعر نبطي وفصيح وأبرزها للشاعر الأمير خالد الفيصل، إلى جانب كتب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب قامت بإصدارها الأندية الأدبية، وقصص وكتب رسوم خاصة بالطفل. ولعل أهم كتاب هو سلسلة هذه بلادنا المتكون من 63 كتاباً تقدم تعريفاً لجميع مدن المملكة العربية السعودية. وقال المشرف على الجناح إن الجمهور أبدى رغبته في اقتناء الكتب غير انها مخصصة للعرض فقط، وبهذا الخصوص وعد الأستاذ عبدالرحمن الحميد المشرف العام على الأسبوع الثقافي السعودي الجمهور المغربي الشقيق بأن يكون هناك معرض للكتاب السعودي بعد أشهر قليلة، تعرض فيه دور النشر التي تملك حق البيع. وعلى مدار أيام العرض، شهد المعرض توافد زيارات مجموعات التلاميذ الذين قدموا من عدة مدارس. تلتقط عيونهم وآذانهم كل المعلومات عن تاريخ وتراث وثقافة المملكة العربية السعودية. تقول لطيفة مدرسة اللغة العربية بمدارس النهضة الحديثة ومسؤولة مجموعة التلاميذ أن الهدف من هذه الزيارات المدرسية هو الانفتاح على ثقافة الآخر ونوهت بتجاوب الأطفال مع الشروحات التي قدمها المشرفون على المعرض. كانت الفرحة بادية على محيا فاطمة الزهراء ذات ثمانية ربيع، وهي تلميذة في الصف الرابع الابتدائي لفوزها بالمسابقة الثقافية بخصوص محتويات المعرض وهي تقول: إنها استفادت من الشروحات والأشياء العجيبة التي لم ترها من قبل رفقة زملائها في الصف، كالأزياء والجناح الديني ولوحات الأطفال. في نهاية زيارته للمعرض أبدى نور الدين الأشهب، طالب هندسة في علم البيئة، رأيه في المعرض معتبراً المعرض فرصة مناسبة لكي يتعرف المغاربة على ما أبدعه الإنسان السعودي خاصة في مجال الكتابة والأدب والبيئة العربية الإسلامية التي يقدم المعرض أبرز صورها. المعرض قرب الزائر المغربي من الأماكن المقدسة من خلال المجسمات التي أثارت بشكل كبير السيدة وفاء، موظفة بوزارة الثقافة، التي تمنت تقديم نبذات مكتوبة عن الأعمال المعروضة لتقريب المغاربة أكثر من تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية وكذا إمكانية عرض شريط فيديو يذاع داخل فضاء المعرض يسلط المزيد من الأضواء أثناء التجوال بمرافق المعرض. من جانبها، السيدة فوزية التي حجت إلى بيت الله الحرام مرتين وقد تجاوزت عقدها الخامس. اغرورقت عيناها بالدمدوع من شدة التأثر وهي تسمر عيناها بستار الكعبة المشرفة، وأثنت على المعاملة الطيبة للمشرفين وثمنت التفاتة المنظمين إلى إهداء نسخة من المصحف الشريف بعد الانتهاء من زيارة المعرض. كما أثار المعرض اهتمام الفنانين المغاربة، إذ لم يخف عبدالسلام العمراني (فنان تشكيلي مغربي والمستشار الفني لجمعية ثقافة الإعلاميات بالرباط)، مفاجآته بالمعرض السعودي الثقافي. وقد قدم خصيصاً لمشاهدة جناح الفن التشكيلي الذي انبهر بالمستوى الفني العالي الذي وصل إليه الفنانون السعوديون الذي يضاهي الأعمال العالمية الحديثة. واستقطب المعرض عددا من الوجوه الثقافية والمتابعين للشأن الثقافي بالمغرب. وقال الأستاذ فراس عبدالمجيد، صحفي عراقي مقيم بالمغرب، رئيس القسم الثقافي بجريدة التجمع المغربية أن المعرض شامل ويقول: إنه اعتاد أن يكون هناك معرض واحد مخصص للكتاب فقط أو معرض فوتوغرافي أو فنون تشكيلية. التجربة السعودية في هذه الأيام جاءت متميزة بشكل واضح جمعت كل هذه التفاصيل في معرض شامل. ولا يواري إعجابه بغنى وثراء المضامين والاتجاهات والمدارس الفنية. ويواصل فراس عبدالمجيد حديثه قائلا: إن المعرض لقطة بانورامية شاملة ولحظة فنية لم نكن نتخيلها، أما على مستوى الخط العربي فقد كان هناك تنوع جميل للأعمال وتعددت بين الخط الكلاسيكي المتقن، التركيب المركب خط الثلث، هناك الخط الفارسي الذي يندرج باللون والصباغة، هناك المزاوجة بين الأصول الكلاسيكية للخط العربي وما بين الرؤية التشكيلية الحديثة باللوحة. الأمر نفسه يمكن قوله بالنسبة للمجسمات الجميلة الممثلة للحرم الشريف والمظاهر المعمارية الإسلامية والشيء الجميل الذي لفت انتباه هذا الناقد الفني هو الحلي والمأثورات الشعبية المعروضة والأزياء، هذه الأشياء الصغيرة التي تمثل اليومي المعاش في الحياة السعودية كانت مؤثرة بشكل جميل في المعرض. واللوحات الفوتوغرافية كانت مرآة أخرى تعكس الوجه الحضاري والمعماري المتنوع للواقع السعودي الحديث. ويضيف مسترسلا، يضم المعرض مفاجأة أخرى هي هذا الثراء في الموضوعات والمضامين والعناوين: كتب ومجلات متخصصة بالفن التشكيلي لم يسمع بها قبلا، إضافة إلى الدوريات التي لا تصل السوق المغربية مثل (نوافذ) و(علامات) و(قال الراوي) ومطبوعات تعبر عن لحظة ثقافية واضحة في التجربة السعودية كما يؤكد هذا الصحفي المواكب لحركية المشهد الثقافي المغربي عن كثب. من خلال استعراض برنامج المعرض الثقافي السعودي بالرباط واستقراء آراء المنظمين والمشرفين والزوار، وكذا المهتمين بالشأن الثقافي بالمغرب، ويتضح أنها تجربة غنية ورائدة للجمع بين التراث العربي في مشرق الوطن العربي ومغربه وإيجاد صيغة للتلاقح ونوع من التكامل بين جناحي الوطن العربي.