حذَّرت د.نبال ابراهيم عطفة أخصائية أولى أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض من إهمال مراقبة الأمهات لأطفالهن في سن 6 أشهر وحتى ثلاث سنوات، حيث يمر الطفل في هذه السن بما يسمى بالمرحلة الفمية، واحتمالات ابتلاعه لأجسام غريبة مثل الدبابيس، أو بعض أجزاء الألعاب الصغيرة، وما ينتج عن ذلك من مضاعفات قد تهدد حياة الطفل، ما لم يتم اكتشافها وإسعافها في الوقت المناسب. ورصدت د.نبال عدداً من الحالات والإحصائيات التي تؤكد ان ابتلاع أو استنشاق الأجسام الأجنبية أمر شائع بين الأطفال ما بين 6 أشهر وثلاث سنوات، بالإضافة إلى حدوث ذلك أيضاً بشكل عفوي عن أطفال أكبر سناً، ولاسيما في أثناء تناول بعض الأطعمة مثل عظم الدجاج أو الأسماك. وتستعرض د.نبال الأعراض التي تدل على ابتلاع الطفل لجسم أجنبي في حالة عدم مشاهدة الطفل فعلياً وهو يبتلع هذا الجسم أو ذاك، ومن أبرز هذه الأعراض سيلان زائد في اللعاب أو رفض تناول الطعام بصورة مفاجئة، وصعوبة في البلغ أو التنفس. وننصح بضرورة أخذ صورة أشعة للطفل لتحديد مكان وجود الجسم الأجنبي إذا كان ظليلاً، كما يمكن إعطاء بعض المواد الملونة لإظهار مكان وجوده بالنسبة إلى الأجسام غير الظليلة. وتؤكد أخصائية أولى بأمراض الأطفال بالحمادي أن تحديد مكان الجسم الذي تم ابتلاعه من الأهمية بمكان، حيث ان وجوده في بعض أجزاء الجهاز الهضمي يستلزم اللجوء إلى المنظار أو الجراحة لعدم إمكانية مروره في القناة الهضمية بسبب شكله أو حجمه، بينما وجوده في أماكن أخرى يتيح فرصة مراقبة مروره بشكل عفوي إلى خارج الجسم مع مراعاة وجود قياسات معينة يجب اتباعها لاتخاذ القرار المناسب بإزالة الجسم جراحياً أو مراقبة مروره، وبعض الأجسام تكون إزالتها ضرورية في أسرع وقت مثل البطاريات الصغيرة لأنها تحوي مواد كاوية تؤدي إلى حروق في المريء أو القناة الهضمية، كذلك دبابيس الأمان المفتوحة التي قد تحدث تهتكاً لجدار القناة الهضمية. وتقول د.نبال عطفة إنه في حالة اتخاذ قرار بمراقبة مرور الجسم الأجنبي في طريق خروجه من الجهاز الهضمي، يجب تناول الطعام الاعتيادي، وعدم تناول المقيئات أو المسهلات، وفحص البراز لتحري خروج الجسم الأجنبي من عدمه. وفي بعض الحالات يتم دخول الجسم الأجنبي إلى الشجرة التنفسية القصبية بدلاً من القناة الهضمية، وهو ما يعرف باستنشاق الجسم الأجنبي، وغالباً ما يتم طرده عن طريق السعال، أما إذا كان كبير الحجم فتتضاعف خطورته إلى حد تهديد حياة المريض، بسبب الانسداد الكامل للطريق الهوائي، وفي بعض الحالات الأخرى قد يمر الجسم المستنشق إلى إحدى القصبات الهوائية مسببا أعراضا موضعية شديدة، منها وجود عرض مفاجئ كصرير أو وزيز أو عسر تنفس، أو حدوث تغيّر في الصوت أو زرقة، وأحياناً صعوبة في البلع، وهذه الأعراض يجب أن تثير الانتباه إلى استنشاق جسم أجنبي، وفي حالة مروره إلى إحدى القصبات الهوائية قد يحدث التهاب رئوي متكرر أو توسع قصبي يقتضي استئصال الجزء المصاب من الرئة.