عزيزي القارئ: فضلاً لا تعجب إذا قلنا لك: إن هناك أمراضاً جلدية ذات طبيعة نفسية بحتة. فالأمراض التي سنتحدث عنها في السطور التالية لا توجد لها أسباب جسمية واضحة، وإنما ترجع في الغالب إلى الخوف من الإصابة بالطفيليات، والتخرشات العصبية، والتهاب الجلد المحدث ذاتياً. ويعتبر نتف الشعر بشكل غير واع من الأشكال الأساسية في الأمراض الجلدية النفسية. وعندما يلجأ المريض إلى طبيبه شاكياً له إحدى هذه الأعراض، فإنه ينبغي على الطبيب أن يتأكد من أنه ليس لدى مريضه أي سبب حقيقي للإصابة بالمرض الجلدي، ومن ثم يبدأ في البحث عن وجود مرض نفسي فعلي لدى المريض. إلا انه لا توجد لدى المصابين بهذه الأمراض والاضطرابات في العادة عاهة عقلية، حيث يؤدون أعمالهم ووظائفهم في الغالب بشكل جيد، ولا تتأثر علاقتهم عادة بالمجتمع. ومن العلامات الجلدية التي تظهر لدى المصابين باضطرابات نفسية، وهي تظهر عندما يكون الجلد هدفا سهل المنال للشدة العاصفة. ومن هذه العلامات عض الأظافر بشكل متكرر أو عض الجلد «خاصة في منطقة الساعدين واليدين والأصابع»، وعض الشفة، وكل هذه الأفعال هي عادات إكراه، يحدث بالوعي أو اللا وعي لدى المصاب. هناك أيضاً ضرب الرأس أو رطمه بالأجسام الصلبة الذي قد يؤدي لتمزقات ورضوض، والتي إذا كانت شديدة قد تؤدي بدورها إلى إلحاق الأذى الدائم بالدماغ وقد تكون مميتة وقد تكون هذه التمزقات المحدثة بالذات ذات قصد انتحاري. ومن أعراض ذلك المرض أيضاً غسل اليدين المتكرر بشكل وسواسي بشكل يؤدي لتهيج جلد اليدين وحدوث ما يسمى بالاكزيما. وفي أحيان أخرى يلجأ بعض المرضى للقيء بشكل ذاتي عن طريق ادخال اصبع السبابة لجوف الفم، وعند تكرار هذا الفعل فإنه يؤدي لحدوث طفح جلدي متقشر على ظهر اصبع السبابة يسبب احتكاكها بالأسنان. ويوجد أيضاً لعق الشفاه بشكل متكرر الذي يتسبب في جفاف الشفاه، وقد يؤدي بالنهاية لتسمك الشفتين. ويتم معالجة الحالات السابقة عن طريق علاج التأثير السلبي المحدث بسبب الاضطراب النفسي من قبل طبيب الأمراض الجلدية، وباستشارة طبيب نفسي من أجل علاج السبب النفسي الذي هو أساس المشكلة. د. باسل غويش