تسببت أسطورة في تزايد جريمة بشعة في كل أنحاء منطقة الجنوب الافريقي.. هذه الاسطورة تقول انه في سبيل النجاح بالعمل أو العلاج من الايدز فلابد من مضاجعة طفلة صغيرة أو ابنة. كانت نتيجة ذلك ارتفاع حالات اغتصاب الاطفال خاصة في زامبيا وهو ارتفاع سبب هزة شديدة في البلد الذي تسكنه أغلبية مسيحية ويبلغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة. وهناك واحد من بين كل خمسة زامبيين مصابين بفيروس «اتش.اي.في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب «الايدز» وهناك 22 مليون مصاب تقريبا في كل منطقة الجنوب الافريقي. وتنشر صحف زامبيا بشكل شبه يومي حكايات مروعة عن اغتصاب الاطفال وهي حكايات أصبحت للاسف مألوفة لدى قراء صحف الجنوب الافريقي، وقد يكون العزاء الوحيد ان مثل هذه الحوادث لا تحدث بكثرة. ويقول نيفز مومبا نائب رئيس زامبيا ان الجريمة اصبحت تمثل مشكلة خطيرة فقد سجلت أكثر من 400 حالة بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2003 بعد ان كان العدد 238 في نفس الفترة من العام الماضي. ويلقي البعض باللوم على محترفي الطب التقليدي الذين يلجأ اليهم الجميع تقريبا بحثا عن مشورة طبية ومن أسباب ذلك بالطبع ان عددا محدودا للغاية من سكان هذه المنطقة قادرون على دفع رسوم أي طبيب عادي. قالت ايرين نكوندا وهي مستشارة في شؤون الاطفال الذين ساءت معاملتهم في رابطة الشابات المسيحيات ومقرها لوساكا «ممارسو الطب التقليدي يضللون بعض المغتصبين ويقولون ان الاصابة بفيروس «اتش.اي.في» يمكن القضاء عليها إذا ما مارس رجل الجنس مع طفلة.. انها مأساة وشيء يهدد ارواح بناتنا». وذكرت نكوندا ان رابطة الشابات المسيحيات تعاملت مع 110 حالات من اغتصاب الاطفال بين يناير/ كانون الثاني وسبتمبر/ ايلول من العام الحالي. وأضافت وجدنا مرة حالة اغتصب فيها أب رضيعته التي تبلغ عاماً ونصف العام. وينفي رودوويل فونجو رئيس رابطة الطب التقليدي في زامبيا ارتكاب أعضاء الرابطة اي مخالفات، وقال فونجو لا يمكن ان يضلل أعضاؤنا الناس بمثل هذه الطريقة... اننا نوعيهم لعدم تضليل الناس بقولهم ان بامكانهم معالجة الايدز. وتابعت نكوندا ان دراة كشفت عن ان بعض الرجال يغتصبون بناتهم بعد زيارة احد ممارسي الطب التقليدي الذين ينصحونهم بمضاجعة ابنة او احدى القريبات الصغيرات السن حتى يحققن مزيدا من الارباح. ومضت تقول بعض الرجال يعتقدون أيضا ان من الممكن ان يحصلوا على ترقية في أماكن عملهم إذا ما مارسوا الجنس مع فتاة صغيرة... بناتنا لسن في مأمن لان المغتصبين الآن أصبحوا داخل أسرنا. وفي سبتمبر/ ايلول أدت قصة فتاة تبلغ من العمر 11 عاما توفيت بعد ان اغتصبها اخوها غير الشقيق مرارا إلى اثارة هذه القضية على مستوى البلاد. والقت بريندا مونتمبا المتحدثة باسم الشرطة باللوم على «ضعف القوانين» في تزايد حالات اغتصاب الاطفال وأضافت الشرطة لا يمكنها القيام بأي شيء إذا اعتقل المتهم ومثل امام المحكمة ثم أفرج عنه بكفالة يحتاج نظامنا القضائي وحتى السجون لاصلاحات كبيرة.