*ه1ه* اللَّهٍ الصَّمّدٍ **ه2ه* لّمً يّلٌدً ولّمً يٍولّدً **ه3ه* ولّمً يّكٍن لَّهٍ كٍفٍوْا أّحّدِ **ه4ه*} أي: «قل» قولاً جازماً به، معتقداً له، عارفاً بمعناه «هو الله أحد» أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل. «اللَّهٍ الصَّمّدٍ» أي: المقصود في جميع الحوائج فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي (كمل في رحمته) الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه «لّمً يّلٌدً ولّمً يٍولّدً» لكمال غناه «ولّمً يّكٍن لَّهٍ كٍفٍوْا أّحّدِ» لا في أسمائه ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات. مقتطفات: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أمر الله نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل والصبر الجميل «فالهجر الجميل» هجر بلا أذى، «والصفح الجميل» صفح بلا عتاب، «والصبر الجميل» صبر بلا شكوى قال يعقوب عليه الصلاة والسلام {إنَّمّا أّشًكٍو بّثٌَي وحٍزًنٌي إلّى اللَّهٌ} مع قوله: {فّصّبًرِ جّمٌيلِ واللَّهٍ المٍسًتّعّانٍ عّلّى" مّا تّصٌفٍونّ} فالشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الجميل، ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: «اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث وعليك التكلان» ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللهم إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك، لك العتبى حتى ترضى».وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر: {إنَّمّا أّشًكٍو بّثٌَي وحٍزًنٌي إلّى اللَّهٌ} ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف، بخلاف الشكوى إلى المخلوق، قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووساً كره أنين المريض، وقال: إنه شكوى فما أن حتى مات، وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال، إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى: {فّإذّا فّرّغًتّ فّانصّبً، وإلّى" رّبٌَكّ فّارًغّبً } وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله». ولابد للإنسان من شيئين: طاعته بفعل المأمور، وترك المحظور، وصبره على ما يصيبه من القضاء المقدور، فالأول هو التقوى، والثاني هو الصبر. فتوى الأسبوع: * هل الدين خاص بشعائر معينة، أم شامل لكل أمور الحياة؟ وما الحكم فيمن يقول إن الدين خاص بالمسجد؟ - الدين العام، يعم المسجد والبيت والدكان، ويعم السفر والحضر والسيارة والبعير ويعم كل شيء: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا ادًخٍلٍوا فٌي السٌَلًمٌ كّافَّةْ ولا تّتَّبٌعٍوا خٍطٍوّاتٌ الشَّيًطّانٌ إنَّهٍ لّكٍمً عّدٍوَِ مٍَبٌينِ} أي في الإسلام كله، والعبد عليه أن يتقي الله في كل شيء، ويسلم وجهه لله في كل شيء ليس في المسجد فحسب وإنما في المسجد والبيت مع أهله وضيفه ومع جيرانه، وفي أسفاره مع اخوانه، وفي محل البيع والشراء، عليه أن يبيع كما شرع الله، ويحذر الربا والكذب والخيانة والغش، وهكذا في جميع أحواله.فالدين عام معك في كل مكان، في سفرك وفي إقامتك وفي الشدة وفي الرخاء عليك أن تلتزم بالدين وليس في المسجد، وقول اقتصار الدين على المسجد قول الضالين العلمانيين دعاة الضلالة ودعاة الإلحاد، فعلى المسلم أن يلتزم بدين الله وان يستقيم على أمر الله في جميع الأمور وان يؤدي فرائضه وينتهي عن محارمه ويقف عند حدوده أينما كان في البيت أو في الجو أو في البحر أو في أي مكان. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -