قرأت في صفحتكم الموقرة في العدد رقم 11321 الصادر بتاريخ 1/8 مقالا للاخت سارة العبد الله بعنوان «لماذا لا يعين الخريجون في المدارس الليلية» والحقيقة ان وزارة التربية والتعليم وضعت على عاتقها ومنذ نشأتها قبل اكثر من خمسين عاما بمكافحة الامية بين كافة افراد المجتمع من الجنسين ذكورا واناثا والذي تحقق لها ولله الحمد بفعل دعم حكومتنا الرشيدة حفظها الله وجهود الرجال الاوفياء من رجال التربية والتعليم مما ساهم مساهمة فاعلة في القضاء على نسبة كبيرة منها، وذلك من خلال افتتاحها لمراكز تعليم الكبار ومدارس الليلي مما ساعد على خدمة شرائح كبيرة من الناس الذين استطاعوا الالتحاق بها في المساء بما يتناسب مع اوضاعهم واعمالهم، لكن المستغرب حقا ان المدارس الليلية النسائية يتم التعاقد بها مع خريجات كليات التربية وخريجات الجامعات وتوظيفهن علي بند الساعات بما يحقق لهن وظائف مؤقتة لحين توفر عمل رسمي لهن، لكن الامر نجده يختلف جذريا بالنسبة لمعاشر الرجال الذين يتم سنويا طرح حاجتهم الى معلمين للعمل في مدارس تعليم الكبار والمدارس الليلية بين معشر المعلمين فقط حيث تقوم ادارات التعليم سنويا بارسال التعاميم الى كافة المدارس لترشيح من يرغب من معلميها بالالتحاق بهذه المراكز مقابل مبلغ مادي يدفع له عن كل حصة يقوم بتدريسها، وطبعا هناك نسبة كبيرة من المعلمين يتطلعون الى العمل في هذه المراكز للرفع من مستواهم المادي والحصول على دخل اضافي يساهم في حل الكثير من معضلات الحياة واحتياجاتها التي تتزايد في كل فترة، فاذا كان هذا حال المعلم الذي يحصل على راتب شهري مجز، فما هو اذن حال الاعداد الكبيرة من خريجي الجامعات والكليات الذين يبقون سنويا في منازلهم وبين اسرهم لعامين او ثلاثة بانتظار تحقيق الحلم بالحصول على وظيفة، والتي قد تستطيع وزارة التربية والتعليم توفيرها لهم ولو مؤقتا من خلال الاستفادة من نهج مدارس البنات بالتعاقد مع خريجي الجامعات والكليات وليس حصرها فقط في المعلمين فعلى الاقل نضمن ان يستفيد شاب في مقتبل عمره من هذا الراتب الذي يحلم به في الصرف على نفسه وعلى اسرته حتى يجد له عملاً رسمياً يحقق له تطلعاته وحتى يظل متصلا بما درسه وتعلمه اكاديميا على مقاعد الدراسة الجامعية.