في مثل هذا اليوم من عام 1879م تم أول عرض عام لمصباح الاضاءة الذي اخترعه الأمريكي توماس اديسون الذي قام بإضاءة أحد شوارع مدينة مينلو بارك في ولايةنيوجرسي الأمريكية، وقد سيرت شركة بنسلفانيا للسكك الحديدية قطاراً خاصاً إلى مدينة مينلو بارك بناء على رغبة الناس الذين أرادوا السفر إلى المدينة لمشاهدة المصباح، وقد ولد اديسون في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكيةعام 1847 وتلقى قدرا يسيراً من التعليم الرسمي الذي كان أساسيا بالنسبة لاغلب الأمريكيين في ذلك الوقت، وقد عاني أديسون من مشكلات في الاذن خلال سنوات عمره الاولى، وكانت هذه المشكلة دافعاً للكثير من الاختراعات التي توصل إليها. ففي السادسة عشرة من عمره عثر على فرصة للعمل كمشغل للتلغراف وعلى الفور كرس جانباً كبيراً من جهده وذكائه الفطري من أجل تطوير نظام التلغراف نفسه، وبحلول عام 1869 تفرغ للاختراعات بالكامل، وفي عام 1876 انتقل إلى معمل وورشة ميكانيكا في مينلو بارك بولاية نيوجرسي. وفي عام 1877 قدم واحداً من اختراعاته العظيمة وهو جهاز الفونوغراف أثناء محاولاته لتسجيل رسائل التلغراف وإعادة كتابتها فيما بعد، وقد جعل ظهور اختراع الفونوغراف أو جهاز تشغيل الاسطوانات الصوتية من أديسون مخترعا ذا شهرة عالمية وحمل لقب «ساحر منيلو بارك». فإلى جانب اختراع الفونوغراف ساهم اديسون في اختراع أول مصباح كهربائي في عام 1879 وكذلك اختراع آلة التصوير الضوئي وجهاز عرض الشرائح (البروجكتور) في الثمانينيات، وفي عام 1887 افتتح أول معمل أبحاث صناعي في العالم في ويست أورانج حيث قام بتشغيل عشرات الباحثين والفنيين من أجل إجراء أبحاثهم في موضوعات محددة،. ويمكن القول ان أعظم مساهمات أديسون في حضارة العالم الصناعي الحديث جاءت من خلال عمله في مجال الكهرباء، فقد تمكن من اختراع نظام كامل لتوزيع الضوء والطاقة وتمكن من إنشاء أول محطة لتوليد الطاقة في العالم في مدينة نيويورك واخترع أول قطار كهرباء والبطارية القلوية (السائلة) وغير ذلك العشرات من الاختراعات التي مهدت دخول البشرية عصراً جديداً في القرن العشرين، وحصل أديسون على 1903 براءة اختراع على مدى حياته التي انتهت عام 1931 عن عمر 84 عاما.