على بعد حوالي 80 كيلومتراً من منطقة نجران وبين الجبال الصامتة يقع موقع رسمت فيه الطبيعة احدى روائعها الجميلة ذلكم هو منتزه العَشَّة الذي لا يزال يستقطب عشاقه منذ أكثر من عشر سنوات، إلا ان هؤلاء العشاق أصبحوا يرتادونه على استحياء في الفترة الأخيرة وذلك عائد لأسباب دفعتنا للذهاب الى ذلك المنتزه والتعرف عليها مباشرة من مرتاديه، فبعد وصولنا الى الموقع إذا بنا بين أحضان أشجار أضناها العطش والشوق الى أيامها الخوالي وكأنها تقول لمرتاديها: ماذا تريدون بعد من هذاالمنتزه بعد ان هجرنا من يزوِّدنا بما يدخل البسمة ويمنحكم الراحة في نفوسكم؟ الجزيرة داخل المنتزه وبعد ان صرنا في قلب المنتزه إذا بنا نجزم على قول لسان حال الشجر بل والمنتزه عموماً، فلم نجد سوى بعض العائلات التي لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة والتي جاءت لتنفس عنها عناء أسبوع من العمل والدراسة وبحيرة أشبه ما تكون بعروس فقدت زينتها، فالخدمات الأساسية مفقودة تماماً، فلا قطرة ماء تغسل يد طفل فرغ لتوِّه من لَعِبه مع أقرانه والذين لم يستيطعوا استخدام الألعاب التي كانت موجودة، فهي تالفه منذ فترة ليست بالقصيرة، وأتى عليها الصدأ. رأي المتنزهين على ضفاف بحيرة المنتزه انتقلنا الى مجموعة من الشباب الذين كانوا يجهزون لوجبة الغداء فأردنا أن نعرف شعورهم حول هذا المنتزه، ففي البداية ا لتقينا مع الشاب «أنور بوخوّه» وسألناه عن رأيه فقال: في الحقيقة أنا أولا من أهالي المنطقة الشرقية وكذلك بقية زملائي وقد جئنا هنا من باب التعرف على المنتزهات وتغيير الجو، وقد سمعنا عن هذا المنتزه فقررنا أن تكون عطلتنا لهذا الأسبوع هنا إلا أنه لم يكن بقدر ما سمعنا فأهم الخدمات وهي الماء والكهرباء كانت مفتقدة بشكل واضح عدا الخدمات الأخرى الأساسية، وهذا أمر يجب أن ينتبه له المسؤولون عنه.. أيضا كان للشاب الآخر «بسام المخدم» رأي موافق لزميله إلا أنه أضاف: إن البحيرة التي تتوسط المنتزه تعطيه أفضلية في أن يكون من المنتزهات التي تلقى العناية وتوصيل الخدمات اليه بحكم أنه كما علمنا من المنتزهات التي تقصدها العائلات في نهاية الأسبوع. من جانبه أضاف عبدالله السويلم بقوله: نحمد الله أننا أخذنا احتياطنا من الماء والغذاء معنا وإلا لواجهنا مشكلة في عدم وجود المياه أو الكهرباء، حتى البحيرة التي نجلس الآن بجوارها لا نستطيع ان نقترب من مائها بسبب التحذيرات التي سمعناها من أهالي المنطقة وأيضا السياج الموجود حولها والذي يعتبر وجوده كعدمه، حيث يعتبر مدخلا سهلا لبلوغ الأطفال البحيرة. أيضاً كان للشاب «أحمد آل صمع» رأي يؤكد ويخالف في نفس الوقت ما شهدناه في الموقع حيث قال: صحيح أن المنتزه كان يعج بالمرتادين في آخر الأسبوع، وبكثافة كبيرة حيث وجود الخدمات وتوفرها من الماء والكهرباء والنظافة ودورات المياه والكبائن الخاصة بالعائلات والشباب وأيضا وجود الحاجز الذي يمنع الاقتراب من البحيرة، ولكن هذا الكلام كان قبل ما يقارب عشر سنوات، أما الآن فقد انقلب الوضع في المنتزه رأسا على عقب كما تشاهدونه الآن، ونأمل ان يجد قليلا من الاهتمام الذي كان يلاقيه سابقاً.. وبعد ان تعرفنا على آراء بعض مرتادي المنتزه من أهل المنطقة أو خارجها يكون الظلام قد أرخى حباله علينا ليخبرنا بأن جولتنا قد انتهت ويأمرنا بمغادرة المنتزه لنتركه وسط الصمت وبين أحضان الاهمال الذي يتمنى رواده ونحن معهم بأن ينتهي في القريب العاجل ويرجع كسابق عهده منتزها ومتنفساً للأهالي في نهاية اسبوعهم العملي.