استشهد صباح السبت الماضي في مدينة نابلس المحتلة ثلاثة مواطنين، بينهم فتى لم يكمل عامه الخامس عشر، برصاص قوات الاحتلال التي تواصل عملياتها العسكرية المسماة ب«المياه الراكدة» بحق المواطنين العزل في مدينة نابلس ومخيم بلاطة منذ أكثر من أسبوعين.. وقالت مصادر فلسطينية عليمة من المدينة المحاصرة ل«الجزيرة»: إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص العشوائي باتجاه منازل المواطنين في حارة الشيخ مسلم في البلدة القديمة، وأماكن أخرى متفرقة من المدينة، ما أدى إلى الفلسطينيين الثلاثة.. وقالت مصادر طبية في مستشفى رفيديا بالمدينة ل«الجزيرة»: في تمام الساعة التاسعة إلا ربعا من صباح يوم أمس السبت، أطلقت قوة إسرائيلية النار باتجاه الفتى أمجد بلال نبيل المصري (15عاماً)، ما أدى إلى استشهاده على الفور، حيث أصيب إصابة مباشرة برصاصة في الصدر، وكان القتل عمدا من جنود الاحتلال.. وأضافت المصادر الطبية قائلة ل«الجزيرة»: ونتيجة لإطلاق النار العشوائي الذي استهدف البلدة القديمة استشهد الشاب عامر كاظم عرفات (26 عاماً) جراء إصابته بعيار ناري في الظهر، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على المواطنين قرب «مدرسة الكندي» وسط المدينة، فيما استشهد المواطن روحي حازم شومان (19 عاماً) جراء إصابته بعيار ناري في القلب، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي تجاه المواطنين في شارع غرناطة وسط المدينة.. كما أصيب العديد من المواطنين المدنيين في المدينة المحاصرة.. وقال المواطنون في أحاديث متفرقة مع «الجزيرة»: أثناء تشييع جثامين الشهداء الثلاثة، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه المشيعين، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.. وقالت المصادر الطبية في المستشفى: لقد واصلت قوات الاحتلال إطلاق نيرانها على المواطنين خلال تشييع جثامين الشهداء الثلاثة ما أدى إلى إصابة الفتى محمد قيس إسماعيل المصري (17 عاماً) بعيار ناري في الرأس، وهو الآن في حالة موت سريري، إضافة إلى ثلاثة مواطنين آخرين أصيبوا بجراح خطيرة، تم نقلهم إلى المستشفى بصعوبة بالغة لأن قوات الاحتلال لم تتوقف عن إطلاق النار على كل ما هو متحرك في المدينة.. تدمير العديد من المباني التاريخية.. هذا وأكدت مصادر رسمية في المدينة ل«الجزيرة» أن قوات الاحتلال دمرت العديد من المباني التاريخية، ومن بينها بناية عبد الهادي التي قصفتها بالصواريخ، كما فجرت عددا من المنازل والمنشآت التاريخية في البلدة القديمة.. وقالت السلطة الفلسطينية في تصريح رسمي تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن قوات الاحتلال تواصل للأسبوع الثاني حملة قتل وتخريب وتدمير شاملة في مدينة نابلس، ويتركز الهجوم الإسرائيلي على البلدة القديمة وحارة القريون، حيث قامت الجرافات والبلدوزرات الكبيرة والوحدات الهندسية للهدم والتدمير، بتجريف وتدمير عدد من المباني الأثرية القديمة في حارة القريون والبلدة القديمة، وتقوم وحدات خاصة بمداهمة عدد من المنازل والمحال التجارية وتفجير أبوابها وسرقة محتوياتها وتفجيرها.. هذا وتواصل قوات الاحتلال حملة اعتقالات شاملة في جميع أحياء نابلس ومخيم بلاطة ومخيم عسكر ومخيم عين بيت الماء، حيث اعتقلت فجر أمس 13 مواطنا، وتفرض قوات الاحتلال حصاراً خطيراً ولا إنسانياً شاملاً على المدينة والقرى والمخيمات، وتفرض منعا للتجول في جميع أنحاء محافظة نابلس للأسبوع الثاني على التوالي.. وتعتدي على عشرات المواطنين، واستمرت قوات الاحتلال في أعمال الحفر والتدمير داخل المنازل القديمة بحجة البحث عن أنفاق يختبئ بها مقاومون فلسطينيون.. هكذا تبقى نابلس المدينة الفلسطينية الوحيدة الخاضعة للحصار.. هذا وقال أهالي المدينة في اتصالات هاتفية مع «الجزيرة»: إن قوات الاحتلال مستمرة في عملياتها العسكرية بحق المواطنين العزل في مدينة نابلس ومخيم بلاطة، وتطلق الرصاص وقنابل الغاز والقنابل الصوتية تجاه المواطنين ومنازلهم، ولا تزال قوات الاحتلال تفرض حظر التجول على المدينة، وتطلق الأعيرة النارية تجاه أي جسم متحرك.. هذا وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية معقبة على العملية العسكرية المتواصلة في مدينة نابلس: إن قوة من الجيش الإسرائيلي تقوم بنشاطات في منطقة نابلس منذ عدة أسابيع، وذلك في أعقاب ورود إنذارات تحذر من اعتزام فلسطينيين تنفيذ عمليات (معادية) فدائية..!! وتضيف المصادر العسكرية الإسرائيلية: هكذا تبقى نابلس المدينة الفلسطينية الوحيدة الخاضعة للحصار، بعد أن تم رفع الأطواق الأمنية التي كانت مفروضة على كل من جنين، طولكرم، قلقيلية، رام الله، بيت لحم، والخليل خلال الفترة الأخيرة.. حماس تندد بالصمت والتقصير.. هذا وندد الدكتور محمد غزال عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالممارسات الوحشية التي تتعرض لها مدينة نابلس.. وقال في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن ما يجري بمدينة نابلس ومخيم بلاطة يعد نوعاً من العقاب الجماعي لآلاف المواطنين، هذا العقاب الذي ينم عن وحشية لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية، موضحاً أن ما يجري الآن يتم في صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي والأنظمة العربية وتقصير واضح من قبل السلطة الفلسطينية.. وشدد غزال أن حركة حماس تندد بما يجري على الأرض وتشجب الصمت والتعتيم الإعلامي الممارس، داعيا: كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات إلى الخروج والتضامن مع أبناء مدينة نابلس الباسلة التي تتعرض بناها التحتية وتراثها وحضارتها للتدمير على أيدي قوات الاحتلال.. وطالب القيادي في حماس منظمة اليونسكو إلى التدخل لوقف مسلسل التدمير للمواقع الأثرية في المدينة وفضح ممارسات الاحتلال.. ووجه غزال نداء إلى أبناء مدينة نابلس للتلاحم والتعاضد لإفشال مخططات الاحتلال وإلى التكاتف لمساعدة العائلات المتضررة..