السياسة السعودية حضارية عقلانية النظرة في علاقاتها، تهدف لمصلحة شعوبها والعيش الكريم لاتريد ان تغذيه بالشعارات الفارغة كما في بعض الدول، ثم بعد سنوات القبول بجميع الاملاءات الغربية، كذلك الشعب السعودي ليس حاقداً او معادياً للشعوب، وما حدث في احداث سبتمبر من وجود افراد مدسوسين ينسبون للجنسية السعودية انما لزعزعة مكانة السعودية عالمياً، واستخدام البعض هذه الحقيقة للغمز في طبيعة العلاقة بين السعودية وامريكا وعدم مناقشة القضية في حجمها الحقيقي، وقرر ان يستفيد من هذه الاحداث المغرضون والاقلام المرتزقة ممن يعيش بين ظهرانينا، كما انتهز هذه الفرصة بعض جماعات في الغرب للضغط على المملكة لتقديم تنازلات خاصة في القضية الفلسطينية. ان جماعات الجهل في تنظيم القاعدة راهنت على القضية الفلسطينية بطريقة مغلوطة فأساءت للقضية وخذلتها كما اظهرت الدين الاسلامي كدين ارهابي، وينبغي لأمريكا ان تميز بين المتطرفين والاسلام فلا يمكن ان تواجه او تضع في كفة الف مليون مسلم، وان سلوك شرذمة شاذة لا يتحمل مسؤولياته دين او دولة عرفت باعتدالها وحكمتها، ولكن نسأل الله ان لا يحقق مآرب هذه الشرذمة المتطرفة في زعزعة مكانة السعودية اسلامياً وعالمياً ودولياً. حدثت حملة اعلامية غربية شعواء ضد السعودية كردة فعل لاحداث سبتمبر ونحن ينبغي ان ندرك ان المجتمع الامريكي السياسي يسمح بالتظاهر والكتابة حتى ضد سياسة بلادهم من دون ان يساءلوا او يساء فهمهم او يتهموا بالخيانة العظمى، هذه البلاد لا يمكنها ان تمنع من الكتابة ضد السياسات او الحكومات حتى لو كانت سياستها او بلادها، فإذا كان من حق الشعب الامريكي ان يتساءل فمن حقنا ان نجيب وندافع عن سياستنا، وعلينا ان نوضح سلامة موقفنا المعتدل وان نبدي دفاعنا عن انفسنا على الساحة الاعلامية الامريكية، ولكنها عجلة كبيرة مهما نضعه فيها سيضيع بين تروسها، ان امريكا تمثل القوة العظمى وامبراطورية ضخمة، لذا ينبغي توعية الحالمين بالمصادمة والدخول في فم الاسد، خلال عامين من احداث سبتمبر وماحدث في افغانستان والعراق لدى مثقفينا الكثير من الحكمة وبعد النظر في تصوير العلاقة مع امريكا تحسينها او تشويهها، وان لانقف على المستوى الاعلامي بل كذلك على المستوى الثقافي والسياسي وان نبدأ من المستوى الرسمي ومن ثم على مستوى المؤسسات الاخرى لنصل للتأثير العالمي، وعلى رجال السياسة والفكر والثقافة والاقتصاد تأكيد مكانتنا الدولية.