قال أحد الحكماء..مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صدأ الذنوب ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الاخلاق ومجالسة العلماء تزكى النفوس، ومجالسة السفهاء تذهب ببهاء العقل. وقديما قال أسلافنا: المرء من جليسه.. ويقولون.. عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي ليتنا اليوم نفرق بين الطيب والخبيث، ونعلم أين نجلس، ومن نجالس، فقد اختلط الحابل بالنابل، واستوى الماء والخشب.. ولم يبق مجال لاهل الفضل.. فذهب أهل المروءة، وزهد أهل الشر اصحاب الخير في خصالهم حتى اعرضوا عنه معللين ذلك بأنه اصبح لا يؤدي نتيجته ومهما يكن فإننا نتفاءل، وندعو أهل الخلال الحميدة إلى التمسك بها، والعمل بها فلن يعدموا من يقدرها حق قدرها، والخير والشر دائما كثير.. أحب الناس إلى رسول الله: يربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته تربية إلهية تهدف إلى اصلاحهم فكريا، وسلوكا، وتعاملا مع الاخرين فيقول رسول الله: «ان من أجلّكم إليّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة احاسنكم اخلاقا، وأن من ابغضكم اليّ وأبعدكم مني يوم القيامة: الثرثارون.. والمتشدقون.. والمتفيهقون.. لقد لامس رسول الله بكلماته اللطيفة الحياة كلها، الدنيا والاخرة.. وحرك المكامن من القلوب التي تهز المؤمنين وتؤثر في تقويم سلوكهم فالقرب والبعد منه هدف للمسلمين، ولاسيما اذا كان يوم القيامة.. وتنال هذه المنزلة بحسن الخلق.. واما ضدها وهي البعد عنه فتكون لمن يتصف، بكثرة الكلام الذي لا فائدة منه، أو المتشدق والمتنطع بالكلام ليغير به الحقيقة أو المتفيهق المتكبر على عباد الله.. والمسلمون اذا حاولوا القرب من رسول الله سيبتعدون بالطبع عن الصفات الرذيلة.