تتميز كل دولة من الدول الإسلامية بعادات وخصائص تنفرد بها في هذا الشهر المبارك، ومملكة البحرين جزء لا يتجزأ من هذا العالم الإسلامي الكبير ولها تقاليدها في استقبال هذا الشهر الفضيل ولكنها لا تختلف كثيراً عن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وقد التقينا حرم سفير مملكة البحرين في الرياض السيدة «نادية السليطي» لإلقاء الضوء على رمضان في مملكة البحرين فقالت: كل عام وجميع المسلمين بخير، في هذا الشهر المبارك يستعد البحرينيون لصيامه بشراء مستلزماته من مأكولات خاصة بمائدتي الافطار والسحور، واستعداد روحي يليق بهذا الشهر الفضيل. ويكون التغيير بصورة جلية في المحلات التجارية، حيث تتغير طريقة العرض بإبراز الاحتياجات الرمضانية وتزداد حركة التسوق وتكون هناك اريحية بديهية في التعامل العام، فنجد التراحم بين أفراد المجتمع في مشاعر أخوية صادقة مجانبةً كل ما يعكر صفو الروحانية الإسلامية السمحة. وتزداد بشدة في شهر رمضان صلة الرحم وتمتد اواصر العلاقات بين الاسر والأقارب من خلال الزيارات المتبادلةوتتكون تجمعات في غاية النقاء والصفاء وتتالف القلوب ويزداد ذكر الله وقراءة القرآن وقيام الليل والاعتكاف في المساجد. وعلى صعيد الأطعمة واصنافها في هذا الشهر الفضيل فهناك اطباق رئيسية تقدم على مائدة الفطور مثل «الثريد» وهو عبارة عن صالونة خضار مع لحمة وخبز رقائق أو خبز ايراني كذلك طبق «الهريس» بالإضافة الى طبق الأرز مع اللحمة او الدجاج بالطرق الخليجية المعتادة كالبرياني او الكبسة الخليجية، وهناك ايضا اطباق جانبية مثل السمبوسة والكباب الخليجي، أما الحلويات الرمضانية فهي غالبا ما تتركز في القطايف واللقيمات وقرص الطابي «قرص من البيض المقلي محلى بالسكر» والخنفروس وهو عبارة عن فطيرة من الطحين والبيض والسكر وبر الوالدين «البودنغ» والعقيلي «كعكة بالبيض والطحين» والمهلبية. والمشروبات مثل اللبن وعصير قمر الدين والعصائر الطبيعية بمختلف أنواعها، وهناك عادة وتقليد جميل يتمتع به شعب البحرين منذ القدم وهو تبادل الأطباق بين الأقارب والجيران قبل وجبة الفطور وهذا الشيء بالتأكيد يزيد ويقوي الروابط والعلاقات بين فئات الشعب البحريني وينمي روح التسامح والتكافل في المجتمع أما مائدة الفطور المتأخر فتسمى في البحرين «الغبقة» وهي تتكون من المحمر وأرز بالسكر بالاضافة الى أنواع السمك البحرينية كالصافي والشعري والهامور والكنعد، وأحياناً تشكل الغبقة جزءاً من السحور الذي هو قريب من هذه المائدة وفيما يخص التسوق والأسواق فبلا شك فإن التسوق في الليالي الرمضانية ذو طعم خاص، والحركة التجارية عموماً يطرأ عليها تغيير كبير في طرق العرض والبيع وبالخصوص في الليالي الأخيرة من الشهر الكريم مع اقتراب عيد الفطر المبارك.