اخي عامر لقد عرفتك وانت لم تبلغ سن العاشرة من عمرك وانت ووالدك واخوانك نعم المعرفة فقد كنتم خير الجار الواصل مع جاره وخير الابناء المشهود لهم بالصلاح والاستقامة وحب الخير، فقد كنت من جيران مسجد عمر بن الخطاب، وكنت في بعض الاوقات ترفع الاذان في المسجد في حال عدم وجود المؤذن ابي عبدالله الذي بلغ الآن من الكبر عتياً، وتمنيت انك موجود لتقوم بالاذان في حال عدم وجوده، وما يمنعك من ذلك؟! اخي عامر بن محسن الشهري، ان آخر مرة شاهدتك فيها عند زواجك وكنت بصدد ان اقوم بزيارتك لتهنئتك بالزواج والدعاء لك بالذرية الصالحة وذلك عقب عودتك من افغانستان ووفاة اخيك زيدان هناك وذلك بمنزلكم الجديد، لكن لم يكتب لي ان اقابلك ولا ادري لربما انك في هذه الفترة لاتريد ان تقابل احداً. اخي عامر الشهري هل ما تعلمته طوال حياتك القصيرة من علوم دينية وشرعية جعلك تختفي عن الانظار لان الذي يكون على حق دائماً يكون في المواجهة؟ هل تعتقد ان الذي يرزق بمولود لاول مرة لم تكن لديه الرغبة في مشاهدته واحتضانه وتربيته التربية الصالحة؟ وهل هذا جزاء هذه الزوجة المسكينة التي انجبت لك مولودا لم تشاهده هل جزاؤها الطلاق؟ اخي عامر هل تعتقد انه لايدخل الجنة من البشر الا من فعل مثل ما فعل من اصبحت من ضمنهم من المطلوبين؟ اخي عامر عندما شاهدت صورتك في الصحف جلست مع نفسي في نقاش حاد للغاية لربما انه ليس عامراً لربما ان الاسماء قد تشابهت، وجلست اسأل بعض الاخوان عنك لانهم هم يعرفونك اكثر مني وكلهم في سنك، وقد اكدوا لي ان الصورة هي الصورة والاسم هو الاسم، بعدها اصبت بإحباط شديد فقلت ايعقل ان يكون هذا هو عامر الذي شهد له بالمحافظة على الصلوات والاستقامة وحب الخير؟ ايعقل ان من تعلم ان طاعة الوالدين من الجهاد وسبب دخول الجنة يفعل هذا ان يترك والديه وزوجته واخوانه واخواته وهو يعلم ان غضب الوالدين من غضب الله؟ ايعقل ان من عرف ان من يغار على دينه ووطنه ان لاينساق وراء قتلة ومجرمين وهو يعلم ان طاعة ولاة الامر مما اوجبه علينا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ ايعقل بالله عليك ان يقر ما فعله هؤلاء الخوارج؟ اي دين واي اعراف تقر هذا لو قلت لك ان الكافر الذي عرف بكرهه للدين والاسلام والمسلمين لايرضى ان يفعل ما فعله من تلبسوا بلباس الدين والوطن وقتلوا الاطفال والنساء المسلمين والمستأمنين؟ اخي عامر كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، فما يمنعك ان تعود الى اهلك وتسلم نفسك وتكفر عما فعلت لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وانت اعرف مني بذلك، حيث انك درست العلوم الدينية والشرعية اكثر مني؟ اخي عامر لا اريد منك سوى ان تجيب عن هذه الاسئلة كلها واذا وجدت لها اجابة صحيحة فأنت عدت الى صوابك ورشدك، واذا لم تستطع ان تجيب عنها، فاعلم ان يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ولايعقل ان يكون كل الناس على خطأ وأنت على حق.. فإذا كنت تخاف الله فارجع الى رشدك وكفر عما فات حتى لاتندم مثلما ندم غيرك؟ والله اسأل ان يهديك وان يعيدك الى طريق الحق والصواب. اخوك الناصح لك