طرأت - في السبعينات الميلادية «التسعينيات الهجرية» - ثلاث ظواهر جديدة على تاريخ الصحافة السعودية: تتمثّل الظاهرة الأولى في الاتجاه إلى إصدار صحف سعودية تصدر باللغة الإنجليزية؛ فقد صدرت صحيفة «سعودي جازيت Saudi Gazette» من مؤسسة عكاظ بجدة في عام 1396ه، وصحيفة «رياض ديلي Riyadh Daily» من مؤسسة اليمامة بالرياض في عام 1406ه. وقبلهما صدرت «عرب نيوز Arab News» من لندن في عام 1395ه بهوية سعودية من الشركة السعودية للأبحاث والتسويق البريطانية. وتمثّلت الظاهرة الثانية في إصدار بعض الصحف والمجلات السعودية الدولية المملوكة لبعض السعوديين من القاهرة، ومن بيروت، ومن أوروبا «لندن». فقد صدرت جريدة «الشرق الأوسط» الواسعة الانتشار، و«مجلة المجلة»، و«مجلة سيدتي»، و«مجلة الجديدة»، و«جريدة الرياضية»، و«صحيفة الاقتصادية»، و«مجلة الفروسية»، و«مجلة عالم الرياضة». لقد صدرت هذه الصحف والمجلات عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق البريطانية المحدودة. وتمثّلت الظاهرة الثالثة في صعود رؤساء الأقسام الرياضية إلى المناصب القيادية في أبرز الصحف اليومية «16». أنظمة المطبوعات والنشر في المملكة صدر نظام المطبوعات والنشر المقر بالمرسوم الملكي ذي الرقم 17 تاريخ 13/4/1402ه وهو مكون من 46 مادة تحدد أحكام ممارسة نشاطات المطابع والمطبوعات والنشر والمكتبات ومحلات الرسم والتصوير والخط ومحلات تداول الأشرطة المسموعة والمرئية ومؤسسات الإنتاج الفني، ومكاتب الدعاية والإعلام، والعلاقات العامة، ودور النشر والتوزيع، ومكاتب وسائل الإعلام الأجنبية، وكيفية الحصول على التراخيص، وإجازة المطبوعات الداخلية والخارجية، وطبيعة نشاط الصحافة المحلية، وتنظيم الجانب التحريري فيها، كما ينظم إيداع نسخ من الإصدارات الداخلية والخارجية لدى المكتبة الوطنية وحفظ حقوق المؤلف والأحكام الخاصة بالمخالفات وجزاءاتها كما تضمّن النظام الرابع لمسات تطويرية وإضافات حتمتها مستجدات المرحلة التي صدر فيها ومن أبرزها ما يأتي: 1- التأكيد على حرية التعبير مكفولة في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية وذلك تمشياً مع ما جاء في المادة 26 من السياسة الإعلامية. 2- التأكيد للمرة الأولى على إلغاء الرقابة المسبقة على الصحف قبل طبعها. 3- استثناء الجهات التعليمية من الحصول على تراخيص إصدار مطبوعاتها، ومن مراقبة مطبوعاتها المستوردة. 4- تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء بينهم مستشار قانوني للنظر في المخالفات مع تأكيد حق التظلم إلى ديوان المظالم من أحكامها. 5- إيداع نسخة من المطبوعات الداخلية والمطبوعات السعودية الخارجية المستوردة في المكتبة الوطنية وتوكيد الحقوق الأدبية لأصحابها في مجال التأليف والطبع والترجمة والنشر. 6- إصدار وزارة الإعلام بتاريخ 3/11/1409ه لائحة تنفيذية للنظام مكونة من 62 فقرة تحدد الإجراءات اللازمة لتنفيذ مواده. وقد نسخت من النظام كل المواد المتصلة بالإيداع وبضمان الحقوق الأدبية بصدور نظام مستقل للإيداع بتاريخ 19/5/1410ه. وبصدور نظام آخر لضمان حقوق المؤلف بتاريخ 7/9/1412ه (17). الهوية الإسلامية في الصحافة السعودية من المزايا التي تتميز بها المملكة العربية السعودية وضوح الرؤية، وبالتالي وضوح الهوية الإسلامية، وهذا يؤكد ما سبق أن أشرنا إليه بأن السياسة الإعلامية قبل أن تصدر في وثيقة معلنة لها وجود واضح في مفردات السياسة العامة في الدولة منذ بداية تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز. يقول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه «ما كنا عرباً إلا بعد ما كنا مسلمين. كنا عبيداً للعجم ولكن الإسلام جعلنا سادة. ليس لنا فضيلة إلا الله وطاعته واتباع محمد. ويجب أن نعرف حقيقة ديننا وعربيتنا ولا ننساها. كل حرية باطلة إلا حرية الإسلام، والإنسان لا ينفع إلا بالدين ونحن لا نبغي مَارَبةَ أوروبّا، وإنما نطلب حقوقنا باتحادنا. فنعتصم بالله. والإسلام أكبر وسيلة وأكبر حصن، هو أكبر مزايا الحسب والنسب، فيجب على المسلم محبة دينه وشعبه ووطنه». ثم قال الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه: إن اتجاهنا جميعاً اتجاه ديني وكلنا نزعة إسلامية لأننا خدام الحرمين الشريفين، هما منبع الدعوة الإسلامية.. فعلى الصحافة أن توجه همتها للدعوة إلى الإسلام ومبادئه، لأنها عزنا وسؤددنا. وبالإسلام ومن الإسلام، ولا عز لنا ولا سؤدد إلا باتباع هذه المبادئ.. وبعد أن تولى الملك فيصل طيب الله ثراه عرش البلاد بعد أخيه الملك سعود قال: إنني أرحّب بالنقد ولكن بشرط أن يكون بناءً وإني لا أريد أن تكون صحافتنا مجالاً لتضارب الآراء أو محاولة أن يبني بعضنا مجده على حساب الآخرين فهذا يفقد الصحافة مهماتها الأساسية التي يجب أن تتحلى بها: يجب أن تكون الصحافة موجهة للأمة والرأي العام. والتوجيه مسؤولية كبرى، وبلادنا كما تعلمون قائمة على أسس سليمة. وهذه الأسس هي الشرع الإسلامي الحنيف.. وهذه ميزة بلادنا. إن لنا دستوراً روحياً علوياً سماوياً هو القرآن الكريم فيجب أن ندعو إلى هذا وأن نفتح الأذهان وننبه ونقود الناس إلى شريعة رسول الله. وفي غرة ربيع الأول 1409ه افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الإعلام في قصر المؤتمرات بمدينة جدة وقال عن الإعلام الإسلامي في كلمة ارتجلها في المؤتمر: والإعلام كما هو معروف أنه إذا استخدم للخير فقد أفاد وأنه لئن استخدم للشر فقد أضر. ومن المؤمل والمحبب للنفس أن يكون إعلامنا الإسلامي على مستوى الأحداث للدفاع عن عقيدتنا الإسلامية وللدفاع عن مصالحنا في المجالات الدولية إذا لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عن المجالات الدولية وعن التصاقنا بالعلم غربه أو شرقه. ولأن المملكة العربية السعودية مهوى أفئدة المسلمين ومهد الرسالة الإسلامية فقد قال خادم الحرمين الشريفين: ويجب أن نهتم بالإعلام حتى نوضح للعالم أجمع أن العقيدة الإسلامية هي عقيدة سلام واستقرار وبنيت على أسس وقواعد أنزلها رب العزة والجلال في محكم كتابه وبينها رسول الله. وفي جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت بعد ظهر يوم الاثنين 7 ربيع الأول 1404ه أعلن خادم الحرمين نتائج المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الإعلام قائلاً: لقد حقق المؤتمر نجاحاً ملحوظاً شهد به الجميع بفضل الله ثم بفضل الجهود المخلصة التي بذلت من القائمين على أمره ونأمل أن توفق اللجنة الوزارية المشكلة للمتابعة لنضع قراراته موضع التنفيذ. وأكد خادم الحرمين الشريفين على ضرورة التصدي المشترك لأعمال الغزو الإعلامي الخارجي الذي بدأت تتحدث عنه الصحافة في مجالات الأقمار الصناعية محذراً من خطورة هذا الغزو الموجه على مجتمعاتنا العربية والإسلامية وتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية لما سيترتب على ذلك من أضرار بالغة بالنسبة لأجيالنا الصاعدة. ولابد من الإشارة إلى أن الهوية الإسلامية تعد السمة البارزة في الوسائل الإعلامية السعودية المختلفة. بمعنى أن الهدف الأساسي للإعلام السعودي هو بذل الجهود المشروعة لإيصال الإسلام للناس وإقناعهم به بالحكمة والموعظة الحسنة. كما قال تعالى:{\دًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ $ّالًمّوًعٌظّةٌ پًحّسّنّةٌ $ّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}(18). تطوّر الإذاعة لقد عرف المجتمع السعودي أجهزة الراديو قبل تأسيس الإذاعة السعودية، فقد أورد كتابُ الإعلام في المملكة العربية السعودية عن كتاب «الحجاز في عام 1356ه لأحمد إبراهيم عيسى» أن الراديو كان موجوداً عند بعض أثرياء مكةالمكرمة، وأن الحكومة السعودية كانت تتقاضى رسماً سنوياً يقدّر بعشرة ريالات. وعندما ثقُل عبء استيفاء الرسم على إدارة البرق والهاتف بعد تزايد عدد الأجهزة طُرحت فكرة إلغائه أو استيفاء رسوم خمس سنوات مقدّماً عند المنافذ الجمركية، لكن كفّة الإلغاء ترجّحت عند بحث الموضوع في مجلس الشورى، فصدر أمر الملك عبدالعزيز بذلك بتاريخ 5/12/1369ه. وقد قُدر عددُ أجهزة الراديو المسجلة في المملكة عام 1366ه «7000» جهاز استقبال، ثم ذَكر تقرير مجلس الشورى «رقم 143، في 30/10/1369ه» أن عدد الأجهزة قد وصل إلى «13000» جهاز «19». تأسيس الإذاعة السعودية، وتأكيد الهوية الإسلامية «تأسست الإذاعة السعودية عام 1368ه، 1949م في جدة بموجب المرسوم الملكي رقم «7/3/16/3996، تاريخ 23/9/1368ه الذي أصدره الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وفوّض فيه نائبه - في الحجاز - الأمير فيصل - رحمه الله - الإشراف على الإذاعة. ونورد فيما يلي نصَّ المرسوم الملكي لأهميته التاريخية: «من عبدالعزيز آل سعود إلى جناب المكرم الابن فيصل سلمه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد عُرض علينا موضوع الإذاعة في جدة، ونحن نرى فيها الآتي: أولاً: يُنتخبُ مديرٌ أو مستشار مسؤول أمام الحكومة عن محطة الإذاعة وما يُذاع فيها، وعن الأعمال الإدارية، وهي تهيئة المقالات والأخبار التي ستذيعها وتدقيقها وتمحيصها، والعمل على تحسين هذه البرامج، وتمرين المعاونين وتدريبهم على هذه الأعمال. ثانياً: يُوضع برنامج للإذاعة تشرفون عليه، ويُنفذ بعد موافقتكم عليه. ثالثاً: يُلاحظ في البرنامج: أ- نشر الأخبار الخارجية كما هي، وإنما يلاحظ عدم شتم أحد أو التعريض بأحد أو المدح الذي لا محلّ له. ب- يلاحظ في الأخبار الداخلية الواقع وتلاحظ عاداتنا في السكوت على ما اعتدنا السكوت عليه، ونشر ما اعتدنا نشره. ج- ينظر فيما يمكن إذاعته من القرآن الكريم، والمواعظ الدينية، والمحاضرات التاريخية عن الإسلام والعرب. يكون معلوماً، والسلام «20». وللملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى جانب هذا المرسوم خطابٌ ألقاه نيابة عنه سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بمناسبة افتتاح الإذاعة السعودية. وفي هذا الخطاب حرص الملك عبدالعزيز على جعل مسألة الهوية الإسلامية منهجاً للإذاعة السعودية. ويمكن تلخيص الخطاب الملكي - الذي كان بمثابة سياسة إعلامية - في النقاط الخمس التالية: 1- التناصح بالبر والتقوى. 2- دعوة جميع المسلمين إلى التمسك بكتاب الله الكريم. 3- إخلاص العبادة له، كما أمرنا ربنا {إيَّاكّ نّعًبٍدٍ $ّإيَّاكّ نّسًتّعٌينٍ}. 4- دعوة حجيج بيت الله الحرام لنبذ كل ما يخالف أمر الله واتباع ما أمر به. 5- دعوة كل المسلمين لأن يجمعوا قلوبهم على كلمة الإخلاص، وأن يزيلوا ما بينهم من خلافات، وأن يعتصموا بحبل الله. ونعتقد أن السياسة الإعلامية التي أشرنا إليها سابقاً والتي حددت مسار الإعلام السعودي استوحت كثيراً من خطوطها الأساسية من هذا الخطاب التاريخي. لقد كانت المحطة الأولى للإذاعة السعودية تابعةً لوزارة المالية، ثم انفصلت عنها في عام 1378ه وتحوّلت إلى المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر. وقد أُذيع أول برنامج تجريبي من استديو جدة في 19 رمضان 1368ه». فبعد صدور المرسوم الملكي - الذي أصدره جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بشأن تأسيس نظام إذاعي في المجتمع السعودي - انطلق في مساء يوم الأحد التاسع من شهر ذي الحجة عام 1368ه - وهو يوم الوقوف بعرفة - إرسالُ الإذاعة أول مرة في تاريخ المجتمع السعودي. واقتصر البث الإذاعي في المملكة على استديوهات إذاعة جدة إلى عام 1384ه. ثم بدأ البث من إذاعة الرياض في رمضان عام 1384ه، وفي شوال 1399ه تم توحيد البث الإذاعي بين إذاعتي جدةوالرياض ليصبح مشتركاً، يبدأ من الخامسة والنصف صباحاً ويستمر حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وفي اليوم الأول من العام الهجري 1403ه خطت الإذاعة السعودية خطوة جديدة حيث بدأ بثُّ البرنامج العام مستقلاً من الرياض، والبرنامج الثاني من إذاعة جدة، وتم توحيد إذاعة القرآن الكريم لتبث برامجها من الرياض، وكذلك البرنامج الأوروبي فقد تم دمجه ليصبح إذاعة البرنامج الأوروبي بقسميه الفرنسي والإنجليزي من الرياض، وجرى دعم إذاعة نداء الإسلام. وكانت الإذاعة تعمل - في أول تأسيسها - على الموجة القصيرة، ولا تتجاوز قوتها ثلاثة كيلو واط. وقد قامت المحطة الأولى للإذاعة على تجهيزات محدودة، وافتقار إلى القدرات البشرية المؤهلة، ولذلك كانت في البداية تقتصر على بث الأخبار الرسمية والبرامج الإسلامية كالأحاديث الدينية والاجتماعية والثقافية، مع إذاعة بعض الإنتاج الأدبي كالشعر والمقالة. وكانت مدة الإرسال لا تتجاوز الثلاث ساعات يومياً. ويُشار هنا إلى أنه لم يكن للصوت النسائي وجود فيها (21). ثم تطورت الإذاعة السعودية في عام 1377ه، 1957م لتصل قوتها إلى خمسين كيلو واط. وفي عام 1383ه 1963م اتسعت فترة الإرسال لتصل إلى 11 ساعة يومياً. وفي عام 1384ه، 1965م تم إنشاء أول محطة إذاعية بمدينة الرياض إلى جانب محطة جدة. وكانت فترات البث في الرياض تستمر مدة «16» ساعة يومياً على موجة متوسطة بقوة 50 كيلو واط، وموجتين قصيرتين بقوة 150 كيلو واط. وقد ازداد استيراد عدد أجهزة الراديو في المملكة بنسبة 60% في بداية الثمانينات الميلادية. ومن أسباب ذلك زيادةُ اهتمام المواطنين بالحصول على المعلومات والبرامج الترفيهية من خلال الراديو نسبة لانتشار التعليم، إلى جانب سهولة استخدام جهاز الراديو. ويورد ساعد الحارثي إحصائية عن عدد الأجهزة المستوردة إلى المملكة - في النصف الأول من الثمانينات ميلادية - الذي وصل إلى 503 ،856 ،10» جهاز. وتؤكد هذه الإحصائية أن لكل مواطن سعودي جهازي استقبال. وتعتبر هذه أعلى نسبة في العالم (22). تطور البث الإذاعي لقد كانت الإذاعة السعودية وماتزال تتطور باستمرار، وبخاصة فيما يتعلق بشؤون المسلمين في العالم، وتنوع اللغات التي يتحدثون بها، والحاجة الماسة إلى تأمين ما يحتاجونه عن الإسلام بلغاتهم. ونرصد - فيما يلي - جانباً من التطور المستمر الذي شهدته الإذاعة السعودية في هذا المجال، وفي المجالات الأخرى المتعلقة ببث محطات إذاعية جديدة: - بدأت أول إذاعة موجهة باللغتين الأوردية والإندونيسية في بث برامجها عام 1369ه. - وفي عام 1381ه بدأت إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة. - وفي عام 1384ه بدأت الإذاعة تبث برنامجاً باللغة الإنجليزية. - وفي عام 1389ه بدأت الإذاعة تبث برنامجاً باللغة الفرنسية. - وفي عام 1392ه بدأت إذاعة القرآن الكريم تبث برامجها. - وفي عام 1402ه بدأت إذاعة البرنامج الثاني من جدة. وقد تضمنت خطة التنمية الثالثة للمملكة 1400 - 1405ه ما يلي: 1- تنفيذ محطتين جديدتين للبث الإذاعي وسوف تتمكن المملكة من خلال المحطات الجديدة من توسيع دائرة البث الإذاعي داخل المملكة وخارجها على الموجات المتوسطة والقصيرة والمحلية FM. 2- زيادة شبكة الإرسال الإذاعي الداخلية بإنشاء 25 محطة صغيرة للبث الإذاعي موزعة على جميع أنحاء المملكة. 3- زيادة لغات البث الإذاعي الموجهة من تسع لغات إلى 13 لغة (23). خلاصة القول في هذه النقطة تتمثل في أن الإذاعة السعودية تدير حتى تاريخ إعداد هذه الدراسة 2002م إذاعة للقرآن الكريم تبث من الرياض بمعدل عشرين ساعة يومياً، وإذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة التي تبث بين المغرب والعشاء وقبيل أذان الفجر بمقدار ثلاث ساعات يومياً، وإذاعة باللغة الإنجليزية، وأخرى باللغة الفرنسية من الرياض بمجموع 16 ساعة بث يومياً للإذاعتين، وإذاعات موجهة بعشر لغات يبث من جدة هي الإندونيسية، والأردية والفارسية والتركية والبلغارية والسواحلية والصومالية والتركستانية أو البمبالية والماليزية (24). مراحل تطور الإذاعة السعودية يمكن الإشارة - باختصار - إلى العوامل التي يُعزى إليها التطوير الذي ظهر في برامج الإذاعة، وإدارتها في النقاط التالية: 1- زيادة مدة البث الإذاعي عما كان عليه من قبل إلى الضعف، مع تحقيق مزيد من التوازن بين فئات البرامج وأنواعها، وإدخال مادة التعليق السياسي، كما أسهمت المرأة السعودية لأول مرة في إعداد البرامج وتقديمها. 2- في يوم الجمعة 7/12/1381ه، وبكلمة مسجلة من الملك سعود رحمه الله بدأت الإذاعة ببرنامج صوت الإسلام من مكةالمكرمة، وهي إذاعة مدتها ساعتان يبثُّ من جدة بين وقتي صلاتي المغرب والعشاء، وعند صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك، وقُبيل صلاة الجمعة، وتهتم بالثقافة الإسلامية والتعاليم الدينية. وقد جرى - بعد عشر سنوات من تأسيس هذه الإذاعة - تغيير شعارها إلى إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة، وذلك ليلة يوم عرفة 9/12/1390ه. وأنشئت بعد عامين إذاعتان جديدتان في الرياضوجدة تحملان اسم إذاعة القرآن الكريم، تم افتتاحهما بتاريخ واحد هو 2/2/1392ه، ثم دُمجتا - بعد عدة سنوات - في إذاعة واحدة تبثُّ مركزياً من الرياض، كما بدأت الإذاعة السعودية بعد سنوات تدير إذاعةً موسمية للتوعية في فترة الحج مدتها شهران يقتصر بثها على منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. 3- افتتحت - لأول مرة - إذاعة في الرياض قُبيل مغرب يوم الأحد في رمضان المبارك 1384ه، لتقديم برنامج عام منوع باللغة العربية. وقد استهلت الإذاعة - بعد القرآن الكريم - بكلمة وزير الإعلام آنذاك جميل الحجيلان، وكانت تتخذُ من مبنى مستأجر - في شارع الفرزدق بالملز - مقراً لها. 4- بدأت وزارة الإعلام إذاعةً باللغة الإنجليزية من جدة في 28/8/1384ه، وأخرى من الرياض 1381ه، ومدة البث في كل إذاعة ست ساعات يومياً وهما إذاعتان موجهتان للناطقين بالإنجليزية داخل المملكة وخارجها. وفي 6/6/1389ه افتتحت الإذاعة برنامجاً باللغة الفرنسية من جدة، ثم في 1/3/1395ه افتتح برنامج آخر من الرياض. ومدة البث في كل برنامج خمس ساعات يدخل فيها الأخبار والمنوعات. وفي عهد خادم الحرمين في 1/1/1403ه بدأ البث الموحد للقسم الأوروبي ببث برنامجه الإنجليزي والفرنسي من الرياض مع زيادة مدتها. أما بالنسبة للغات البلدان الإسلامية فبعد الإذاعتين الأوردية والإندونيسية اللتين ظهرتا في 1/12/1369ه بدأت الإذاعة تبث من جدة بلغات أخرى هي الفارسية والسواحلية في 1/7/1383ه، ثم التركية في عام 1393ه، ثم الصومالية 1398ه، فالكورية في عام 1399ه، ثم البنغالية 1400ه، ثم التركستانية والبمبرة 1402ه. وبدأت الإذاعة في عام 1404ه تبث عبر الأقمار الصناعية برنامجاً خاصاً لماليزيا. 5- وقد صاحب كل هذا التطور البرامجي إنجازات فنية وإنشائية مكنت من إيصال صوت الإذاعة إلى مختلف أرجاء البلاد، وإلى أجزاء واسعة من منطقة الشرق الأوسط (25). البرامج والأخبار في الإذاعة السعودية اليوم تبث الإذاعة السعودية برنامجين عامين أحدهما من إذاعة الرياض والآخر من إذاعة جدة، ويُسمى الأخير «البرنامج الثاني»، ومدة كل برنامج حوالي عشرين ساعة يومياً، قد تزيد في المواسم الدينية والمناسبات الوطنية. وللإذاعة السعودية دورة برامجية غير ثابتة، تكون أحياناً ثلاثة أشهر أو أربعة، وتخصص دورةٌ قصيرة قائمة بذاتها في شهر رمضان المبارك، وأخرى لموسم الحج حيث تتوقف بعض البرامج وتظهر برامج أخرى. وعادة ما تُدرسُ مقترحات كل دورة جديدة داخل كل إذاعة من الإذاعتين، ثم تجتمع لجنةٌ مشتركة على مستوى الإذاعة بأكملها، ثم تعرض على لجنة عليا برئاسة وزير الإعلام لإقرارها. تتكون برامج الإذاعة السعودية من صيغ تقليدية يتم تسجيلها وتنسيقها مسبقاً، يفصل بينها بعض الأغاني المحددة، ويقرُّ الجدول اليومي للبرامج وخريطة المواد الغنائية وفواصلها الموسيقية قبل يوم أو يومين من عرضها بشكل لا يدع مجالاً للتغيير والتصرف بها من قبل المذيعين ومنفذي الفترات (26). تعدُّ إدارة التنسيق جدول البرنامج اليومي مفصلاً، ويتم تسجيل مواده سلفاً محتوياً على تسلسل الفقرات، وأرقام حلقاتها، ومدة كل حلقة، وتحديد المواد الفاصلة، إضافة إلى مواد احتياطية في حالات النقص المحتملة. وتفتتح كلُّ الإذاعات الناطقة بالعربية والموجهة وتختتمُ بالسلام الملكي، ثم يُقدم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بعد الافتتاح وعند حلول مواعيد الصلاة. كما بدأت الإذاعة السعودية في إدخال البرامج الجماهيرية المفتوحة التي تعتمد على مشاركات المستمعين واتصالاتهم المباشرة، وطرح ما يرغبون في مناقشته من آراء وأفكار. ويبثُّ ذلك حياً على الهواء. وتعتمد الإذاعة السعودية اللغة العربية الفصحى المبسطة في كل برامجها ونشراتها الإخبارية، باستثناء البرامج الشعبية التي يقصدُ منها الوصول إلى العامة بلهجاتها المختلفة. وقد أسهمت الإذاعة - من خلال اعتمادها الفصحى - بدور بارز في تضييق الفجوة بين اللهجات المحلية وتقريبها إلى الفصحى الدارجة، كما جعلت برامجها مسموعة في أنحاء الوطن العربي. ويغلبُ الجد والاحتشام على طابع تقديم البرامج في الإذاعة السعودية، وذلك انسجاماً مع السمة الرسمية للإذاعة، ومع مكانة البلاد الدينية. أما مسؤولية مراقبة المواد الإذاعية قبل البث فتقعُ على عاتق مدير عام الإذاعة، أو مديري البرامج أو معاونيهم من مديري الإدارات المتخصصة. وبصفة عامة فإن برامج الإذاعة تُوظّف لخدمة الصالح العام، كما تعمل الإذاعة على الاستفادة من رجال الفكر والثقافة في المملكة والبلاد العربية، وتعامل المعدين والكتاب والفنانين والمقدمين والمتعاونين معها من غير الموظفين بموجب تعرفة للمكافآت أُعدت بتنسيق مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وصدر بها قرار مجلس الوزراء رقم 643 تاريخ 22/2/1392ه.وتقدّم كل إذاعة من الإذاعتين عدداً من نشرات الأخبار الرئيسية طوال اليوم، تتخللها مجموعةٌ من مواجز الأنباء تختلف في معدل الفاصل الزمني بينها الذي يكون - غالباً - في حدود ساعتين. ومدة النشرة في حدود ربع ساعة، يتبع بعضها نشرةٌ جوية موجزة، وبعضُ التحليلات السياسية، أو مقتطفات من أقوال الصحف وتعليقاتها، وجرى العُرف في الإذاعة على أن تُستهلَّ النشرةُ بالأخبار المحلية، ثم الاقليمية، ثم العربية، ثم الإسلامية، ثم الدولية. وللأخبار في الإذاعة السعودية مصادر رئيسية هي: - وكالة الأنباء السعودية «واس» التي تشكل المصدر شبه الوحيد للأخبار الرسمية المتصلة بالوطن داخلياً وخارجياً. - مركز الاستماع داخل الإذاعة الذي يتولى رصد الإذاعات، و تسجيل أخبارها، والاستفادة منها في تغذية الإذاعة وتزويد المسؤولين بها. - وكالات الأنباء العربية والعالمية (26).