السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في عدد سابق اطلعت على ما صرح به احد الفلكيين عن تغير الاجواء في قادم الايام وتوقع هطول أمطار وهبوب رياح ونحو ذلك وعزا كل ذلك الى متغيرات ومنخفضات جوية وغير ذلك بمعزل عن ايعاز هذا الى موجد هذه الاشياء ومسببها سبحانه وتعالى. ومثل هذا خسوف القمر وكسوف الشمس والزلازل والاعاصير فكلها يشار اليها انها بسبب مادي بحت. فلماذا يتحدث عنها بمنأى عن التذكير بأنها من قدرة الله وبمشيئته سبحانه وتعالى والتذكير بما يفعل حيال هذه الامور التي لا تحدث صدفة وانما يحدثها الله تبارك وتعالى ليذكر عباده ويحذرهم من عصيانه. وهذا امر خطير قلما ان نتنبه له وهو امر وقضية الاشراك في توحيد الربوبية. فقد ورد في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني انهم صلوا الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثر سماء كانت مطيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله سبحانه: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا أو نوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب». فهذا الحديث يدل على ان الشرك قد يقع في الربوبية وأن نسبة الاحداث الى غير الله شرك. وقد يقول قائل: ان هذه الاحداث احدثها الله ولكن لها تأثيرا فنقول: ان هذا شرك اصغر لا يخرج من الملة، اما لو قال ان هذه الاشياء هي المحدثة بنفسها مستقلة بهذه الاحداث فهذا - والعياذ بالله - شرك اكبر مخرج من ملة الاسلام. فيتوجب علينا ان نحذر من الوقوع في هذا الامر الخطير دون ان نشعر، ويجدر بنا ويتحتم ان ننسب هذه الظواهر الى محدثها سبحانه وتعالى وأن نأخذ منها العظة والعبرة وأن نتفكر بها ونتدبرها قال تعالى {(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) } فضل بن عبد الله الفضل بريدة