تسعى المنظمات إلى تحقيق أهدافها من خلال الاستخدام الأمثل لأساليب إدارية عالية التميز مثل: تمكين العاملين Empowerment وإعادة الهندسة Reengineering والهندسة القيمية Value Engineering وإدارة الجودة الشاملة (TQM) والقياس إلى النمط الأفضل Benchmarking والتخطيط الاستراتيجي Hoshin والقيادة التحويلية Tran formative Leadership والقاسم المشترك لجميع هذه الأساليب هو العمل الجماعي (Teamwork) ونظراً لترابط أساليب العمل ببيئة العمل فإن بعض المنظمات غيّرت أساليب العمل ولكنها لم تغيّر بيئة العمل فتعرضت تجاربها للفشل حتى اننا نلاحظ مع الأسف هجرة معاكسة تتمثل في أساليب العمل الفردي وغالباً يسند الفشل إلى ثقافة الموظف العربي ونزعته للفردية وينسى أن الفشل سببه فني بحت - هو تحديداً عدم تأهيل البيئة لأسلوب العمل الجماعي - ومن خلال المساحة التي يتيحها المقال فسوف أورد أمثلة فقط لكيفية تأهيل البيئة الإدارية للعمل الجماعي لإثارة الرأي في صفحة الرأي وكمساهمة أشير فيما يلي لأبرز الآليات. 1- إعادة تصميم السلالم الوظيفية بحيث يقلل فيها الفارق بين الأجر بين بداية السلم الوظيفي ونهايته إذ ان العمل الجماعي شراكة بين فريق العمل الذين يبذلون مجهوداً متساوياً ومن العدل أن يتقاسموا العائد بتساوٍ وهذه قضية لا تحتاج إلى من يثبتها فالسلالم متاحة للجميع ولا تحتاج إلا لمن يحسب الفارق بين بداية السلم ونهايته وسيكتشف مثلي أن الفرق ليس الضعف أو الضعفين بل يتجاوز العشرة أضعاف وكيف يتوقع من عضو الفريق في عصر تسيد القيم المالية أن يقوم بنفس المجهود ويحصل على أقل المردود في الراتب وفي بدل خارج الدوام وفي الانتداب. 2- إعادة النظر في الصلاحيات ومنح فريق العمل صلاحيات كبيرة وإجبار المسؤول الأعلى في المنظمة على العمل كعضو في الفريق أو منح الفريق صلاحيته في إقرار عمل الفريق إذ ليس من المنطق أن يراجع عمل الفريق فرد إذا سلمنا بنظرية العمل الجماعي والتي تؤكد أن جودة انتاجية عشرة أو خمسة عقول مجتمعة تفوق جودة انتاجية الفرد الواحد ومتى وجد فرد يستطيع أن ينتج عمل فريق فهو فريق عمل ولا حاجة لفريق عمل ولكن زمن الفلتات انتهى ولقد رأيت بنفسي كيف يعبث المستأسدون من الرؤساء بجودة عمل جماعي ويحولونه إلى عمل فارغ مشوه يغرر به الناس بأنه عمل جماعي وهو وفي الحقيقة عمل فردي من إعداد وإقرار سعادة الرئيس العبقري. 3- إعادة تجهيز المكاتب بحيث تصبح صالحة للعمل الجماعي ومجهزة بما يحتاجه الفريق ومن خلال الملاحظة فإن قاعات الاجتماعات في معظم الأجهزة التي رأيتها محدودة ويلزم الفريق حجز مسبق لها وتصميمها تقليدي وبعضها لا يسمح بالتفاعل والعمل الجماعي. 4- منع ازدواجية السلطة فالموظف له مديران احدهما رئيس القسم الذي يعمل فيه والثاني رئيس الفريق واحياناً يكون هناك ضغط على الموظف من قبل سلطتين قد تكونان احياناً متصارعتين وغير واعيتين بقيم العمل الجماعي وعليه فإن فترة العمل في الفريق يجب أن تكون فترة إعارة من القسم الذي يعمل فيه وتكون السلطة عليه فقط من أعضاء الفريق والذي يجب أن تكون قيادته جماعية وليس استنساخاً مظللاً من أساليب العمل التقليدية. 5- توفير الدعم اللوجستي للفريق وربما يعطى الأولوية ولقد سمعت من بعض المشاركين في فرق العمل القول إنهم يشعرون بأنهم مثل الأيتام والمساندة التي يحصل عليها من خلال عمله في القسم أيسر بكثير من حصوله عليها وهو عضو فريق حيث يطلب منهم استهلاك مماثل لاستهلاك الفرد وهم جماعة والخلاصة أن العمل الجماعي اضمن له البيئة المناسبة يحقق النتائج الباهرة،.