إلى صباح الثامن من شعبان ألف وأربعمائة وأربعة وعشرين كان الأمر لا يعدو بالنسبة لي كونه مُجرد خبر عن إجراء عملية فصل توأمين على يد نخبة من أمهر أطباء المملكة العربية السعودية. وتحت كنف ورعاية حضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله ورعاه من كل مكروه. ولم أقل الجملة «حفظه الله ورعاه من كل مكروه» تحت سياق التكملة النصيه للتقديم ولكني أعني ابتهالاً ودعاء وتوسلاً ورجاء كل الرجاء من رب العباد أن يحفظه ويرعاه. ومع (2600) ألفين وستمائة ساعة عمل تقريباً في يوم واحد باعتبار أن الفريق الطبي أكثر من تسعين فرداً وخلف هذا العدد ضعفه لخدمته من فنيين وعمال وإدارة وخلافه ومع أول لحظة للاستجابة الفورية لنداء والد الطفلتين السياميتين من لدن سمو ولي العهد من تسهيل إجراءات نقلهم وحلهم وترحالهم وضيافتهم مع الأمر لهم بتسهيل كل الصعاب والعقبات مع كل هذا وما لم نعلم به يظهر لنا الفرق جلياً وواضحاً. ورجاء على كل من يقرأ هذا ان يقف عند هذه الكلمة ويتأملها جيداً وبإمعان وبتعقل وروية، الفرق هُنا ياسادة في العطاء والعطاء والعطاء كل شيء ذكرته آنفاً وراء هذه الكلمة القوية كقوة وعظمة من يمتلك روح العطاء. حياتنا. صحتنا. عمرنا. غنانا، فقرنا وكلنا بنا نملك وبما لا نملك عطاء من رب العطاء فمنا من يشكر ويعرف جيداً أن العطاء هبة من الخالق على جميع مخلوقاته فحري بالعبد أن يشكر ويعبد الله ويتضرع اليه على جميل عطائه. حينما ننظر الى هذا حري بنا أن نتعلم كيف نُعطي بحُب كيف نعطي ليعطينا الله من فضله. رسولنا الكريم مُحمد صلى الله عليه وسلم يقول: الكلمة الطيبة صدقة. أبسط أنواع العطاء «الكلمة الطيبة صدقة» فما بالك بمن أعطى مالاً وعلماً وَجَند كل ما لديه ليُسعد أسرة لا يعلم عنها شيئاً.. لعل ما حدث كان له أبلغ الأثر في نفوس من لم تجد نفوسهم بالعطاء وتقرباً إلى الله وحباً له وطاعة لأوامره فليكن ما حظيت به الطفلتان السياميتان المصريتان من رعاية وما أنُفق وجُند من أجلهما وما نالوه من رعاية وحب وعناية من لدن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله وكل من ساهم في نجاح هذا الحدث الجلل ان يكون حافزاً ودرساً لهم في حُب العطاء وحب الخير تقرباً إلى الله عز وجل.. جميل العطاء.. وحب العطاء.. وروح العطاء ذلك هو الدافع وراء كتابة هذه السطور البسيطة. فهل لنا جميعاً أن نتعلم مِن أهل العطاء كيف نُعطي تقرباً الى الله وطمعاً في أن يعطينا الله من فضله. باسم جميع المصريين المقيمين في هذا البلد المعطاء ارفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يحفظ هذا البلد وإمام هذا البلد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى النائب الثاني سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى الفريق الطبي بقيادة الدكتور الربيعة والى الشعب السعودي الكريم ودائماً وأبداً إلى الأمام وإلى المجد وأن تنعم بالخير والأمان في ظل ملحمة التوحيد القائمة إلى قيام الساعة، ورب العالمين نسأل أن يعم الخير والرخاء والأمان هذا البلد الذي كرم من قِبل رب السماء {(رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) } [البقرة: 126] أمين.