هذه البلاد موئل مقدسات الإسلام ومنزل الوحي ومهد الرسالة وتفخر هذه البلاد بتوسعة الحرمين الشريفين وتزويدهما بمختلف أسباب الراحة ليؤدي ضيوف الرحمن مناسك حجهم في يسر وسهولة وأمن وطمأنينة ولا ريب ان توسعة الحرمين الشريفين مفخرة لكل مسلم وعمل صالح وهو مشروع عملاق وإعمار عظيم وصرح سامق وقيمة دينية لدى المسلمين ولا غرو فهذه البلاد هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. فهذا الانجاز العظيم نحو توسيع الحرمين الشريفين اللذين يتوافد عليهما مئات الزوار والآف الحجاج وملايين الناس من كل أرجاء العالم الإسلامي سيظل التاريخ يذكره باستمرار بل اشراقة في جبين التاريخ المعاصر.. وستظل هذه التوسعة مفخرة للملايين ومقصدا للمسلمين حيث تهون المصاعب والعقبات ولم يعودوا يجدون مشقة في مجيئهم إلى هذه البقاع المقدسة للعمرة والزيارة والحج. فروعة التوسعة وجمالها سوف تستوعب الملايين التي تشرئب أعناقها وتتطلع بشوق عارم إلى الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة حيث يسر الله لهم السبيل وذللت الصعاب وممارسة الشعائر الدينية في يسير وأمن وأمان وراحة. ان هذا العمل المبارك سيظل خالدا وحياً وراسخاً بالعطاء السخي من قادة هذه البلاد ووفاء منهم على العمل والعطاء وخدمة الأماكن المقدسة. وان هذه التوسعة الحديثة العملاقة للحرمين الشريفين لا يماثلها أو يضاهيها في سموها ومكانتها وانجازها عمل آخر فهي توسعة رائدة كماً وكيفاً وجمالاً وابداعاً واتقاناً وسوف يسهل ذلك على الحاج والزائر أمور عبادته وينسى التعب والمشقة والجهد والعناء وما كان يتحدث به الرحالة والركبان عن صعوبة الوصول إلى الأماكن المقدسة كما ذكر ذلك ابن بطوطة وابن جبير والمسعودي والهمداني والبكري والعبدري وغيرهم من المؤرخين والرحالة.