إن الذي يشكو الحياة وصرفها يقضي أسى والجسم ذاو ذابل هو وحده الشاكي الذي خلق الأسى وأحق منه بالحياة الجاهل لا يعرف العيش الرغيد وطيبه والحق إلا المؤمن المتفائل فيرى السرور يرف في جنباتها مثل الرياض وقد سقاها وابل في الوردة الحمراء في قطر الندى فوق الزهور، جفونهن ذوابل في الجدول الوسنان يرقص موجه بين الصخور، دموعه تتهاطل في بسمة الفجر الطروب وسحره والناي من ألحانه تتسايل أمن يرى الاشجار وهي رواقص أمن يرى الأشجار وهي حوامل في كل شيء في الحياة بأرضها وسمائها فالحسن فيها ماثل فالدين ينبوع العواطف ثرة لولاه عيش المرء هم قاتل وحلاوة الإيمان أكبر لذة لا شيء في هذا الوجود يعادل الادعاء كم تدعي وتقول: إني مسلم والله يعلم سر ما تتكلم هلا أخذت من الحياة مواعظا ان السعادة في التقى لو تعلم ولخير زاد في الحياة هو التقى فتزودوا، ان التزود مغنم تقوى الإله إذا تخالط مهجة تشفي الفؤاد ولا ترى ما يؤلم إن التقيّ يعيش في كنف الهنا من يتّق الرحمن فهو المسلم لا تستقيم النفس إلا بالتقى ان التقي لدىّ الإله مكرم أرأيت من يمشي مكبا حائرا في البيد يخبط، والظلام مخيم أرأيت كيف يهيم في خسرانه شتان من يبني وآخر يهدم ومكارم الأخلاق نبراس الهدى