هناك أمراض تحمل اسماً موحداً كنوع، وهي في الحقيقة عدة أنواع وأصناف، يجمعها في النهاية اسم موحد يدل على حقيقة المرض ونوعه، وهذا أمر يربك المرضى كثيراً، فيعتقد المصاب بالصدفية أن أي مريض آخر بالصدفية يحمل نفس الأعراض ونفس النوع ويستجيب لنفس الدواء وهو أمر خاطيء. إن الصدفية كمثيلاتها من الأمراض ليست نوعاً واحداً، بل أن هنالك عدة أنواع من الصدفية، وما يناسب نوع معين من الصدفية قد لا يناسب مريض آخر بنفس المرض ولكن بنوع مختلف من الصدفية. ومن انواع الصدفية هناك صدفية الطبقات (Plaque Psoriasis): وهي النوع الأكثر انتشارًا، حيث تسبب رقائق (طبقات رقيقة) من الجلد الجاف، متقشرة، حمراء ومغطاة بقشور فضية، هذه الرقائق مثيرة للحكة ومؤلمة في بعض الأحيان، ويمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية والأنسجة الرخوة داخل الفم، كما قد يظهر عدد قليل من هذه الرقائق وقد يكون عددها كبيرًا، وفي الحالات الشديدة يتصدع الجلد حول المفاصل وينزف، كما أن هناك نوع آخر وهو صدفية الأظافر (Nail psoriasis): يمكن أن تظهر على أصابع اليدين والقدمين، وتسبب ندوبًا ونموًا غير طبيعي وتغيرًا في لون الأظافر، وقد تصبح الأظافر المصابة بالصدفية فضفاضة حتى إلى درجة الانحلال والخروج من مكانها، وفي الحالات الشديدة تتفتت الأظافر. كما أنه ومن أنواع الصدفية هناك الصدفية القطروية (Guttate psoriasis): وهذا النوع من المرض يصيب أساساً الأشخاص دون سن ال 30 عامًا، وهو يظهر عادة جراء عدوى جرثومية مثل الجراثيم العقدية (ستربتوكوكوس – Streptococcus) التي تصيب الحلق، وفي هذا النوع تظهر طبقات صغيرة كأنها قطرات على الظهر والذراعين والساقين وفروة الرأس، وتكون هذه الطبقات مكسوّة بقشور رقيقة وغير سميكة مثل الطبقات العادية، وفي بعض الحالات تظهر نوبة واحدة ثم تختفي من تلقاء نفسها بينما تتكرر النوبات في حالات أخرى لا سيما لدى الأشخاص المصابين بتلوث مزمن في مجاري التنفس. ومن أنواع الصدفية أيضاً هناك صدفية الثنيات أو الصدفية العكسية (Inverse psoriasis / Flexural psoriasis): غالبًا ما تظهر في الأربية (بين الفخذين) وفي الحفرتين الإبطيتين (تحت الإبطين) وتحت الثديين وحول الأعضاء التناسلية، وتتميز صدفية الثنيات بنشوء مناطق حمراء وملتهبة في الجلد وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص البدينين وتزداد سوءًا نتيجة الاحتكاك والتعرق. وهناك الصدفية البثرية (Pustular psoriasis): وهذا نوع غير شائع من المرض يمكن أن يظهر في مناطق واسعة من الجسم (صدفية بثرية شاملة) أو في مناطق صغيرة على اليدين والقدمين أو أطراف الأصابع، ويتطور هذا النوع عادة بسرعة إذ تظهر بثور (حويصلات) مليئة بالقيح بعد ساعات فقط من احمرار الجلد وتحسسه، وتجف هذه البثور في غضون يوم أو اثنين لكن يمكن أن تعاود الظهور مرة أخرى كل بضعة أيام أو بضعة أسابيع، ويمكن للصدفية البثرية أن تسبب الحمى، القشعريرة، الحكة الشديدة والتعب. وهناك الصدفية المحمرة للجلد (Erythrodermic psoriasis): وهذا هو النوع هو الأقل شيوعًا من المرض وهو يمكن أن يؤدي إلى تغطية الجسم كله بطفح جلدي أحمر ومتقشر وقد يسبب الحكة أو الحرق الشديد، ويمكن أن يظهر هذا النوع نتيجة لحروق الشمس الشديدة أو نتيجة لتناول الكورتيكوستيرويدات (هورمونات ستيرويدية) أو أدوية أخرى، كما يمكن أن يتطور من أي نوع آخر من الصدفية لم تتم معالجته بشكل صحيح أو كما ينبغي. وأخيراً هناك صدفية التهاب المفاصل أو التهاب المفصل في الصدفية (Psoriatic arthritis): تتميز بظهور التهاب المفاصل المصحوب بالألم والتورم في المفاصل، وقد يسبب هذا النوع من المرض أيضًا التهابًا في العين مثل التهاب ملتحمة العين، وتتراوح الأعراض بين خفيفة وحادة كما يمكن أن يسبب هذا النوع من الصدفية تصلبًا وضررًا جسيمًا في المفاصل، وقد يؤدي في أخطر الحالات إلى حدوث تشوه دائم. ومثل أي مرض آخر يبدأ العلاج دائماً من التشخيص الصحيح، ويمكن للطبيب تشخيص الصدفية عادة بعد التحدث حول العلامات والأعراض وبعد فحص الجلد، لكن قد يكون من الضروري في بعض الأحيان أخذ عينة من الجلد (خزعة) وفحصها تحت المجهر من أجل تحديد النوع الدقيق من المرض ونفي غيره من الاضطرابات، وتؤخذ هذه الخزعة عادة في عيادة الطبيب تحت تخدير موضعي، وهناك بعض الاضطرابات الأخرى التي تذكر بالصدفية وذلك مثل: التهاب الجلد المثي (Seborrheic dermatitis)، الحزاز المسطح (Lichen planus)، سعفة الجسد (Tinea corporis)، النخالية الوردية (Pityriasis rosea). وكما أسلفنا أنه لا شفاء من مرض الصدفية، لكن علاج الصدفية يمكن أن يحقق تحسنًا كبيرًا، كما أن اتخاذ التدابير الخاصة بنمط الحياة مثل استخدام مرهم الكورتيزون وتعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية باعتدال وبطريقة خاضعة للرقابة من شأنه أن يؤدي إلى تحسن أعراض الصدفية. قسم الأمراض الجلدية