عندما يرى كل مسلم غيور على دينه وأمته وإخوانه المسلمين ما يحدثه بعض من ينتسبون إلى الإسلام من مخالفات لأصول الشريعة وتعدٍ على حدود الله، يصاب بالحزن العميق والألم الشديد والأسى والذهول بل والحيرة أحياناً، فهذه الجريمة التي تنكرها كل الأعراف والمقاييس أعني تلك الجريمة المنكرة المؤسفة التي وقعت قبل أيام في مجمع المحيا السكني بمدينة الرياض والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء من أطفال ونساء ورجال من أبناء هذا الوطن ومن مصر والأردن ولبنان وغيرها من الجنسيات الأخرى، هذه الجريمة المنكرة شرعاً وعقلاً، سيأتي كل واحد من أولئك الذين قتلوا فيها يوم القيامة ممسكاً بتلابيب قاتله يقول يارب سله بما قتلني؟ وكانت هذه الحادثة امتداداً لحوادث سبقتها لا تقل عنها بشاعة وجرماً، وحين تداعت تلك الصور البشعة المفزعة، تساءلت، بتساؤل اجزم أنه على لسان كل مسلم، أما آن لأولئك القوم أن يفيقوا من سباتهم ويرعووا عن غيهم وضلالهم ويرجعوا إلى ربهم ويتخلصوا من جهالة أولئك الذين أغووهم وأوقعوهم في هذا المستنقع الآسن؟ أما آن لهم أن ينقذوا أنفسهم من الخسران العظيم في الدنيا والأخرة فضلا عن غضب الله سبحانه وتعالي لمخالفتهم لأمره واقترافهم ما نهى عنه { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء: 93] بل إن هذا العمل لما فيه من قتل لأنفس معصومة يعد كبيرة من كبائر الذنوب (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يارسول الله وما هن قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.... الحديث)، وكذلك غضب وسخط الناس الذين وقع عليهم ظلم ذلك الفاعل بل ودعاؤهم عليه بسبب ظلمه لهم ومَنْ من المسلمين لا يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). تلك الأفعال التي تناقض أصل الإسلام لأن فيها تأويلاً فاسداً لنهي الله سبحانه وتعالى عن قتل النفس وسفك الدم المعصوم، باستباحة ذلك الفعل الذي نهى عن اقترافه بنص القرآن، ومع فساد التأويل ومجانبته للصواب يعمد أولئك المتأولون إلى فعل تلك الجريمة التي تقشعر لها الأبدان، وهذا بلا شك مخالف أمر الله عمدا مع تأويل فاسد لكلام الله وصرف لحكمه على وجه غير صحيح وبهذا يكون ممن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض وهذا والعياذ بالله بلا شك خروج عن الإسلام إذا فعله معتقدا اباحته لأن الكفر يكون بالإعراض، والترك والرفض لدين الله كما في قوله سبحانه {وّالَّذٌينّ كّفّرٍوا عّمَّا أٍنذٌرٍوا مٍعًرٌضٍونّ } [الأحقاف: 3] وقوله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22] وقوله جل وعلا { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ، وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل:13 14]. كما أن ذلك الجرم ينافي اصل استخلاف الله للإنسان في عمارة هذه الأرض لأن هذا الفعل القبيح الشنيع فيه إفساد في الأرض التي أمر الله الإنسان بعمارتها العمارة الحسية والمعنوية بعبادة الله، وهذان الأصلان مرتبطان ببعضهما فلاتحصل العمارة المعنوية بعبادة الله حق عبادته وعلى وجه صحيح إلا بالعمارة الحسية التي من أهم عناصرها وأسسها الأمن الحسي والمعنوي فما لم يكن الإنسان آمنا حسيا فلايمكن أن تكون جوارحه منصرفة ومنكبة على عبادة الله لانشغال حواسه العقلية خاصة بمسألة الأمن الذي افتقده ولهذا يكون فعل هؤلاء من الصد عن عبادة الله وعن المساجد وعن الذكر { الله الذي لّهٍ مّا فٌي السَّمّوّاتٌ وّمّا فٌي الأّرًضٌ وّوّيًلِ لٌَلًكّافٌرٌينّ مٌنً عّذّابُ شّدٌيدُ، الذٌينّ يّسًتّحٌبٍَونّ الحّيّاةّ الدٍَنًيّا عّلّى الآخٌرّةٌ وّيّصٍدٍَونّ عّن سّبٌيلٌ اللهٌ وّيّبًغٍونّهّا عٌوّجْا أٍوًلّئٌكّ فٌي ضّلالُ بّعٌيدُ } [إبراهيم:2 3] وقوله تعالى {إنَّ الذٌينّ كّفّرٍوا وّيّصٍدٍَونّ عّن سّبٌيلٌ اللهٌ وّالًمّسًجٌدٌ الحّرّامٌ الذٌي جّعّلًنّاهٍ لٌلنَّاسٌ سّوّاءْ العّاكٌفٍ فٌيهٌ وّالًبّادٌ وّمّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ } [الحج: 25]، ثم ليعلم أولئك الذين لا يزالون في حل من دم المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) رواه البخاري وعند أحمد (المرء)، بل ليعلموا أن هناك فرقاً في الحكم الشرعي بين من حمل السلاح واستباح الدماء وقتل الأبرياء وخرج على طاعة ولي الأمر وبين من لديه شبهة أو فهم خاطىء لأن من حمل السلاح وقتل الآمنين وروعهم وأفسد في الأرض يعتبر محاربا يطبق فيه حد الحرابة الوارد في قوله تعالى { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]{إلاَّ الذٌينّ تّابٍوا مٌن قّبًلٌ أّن تّقًدٌرٍوا عّلّيًهٌمً فّاعًلّمٍوا أّنَّ اللهّ غّفٍورِ رَّحٌيمِ (34)}. ثم ألا يسأل أولئك الأشخاص أنفسهم كيف نسلم انفسنا لأشخاص لن يقفوا معنا في عرصات القيامة {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} [النساء: 109]. كيف نتبع ونسلم عقولنا لمن قال الله فيهم وقوله الحق جل وعلا {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 13]. قوم قرر الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه وهو الذي يعلم السر وأخفى انهم سفهاء بل وفي الآية التالية يقرر نفاقهم في قوله سبحانه وتعالى {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة: 14 16] بل ويقرر الحق جل وعلا أنهم في ضلال وأن تجارتهم خاسرة.. قوم هذه حالهم كيف يتبعونهم ويعصون الله سبحانه وتعالى؟ إذا كانوا لم يسألوا أنفسهم عن ذلك فهل ما يقومون به من قتل للنفس البريئة وسفك للدماء المعصومة، وتخريب، وترويع للآمنين، وعبث بأمن البلاد، وخروج على طاعة ولي الأمر، وغير ذلك من أنواع الفساد في الأرض، يريدون به المجاهرة بمحاربة الله ورسوله واستبدال الذي هو أدنى بالذي هوخير، واختيار لطريق الضلال والظلم والإفساد في الأرض، على طريق الله ورسوله واقتفاء اثر الرسول وصحبه الكرام بالسير على المنهاج الحق والبعد عن الزيغ والضلال الذين يرددون ليل نهار {رّبَّنّا لا تٍزٌغً قٍلٍوبّنّا بّعًدّ إذً هّدّيًتّنّا} [آل عمران: 8] . أما سألوا أنفسهم يوما لمصلحة من نقوم بهذه الأعمال؟ وماذا سنجني في الدنيا والآخرة؟ وما عسى جوابنا يوم نقف بين يدي الله يسألنا اليتيم قتلوا أبي وأمي فتشردت وضعت وتعرضت لشتى أنواع القسوة والضياع بل وتلقفتني أيادٍ كثيرة كادت تصرفني عن الحق. وتسألنا الزوجة الثكلى قتلوا بعلي وتركوني عرضة لصروف الدهر أنا وأطفالي الرضع، وتسألنا الأم والأب قتلوا ابننا الوحيد الذي كنا دوما نرقب دخوله وخروجه ننظر إليه لحظة بلحظة متى نرى نفعه بحجة أو عمرة أو صدقة لقد صدوا تلك الأبواب عنا، ويأتي القتيل مضرجا بدمائه يسأل ربي سلهم بما قتلوني؟ أم لم يسألوا أنفسهم ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من عملنا هذا بل وما عساه يستفيد؟ بل وماذا استفاد اعداء الإسلام والمسلمين من تلك الأعمال الإرهابية؟ أما تسببنا في تسلط غير المسلمين على الإسلام والمسلمين؟ أما تسببنا في سد باب دعم كل المشروعات الخيرية؟ أما تسببنا في وقف كفالة اليتامى والأرامل؟ أما تسببنا في وقف أعمال الدعوة إلى الله؟ أما تسببنا في وقف بناء بيوت الله؟ أما تسببنا في إغلاق مدارس تحفيظ القرآن؟ وكم وكم من الأعمال الخيرية والدعوية كانت ضحية تلك الأعمال التي جاءت بسبب تلك الأفكار المنحرفة عن جادة الصواب. إن المسلم الحق الذي يغار على دين الله يربأ بنفسه أن يكون سببا في تكالب أعداء الإسلام على الإسلام وعلى المسلمين. أجل إنهم عن تلك الأعمال لمسؤولون يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم. {احًشٍرٍوا الذٌينّ ظّلّمٍوا وّأّزًوّاجّهٍمً وّمّا كّانٍوا يّعًبٍدٍونّ (22) مٌن دٍونٌ الله فّاهًدٍوهٍمً إلّى" صٌرّاطٌ الجّحٌيمٌ (23) وّقٌفٍوهٍمً إنَّهٍم مَّسًئٍولٍونّ (24) مّا لّكٍمً لا تّنّاصّرٍونّ (25) بّلً هٍمٍ اليوًمّ مٍسًتّسًلٌمٍونّ (26) وّأّقًبّلّ بّعًضٍهٍمً عّلّى" بّعًضُ يّتّسّاءّلٍونّ (27) قّالٍوا إنَّكٍمً كٍنتٍمً تّأًتٍونّنّا عّنٌ اليّمٌينٌ(28) قّالٍوا بّل لَّمً تّكٍونٍوا مٍؤًمٌنٌينّ (29) وّمّا كّانّ لّنّا عّلّيًكٍم مٌَن سٍلًطّانُ بّلً كٍنتٍمً قّوًمْا طّاغٌينّ (30) فّحّقَّ عّلّيًنّا قّوًلٍ رّبٌَنّا إنَّا لّذّائٌقٍونّ (31) فّأّغًوّيًنّاكٍمً إنَّا كٍنَّا غّاوٌينّ (32) فّإنَّهٍمً يّوًمّئٌذُ فٌي العّذّابٌ مٍشًتّرٌكٍونّ (33) إنَّا كّذّلٌكّ نّفًعّلٍ بٌالًمٍجًرٌمٌينّ (34)} [الصافات: 22 - 34] هذا هو المصير الحتمي لمن تكون تلك أعماله ومحاربته الله ورسوله. وهذا ايضاح من الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى { وّلا تٍطٌعً مّنً أّغًفّلًنّا قّلًبّهٍ عّن ذٌكًرٌنّا وّاتَّبّعّ هّوّاهٍ وّكّانّ أّمًرٍهٍ فٍرٍطْا } [الكهف: 28] هذا الإيضاح حتى يعلم كل إنسان مصيره إن هو اطاع غير الله سبحانه واتبع غير الحق { وّقٍلٌ الحّقٍَ مٌن رَّبٌَكٍمً فّمّن شّاءّ فّلًيٍؤًمٌن وّمّن شّاءّ فّلًيّكًفٍرً إنَّا أّعًتّدًنّا لٌلظَّالٌمٌينّ نّارْا أّحّاطّ بٌهٌمً سٍرّادٌقٍهّا وّإن يّسًتّغٌيثٍوا يٍغّاثٍوا بٌمّاءُ كّالًمٍهًلٌ يّشًوٌي الوٍجٍوهّ بٌئًسّ الشَّرّابٍ وّسّاءّتً مٍرًتّفّقْا } [الكهف: 29] . في هذه الآية ايضاح للحق وانه من الله وان من يتبعه هم حزب الله الذين قال الله عنهم { لا تّجٌدٍ قّوًمْا يٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ يٍوّادٍَونّ مّنً حّادَّ اللهّ وّرّسٍولّهٍ وّلّوً كّانٍوا آبّاءّهٍمً أّوً أّبًنّاءّهٍمً أّوً إخًوّانّهٍمً أّوً عّشٌيرّتّهٍمً أٍوًلّئٌكّ كّتّبّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمٍ الإيمّانّ وّأّيَّدّهٍم بٌرٍوحُ مٌَنًهٍ وّيٍدًخٌلٍهٍمً جّنَّاتُ تّجًرٌي مٌن تّحًتٌهّا الأّنًهّارٍ خّالٌدٌينّ فٌيهّا رّضٌيّ الله عّنًهٍمً وّرّضٍوا عّنًهٍ أٍوًلّئٌكّ حٌزًبٍ اللّهٌ أّلا إنَّ حٌزًبّ اللّهٌ هٍمٍ المفًلٌحٍونّ } [المجادلة: 22] وأما مصير من اغواه الشيطان فاتبع الهوى فاستحق النار وشراب المهل فإنه من حزب الشيطان {اسًتّحًوّذّ عّلّيًهٌمٍ الشَّيًطّانٍ فّأّنسّاهٍمً ذٌكًرّ اللهٌ أٍوًلّئٌكّ حٌزًبٍ الشَّيًطّانٌ أّلا إنَّ حٌزًبّ الشَّيًطّانٌ هٍمٍ الخّاسٌرٍونّ } [المجادلة: 19]. هذا شيء مما يقال تجاه هذه المحنة وهذا الحدث الذي فيه مخالفة لصحيح المنقول وصريح المعقول ومحادة لله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وأما ما يتعلق بالمحاورة أو الحوار فلا شك أن هذا منهج الرسل مع أقوامهم في دعوتهم إلى الله وإلى عبادته وحده لا شريك له وعليه قام هذا الدين وذلك إذا توفرت أسسه وأصوله التي من أهمها الاتفاق على، إلى ماذا يحتكم المتحاورون، وعلى ماذا يتحاورون وتكافؤ اطراف الحوار وغير ذلك من الأصول المعروفة في مسألة الحوار، وكذا تم تحديد الشروط والمعايير التي تضبط الحوار وتوجهه فهل هذه الأصول والأسس متوافرة في هذا الموضوع أم غير متوافرة وبالتالي فالحوار غير وارد الذي اراه أن الأسس والأصول غيرمتوفرة جملة وتفصيلا، بل انه لا يمكن وضع الشروط والمعايير والاتفاق عليها وذلك لأمور كثيرة منها ما يأتي: 1 معاذ الله أن يكون إخواننا الذين قالوا بالدعوة إلى مسألة الحوار يدعون إلى المحاورة على أصل من أصول الشريعة وثوابت العقيدة أو أن يتهموا بذلك ولكن الذي نراه أن ما لدى القوم ليس شبهة يحاورون عليها، ولكن المتبين ان الذي لديهم ثوابت قطعية يموتون في سبيلها حتى مع علمهم بمخالفتها لصريح منطوق الكتاب والسنة وأرجو ألا نقيس وضع هؤلاء بالخوارج لاختلاف الأصول والمنطلقات. 2 هل يجوز الحوار على تطبيق حد من حدود الله ثابت بنص قرآني قطعي الدلالة؟ 3 - ما يمكن التحاور عليه ما كان ليس بأصل من أصول الدين فالايمان بالقرآن حروفه وآيه ومعانيه أمر لا يمكن التحاور عليه فهل ما يعتقده هؤلاء أو ما فعلوه يدخل في اطار هذا الأصل؟ 4 على ماذا الحوار هل أعلنوا مطالب واضحة جلية مما يدخل في إطار الحوار؟ وعليه فعلى ماذا الحوار؟ 5 ثم من وماذا يمثل هؤلاء في الحوار؟ 6 ثم هل الحوار يكون مع كل ناعق ومع كل صاحب شبهة أو بدعة؟ 7 وهل يكون الحوار مع المخربين والقتلة والمفسدين في الأرض؟ 8 هل ظهر من الذين قبض عليهم منهم تحول في الفكر ورجوع إلى الحق ولديهم الاستعداد لاعلان ذلك؟ ولست بهذا أنفي الحوار أو انظر إلى أنه مستحيل إلا مع من حمل السلاح وقتل وأفسد في الأرض وشق عصا الطاعة لأن حوار هؤلاء حوار على أحكام شرعية ثابتة من الدين بالضرورة وهذا ما لايجوز شرعا. نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا وأن يحفظ بلادنا وعلماءنا وولاة أمرنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وأن يهدي ضال المسلمين.