يُعرِّف د. محمد موافي «استشاري الميكروبولوجي والمناعة الاكلينيكية مدير المختبرات بمستشفى الحمادي بالرياض» المضادات الحيوية بأنها «قاتلة البكتيريا»، وذلك عن طريق وسائل متعددة. كما يتطرق د. موافي الى تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية ومضاعفاتها. ويدعو د. موافي الى عدم استعمال المضادات الحيوية عشوائيا دون استشارة طبية، كما ينصح المرضى بأن يذهبوا الى الاطباء المتخصصين لعلاج امراضهم، ولا يجازفون باستعمال المضادات الحيوية عشوائياً، واضعين في البال ان علاج المرض في بدايته اسهل واسرع من علاج مرض متقدم المراحل. في البداية سألنا د. محمد موافي عن المضادات الحيوية فقال: قبل ان نعرف المضادات الحيوية، يجب ان نعرف انه يوجد ثلاثة انواع من الكائنات الحية الدقيقة او «الكائنات المجهرية او الجراثيم» وهي البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والمضادات الحيوية تؤثر على البكتيريا، وليس لها تأثير على أي من الفيروسات او الفطريات، والمضادات الحيوية هي جمع مضاد حيوي «مضاد يعني ضد وهنا تعني قاتلا - حيوي يعني اي شيء حي وهنا تعني البكتيريا فقط وهي نوع من انواع الجراثيم كما شرحنا من قبل»، وبالتالي فالمضاد الحيوي يعني قاتل الجراثيم او بمعنى ادق قاتل البكتيريا. * وماهي المضادات الحيوية؟ - المضادات الحيوية نعمة كبيرة من النعم المستخدمة في المجال الطبي، وهي تستخدم في القضاء على البكتيريا الضارة لجسم الإنسان، والتي تسبب له كثيرا من الالتهابات والامراض الخطيرة والمعدية، ولولاها لشاهدنا مئات، بل ملايين من الناس يموتوت نتيجة التهابات بكتيرية قد تكون بسيطة، ولكنها تصبح قاتلة ان لم تكافح ويقضى عليها مباشرة بالمضادات الحيوية. * نرجو ان تقدم لنا نبذة تاريخية عن المضادات الحيوية؟ - أول مضاد حيوي في التاريخ هو البنسلين، وقد تم اكتشافه في الاربعينيات من الالفية الثانية على يد عالم المختبر الاسكوتلندي «الكسندر فلمنج» عن طريق الصدفة البحتة، فعندما عاد في يوم ما من اجازته الاسبوعية لاحظ نمو فطر ابيض اللون على مستنبت بكتيريا مزروعة من قبل وأدى الى قتلها «عدم نموها» وكان هذا الفطر هو البنيسليم، ومنه استخرج من هذا الفطر البنسلين واستخدمه كمضاد حيوي، وادى هذا الاكتشاف الى تغيير مجرى التاريخ طبيا لانه استعمل لانقاذ الآلاف من الجرحى والمصابين في الحرب العالمية الثانية وعلى هذا الاكتشاف نال الكسندر فلمنج جائزة نوبل في العلوم الطبية، لما قدمه للانسان من اكتشاف مذهل وانقذ الملايين من خطر الالتهابات البكتيرية في هذا الوقت. * وكيف تعمل المضادات الحيوية؟ - كما علمنا من قبل ان المضادات الحيوية تؤثر على البكتيريا فقط، وذلك يتم عن طريق وسائل متعددة منها: تدمير الغشاء الخارجي للبكتيريا، وبذلك تسمح لدخول الماء الى داخل البكتيريا مما يؤدي الى انفجارها، وايقاف نموها عن طريق ايقاف تصنيع المواد البروتينية داخلها، وايضا ايقاف تكاثرها عن طريق تدمير الحامض الاميني «أو عامل الوراثة» بها. * متى يسارع الطبيب باعطاء المضادات الحيوية؟ - تعتبر المضادات الحيوية من اكثر الأدوية استخداماً في العالم ويوجد منها عشرات الأنواع، وتستعمل بصورة شبه يومية في جميع المراكز والمستشفيات في جميع انحاء العالم، وتستخدم المضادات الحيوية في علاج الامراض والالتهابات البكتيرية في كل الاعمار، وللجنسين دون فرق، وفي الواقع ان استعمال المضادات الحيوية شائع عند الاطفال حديثي الولادة، او في كبار السن، وذلك لعدم عمل الجهاز المناعي لديهم بالصورة الجيدة، فعند الاشتباه بوجود التهاب بكتيري ما في اي منهما فيجب ان يسارع الطبيب المعالج لاعطاء المضادات لهما لمنع حدوث مضاعفات كبيرة وخطيرة اذا تأخر العلاج. * وماذا عن أهمية التشخيص في إعطاء المضادات؟ - وكما علمنا من قبل انه يوجد ثلاثة انواع من الجراثيم وهي: البكتيريا، والفيروسات، والفطريات وحيث ان المضادات الحيوية لا تؤثر الا على البكتيريا فقط، ولذلك قبل استخدام المضادات الحيوية لابد من التعرف على الميكروب او الجرثومة المسببة للالتهاب او المرض ويتم ذلك عن طريقة التشخيص. ويوجد نوعان من التشخيص: التشخيص السريري: وهنا يعتمد الطبيب المعالج على التشخيص السريري لوجود اعراض واضحة لبعض الامراض على المريض، فمثلا التهاب الاذن او اللوزتين البكتيري تكون مصاحبة بأعراض ثابتة وواضحة، ولابد من استخدام مضاد حيوي مباشرة بدون انتظار، وذلك لحماية المريض من مضاعفات المرض، ولكن هناك ايضا بعض الالتهابات لا تكون مصاحبة بأعراض ثابتة او واضحة مثل التهاب المجاري البولية او التهاب الرئة، وهنا تحتاج الى فحوصات لتشخيصها. وهناك التشخيص المخبري: لحسن الحظ ان البكتيريا نستطيع زرعها وعزلها من العينات المختلفة، ويمكن التعرف على انواعها المتعددة، وعمل اختبار حساسية لها مع مختلف المضادات الحيوية لاستخدام المضاد الحيوي الأمثل في كل حالة، ومع كل نوع من البكتيريا. * وهل هناك مضاعفات للمضادات الحيوية؟ - كما نعلم جميعا انه لا يوجد اي دواء بدون مضاعفات، فإن المضادات الحيوية هي اكثر الادوية لحدوث هذه المضاعفات اذا استخدمت بدون وصفة طبية من طبيب مختص، ومن هذه المضاعفات: مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية: تعتبر مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة طبية كبيرة في الوقت الحالي، وهي تعني استخدام الاطباء الآن مضادات حيوية مختلفة وكثيرة، لقتل البكتيريا كانت في السابق تستجيب الى مضاد حيوي بسيط، والسبب في ذلك هو كثرة استعمال المضادات الحيوية عشوائيا وبدون وصفة طبية، ولذلك فان البكتيريا كيفت نفسها من اجل البقاء بأساليب مختلفة، واصبح لديها مناعة ضد المضادات الحيوية المختلفة المستخدمة عشوائيا، وبالتالي فان المضاد الحيوي السابق الذي قتل البكتيريا قبل اسابيع فقد قدرته على قتل نفس البكتيريا مرة اخرى، وهنا نحتاج الى تغيير المضاد الحيوي. الحساسية: وهي عرض غير متوقع لجميع الادوية بما فيها المضادات الحيوية. تلوين الاسنان وخاصة عند استعمال التتراسيكلين مع الاطفال. فقدان السمع عند استخدام المضاد الحيوي الاستربتوميسين. الاسهال عند بعض المرضى وخاصة عند استخدام الامبيسلين. بعض المضادات الحيوية لها تأثير ضار على الاجنة اذا استخدمت مع الامهات الحوامل بدون استشارة طبية.