قالت البحرية التشيلية ان أربعة اسرائيليين وأربعة فلسطينيين غادروا مساء الخميس على متن مركبين شراعيين مرفأ بويرتو وليامس، أقصى جنوبتشيلي على بعد 2300 كلم جنوب سانتياغو، للقيام برحلة «من أجل السلام» في القطب الجنوبي. وتهدف الرحلة التي اطلق عليها رمزيا اسم «كسر الجليد» الى اظهار ان التفاهم بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ممكن بالرغم من العداء القائم بينهما حاليا. وستعبر المجموعة مسافة ألف كيلومتر للوصول الى القطب المتجلد وتسلق قمة بعلو ألفي متر ورفع العلمين الاسرائيلي والفلسطيني كرمز لوحدة ممكنة بين البلدين. وحصلت الرحلة على دعم من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والدالاي لاما ورئيس البرلمان الالماني فولفغانغ تييرسي وحائزي جائزة نوبل للسلام ميخائيل غورباتشيف وشيمون بيريز ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذين وجهوا اليهم رسائل تشجيع. وأوضح منظمو الرحلة ان المشاركين وهم ستة رجال وامرأتان اختيروا ليس فقط على أساس لياقتهم البندية بل أيضا بسبب التزامهم العمل على انهاء النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ويرئس الرحلة دورون ايريل وهو متسلق جبال اسرائيلي محترف سبق وتسلق عدة قمم عالية في العالم. ووالدا ايريل من بولندا وهما من الناجين من محرقة اليهود. وكان ايريل عضوا في وحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي فضلا عن زميله في الرحلة المحامي شوشاني ايهو. وفي المجموعة الاسرائيلية أيضا حزقييل ناتانيل وهو رجل أعمال يقيم في المانيا وهو الداعم الرئيسي للرحلة ويادرن فانتاو المولودة في أثيوبيا والتي هاجرت الى اسرائيل قبل 14 عاما. وتضم المجموعة الفلسطينية ناصر قيس وهو مدرب فريق لكرة القدم وعضو في حركة فتح كان حارسا شخصيا للمسؤول الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني وقد أمضى اعتبارا من العام 1988 ثلاث سنوات في السجن بعد ادانته بتهمة مهاجمة جنود اسرائيليين بزجاجات حارقة. وبين الفلسطينيين أيضا الفت حيدر وهي معلمة تربية بدنية ولدت في اسرائيل وزياد درويش وهو صحافي يقيم في القدس قتل شقيقه خلال غارة جوية في بيروت العام 1982 فضلا عن سليمان الخطيب الناشط الفلسطيني الذي حكم عليه في سن الرابعة عشرة بالسجن عشر سنوات لمهاجمته جنودا اسرائيليين. ويرافق المجموعة 12 شخصا من جنسيات مختلفة ومرشدين يوجهونهم في الجبال وبعض الصحافيين. وغادرت المجموعة بويرتو وليامس الواقعة على قناة بيغل للوصول الى القطب الجنوبي بعد عبور بحر دريك. وستكون أول محطة لها في جزيرة ديسيبشن التي يأمل أعضاء المجموعة الوصول اليها بعد أسبوع اذا سمحت الأحوال الجوية بذلك. وسيواصل المركبان رحلتهما بمحاذاة ساحل القطب الجنوبي حتى كريستال ساوند حيث ستنصب المجموعة خيامها. وانطلاقا من هذه النقطة سيقطعون مشيا على الاقدام مسافة ثلاثين كيلومترا قبل تسلق جبل يبلغ ارتفاعه ألفي متر حيث سيقيمون احتفالا رمزيا على قمته.