في يوم الأربعاء 26 من شعبان 1424ه عدد الجزيرة «11346» بلغتني رسالة من أحد الخلان عبر الجوال مفادها «فاطمة العتيبي اليوم.. تناشد وزارة التربية والتعليم بوضع مستشفيات لمنسوبيها ص10» وكنت قبلها بخمسة أيام فقط في يوم الأربعاء 19/8/1424ه العدد «11339» كتبت موضوعا يحمل نفس الفكرة بعنوان «فكرة.. على باب الوزارة» وفيها أناشد وزارة التربية والتعليم بإنشاء مستشفيات تحتوي المعلمين والمعلمات!! أحبتي اني أحاول التنصل والانتضاح من الأساليب التعبيرية الرنَّانة والتي تدلف من النواحي الإنسانية إلى ناحية القلب عسى أن أضع الفكرة والقضية على صفيح هادئ لا ساخن.. إلى الكاتبة فاطمة العتيبي: بلغني ما طرقته «من أفكار مشروعة».. في زاويتك المقروءة.. فأكبَرْتُها من طارقة.. ولم اتهمك للفكرة بسارقة..!! حيث جلبْتِ الدرَ والصدف.. لاتفاقنا في الهدف..!! ولكنها وان كانت هتكت.. أحرفي العذراء.. وما حصل لفكرتي لديك من احتواء.. واسمحي لي ان أقول انها احرف ليست بمانعة عن جميل العزاء..!! فكرة الموضوع.. وان افترقنا بمخالفة الجنس.. فقد اتفقنا في مناسبة الشمس.. فالأمر سيَّان.. والكتَّاب كم كتبوا من فكرة تزاحمت.. وكشفوا فيها من أهداف تلاحمت..!! ** ومازلت بعدها أردد ..فكرتي ذهبت بها فاطمة ذهبات الأيام.. وغلبت عليها غلبات الإعلام.. لقد ارتقت فكرتي إلى مرتبة «فكرة عمودية» عبر زاويتك الرائعة الشمولية!! هي فكرة عقدت العزيمة بها.. وشددت الشكيمة لها.. حتى شفع الضمير لها على صفحات «العزيزة» ولكن انّى لي باستردادها والسبل إلى استجدادها..!! ولكنها الأقدار.. والتي خدمت امركِ.. والاقلام التي تخطب في كفكِ..!! حتى تلبست الفكرة الحسن والتأييد في كلمكِ..!! ولكن كفى ان كتبت عنها أنامل سباط.. وشدّت من ازر الفكرة بالسياط..!! ** فوجئت عندما قرأت الفكرة.. في نهاراتك.. واستطردتني عباراتك.. لأن اتساءل.. وانتِ تلتهمين الفكرة بكاملها.. وتتلذذين بعرضها وانا أتساءل.. يا ترى هل الأفكار المسبوقة تكون مشروعة للغير.. إذا لم يشر الكاتب إلى صاحبها السابق..؟ أم اننا نجد للكتّاب وبالذات الكبار.. بأن ما تناولوه من التهامهم لأفكار الآخرين.. انه من باب «توارد الخواطر» والأمر الذي أحب ان أسوقه إلى كتّاب العزيزة.. متسائلاً بحرقة ضياع حقوق كتّاب اجهدوا.. وتعبوا إلى ان تمخضت هذه الأفكار وارهاصاتها بولادة فكرة جريئة جديدة صفق لها الكثيرون..!! ولكن من يحميها.. من كاتب قد يسطو عليها.. ولم يكتف بالإشارة لمن طرحها مسبقا.. والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل سرقة الأفكار.. تخرق مبدأ الأمانة العلمية والأدبية والذي لا يجيز للآخرين السطو على أفكار غيرهم..!! والحقيقة لا أعلم ذلك بالضبط.. ولكن الذي أعلمه ان كثيرا من كتّاب اعمدة الجزيرة وزواياها.. يتحفوننا بزيارتهم الودية الرائعة ذلك انهم يجدون ازهار احرفهم في العزيزة شكراً مصحوبة بنقد هادف.. أو يجدونها شوكاً مصحوبة بنقد لاذع.. ثم لا يلبثون.. ان تفتق لهم.. بعض اطروحات كتّاب العزيزة الأفكار.. وتفتح لهم الآفاق.. ولا عجب ان تستهويهم فكرة طموحة جريئة.. يزينون بها أعمدتهم اليومية.. او الاسبوعية.. ولا غضاضة في ذلك!! بل شرف لأفكارنا.. ان تهمس بها أقلام كتّاب بحجم كتّاب الجزيرة.. ولكن.. هل من امر يحفظ لأبناء العزيزة.. او غيرهم من الكتّاب.. سبقهم بولادة الفكرة.. في نظري لا شيء.. سوى الكاتب نفسه والذي حاكى الفكرة أو أعاد طرحها من جديد.. ويكون ذلك بان يعترف بأن هناك ترادفاً للإشارة وبكل امانة وبأحقية صاحب الفكرة. حتى لو كان ذلك في زواياهم.. وهذا يعد كأقل شكر وامتنان لصاحب الفكرة.. وليس من العيب لأصحاب الأعمدة اليومية اعتماد ذلك.. بل هنا يَرْكُزْ في زاويته علم التواضع.. وفي ذروة عموده الصحفي..!! فلا مانع من إشارة بسيطة من ان الكاتب المح.. أو استشف الفكرة من مقال فلان من الناس..؟؟ هنا يكبر الكاتب بأعيننا ويتمثل الأمانة العلمية والتي نجدها ومازلنا ننشدها عبر صفحات الجزيرة.. ومازلت اردد.. وأؤكد بأني لا أعدها فكرة مسروقة كما ادعى الكثير من حولي.. ولكنها مسبوقة.. ولكن ينقصها شيء من الإشارة.. لاستكمال ضوابط الأمانة العلمية.. ** متى ما تناول الكتّاب آراءنا.. زاد بهم اعجابنا.. لحرصهم على تأييد أفكارنا..!! فذلك يدعم الفكرة ويشد من أزرها خاصة إذا أتت من كاتب كبير له وزنه في الساحة الثقافية كما حدث عندما كتبت موضوعا بعنوان «إلى كل أب: حذارِ من قتل الثقة في نفس ابنك» يوم الثلاثاء 10/4/1424ه العدد «11212» ولم ألبث غير قليل من الأيام.. أربعة أيام على الأقل وإذا بالكاتب المبدع الدكتور عبدالرحمن العشماوي يتناول الفكرة نفسها عبر زاويته «دفق قلم» موجها الآباء إلى التنبه لقضية كسر الثقة في نفس الابن.. فالدكتور العشماوي لعله قرأ موضوعي أو ألهمته نظرة سريعة إلى العنوان.. أو لنقل لعله توارد خواطر.. المهم ان الهدف تحقق.. وبالفعل.. زاد الدكتور الفكرة توهجاً وبريقاً.. وابدع في عرضها، وباتصال هاتفي قدمت خالص شكري وثنائي للدكتور.. وبالفعل هنا النتيجة الايجابية والتي حصل منها التواصل فيما بين الكتّاب.. بفضل الله ثم بفضل محرر العزيزة المبدع الأستاذ عبدالله الكثيري.. والذي ذلل الصعاب.. بنشره لتبادل الرؤى والأفكار بين الكتّاب وهذه بادرة والجزيرة إليها سبّاقة!! وهنا يكون تلاقح الأفكار بين الكتّاب فهذه الكاتبة فاطمة تطرقت للفكرة، وكتبت ولكنها ليست وليدة الطرح، إذ سبق ان طرحتها عبر العزيزة.. ولكن مازلت اقترح على الكتّاب الإشارة لصاحب الفكرة والاعتراف بأسبقية طرحه.. لتكون أفكارهم.. مشروعة الطرح.. ولكني اشكر الأخت على ان أيدت الفكرة وشدّت من أزرها.. ** اعذروني.. أيها القراء لا تعتبروا كلامي هذا غروباً أو شروقاً.. وتعالوا إلى أزقة سطوري.. واسمعوا أزيزها وأزيز هذه الفكرة المسبوقة!! ولكن.. الذي أراه في النهاية انها فكرة مأخوذة من رواسب فكرية.. جثمت في قاع المخيلة.. اسعفتها لحظة الذاكرة.. أو توارد الخواطر.. والذي أفهمه ان كل كاتب أريب.. أديب بمفهوم الأدب.. أجده يتذوق الكلمة من الزاوية الجمالية.. ولكن لعل الختام يسوق لكم رياحاً حتمية وجدية الاعتراف من كل كاتب بترادف الإشارة.. والايماء إلى صاحب الحق في الفكرة والرأي.. ودمتم بحفظ الله ورعايته. أ. سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي معلم بمتوسطة صقلية المذنب [email protected]