عند الحديث عن بدايات الحركة التعليمية والتربوية في المملكة يستأثر معهد العاصمة النموذجي بمساحة عريضة من الاهتمام وقدر كبير من الخصوصية والتميز، فهو جزء من التاريخ الحديث لعاصمة الوحدة والتوحيد رياضنا الغالية ومعلم بارز في سماء مملكتنا الغالية.وخلال ستة عقود حظي المعهد بدعم لا حد له من لدن ولاة الأمر ونال الرعاية المتواصلة ماديا وإنشائيا وبشريا مما مكنه من أداء رسالته وتتابع تطوره واستمرارية عطائه.بداياته في عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله حيث خصص جزءا من قصره في المربع ليكون نواة مدرسة لتعليم أبنائه القرآن الكريم والفقه والتوحيد واللغة العربية وآدابها، وانتدب لتلك المهمة نخبة من علماء المملكة وصفوة من المدرسين المصريين من مصر الشقيقة, وبعد وفاة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتولى الملك سعود يرحمه الله مقاليد الحكم باشر بتخصيص مدرسة في الناصرية وأطلق عليها مسمى معهد الأنجال التحق بها عدد من الأمراء والمواطنين, وفي عام 1385ه صدر الأمر السامي الكريم بتسميته معهد العاصمة النموذجي والذي لا يزال يحمله حتى يومنا هذا.تخرج من معهد العاصمة النموذجي دفعات متعاقبة من أصحاب السمو والمعالي والسعادة الذين تقلدوا مناصب رفيعة أمراء مناطق ووزراء وأساتذة جامعات وأطباء متميزون وخبراء في عالم المال والأعمال وسفراء ودبلوماسيون ومهندسون أكفاء ومحامون واستشاريون وتخصصات لا حصر لها ولا عد.هؤلاء جميعا كانوا في طليعة المساهمين في النهضة العلمية والحضارية في المملكة التي قادها ووجهها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز, وانطلاقا من أهمية هذا الصرح العلمي الشامخ وحرصا من القيادة الراشدة - وفقها الله - في اعطاء المعهد المزيد من الخصوصية والتميز ليصبح أكثر نموذجية في مناهجه ونشاطاته واختيار المبرزين والموهوبين للانتساب اليه,, صدر الأمر السامي الكريم رقم 68/8 في 6/2/1418ه القاضي بضم كل من معهد العاصمة النموذجي ومدارس الثغر النموذجية بجدة الى وزارة المعارف ونص الأمر السامي الكريم على أن تعمل الوزارة على جعل هاتين المؤسستين نموذجيتين مراعاة لتاريخهما.وتحقيقا لتلك الرغبة السامية الكريمة شرع معالي وزير المعارف الدكتور محمد الأحمد الرشيد في وضع كل امكانات الوزارة البشرية والأكاديمية والتنظيمية لكي يحتل المعهد مكانة رفيعة بين المؤسسات التعليمية والتربوية في المملكة، وكما هو معروف فإن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من أشد الداعمين المتحمسين والمتابعين لمراحل تطور المعهد والحريصين على استمرارية رسالته وتجدد شبابه وحيويته.لذا بادر معالي وزير المعارف بطرح فكرة انشاء جمعية للخريجين على سموه رعاه الله للاستفادة من خبراتهم ودعمهم له في مختلف المجالات الحيوية علميا، وماديا، وقد بارك سموه الفكرة وتبناها وبارك ترشيح صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية لرئاسة اللجنة التأسيسية للجمعية ولبى سمو الأمير أحمد النداء ووافق على رئاسة الجمعية رغم مسؤولياته الرسمية الجسيمة.وتلك دلالة أكيدة على ما يحمله سموه من حب ومؤازرة لمعهده ومنسوبيه.وهاهو المعهد يستعد لاستقبال أبنائه الخريجين أعضاء اللجنة التأسيسية للجمعية مساء السبت 26/12/1420ه الموافق للأول من ابريل 2000م بمبنى المعهد وسيبدأ المعهد انطلاقته المباركة بمزيد من الحيوية.فهذا المعلم التربوي يستحق من أبنائه الدعم والمؤازرة وهم المعروفون بالحب والوفاء ويحملون في أفئدتهم لمعهدهم ذكريات جميلة خالدة.تحية ود ووفاء لصاحب السمو الملكي الأمير المحبوب سلمان بن عبدالعزيز رجل المسؤوليات العظيمة الذي قدم لعاصمتنا الحبيبة الكثير من الجهد المتواصل والعديد من معطيات الخير والبناء بتوجيه من باني نهضتنا العلمية والتنموية والحضارية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني رعاهم الله تعالى .وكذا الشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية ولكل أصحاب السمو والمعالي والسعادة وخريجي المعهد بكافة، ومرحبا بهم جميعا في رحاب العاصمة وفي بيتكم معهد العاصمة النموذجي.