سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثقافة الطفل العربي.. المنطلق والأمل د. عبد العزيز الحليبي: لكل زمان أساليبه الثقافية التي تلائمه
البدر: لو أردناها حديثة فعلينا إخضاع ثقافة الطفل لهذه المعايير
الجمعان: نتلمس نوعاً من التربية يتلاءم مع نهضتنا الحديثة
تمثل ثقافة الطفل جزءا مهما من مسؤوليات المربين كما تمثل الطفولة اهم المراحل التي تمر بها حياة الإنسان.. ففيها تكون قابليته واستعداداته شديدة التأثر بكافة العوامل المحيطة به وفيها يتأثر بكل ما في بيئته من ظروف روحية ومادية، ومن هنا تبرز مسؤولية كل من لهم صلة بهذه المرحلة من العمر والتي تترك بصماتها على الطفل وشخصيته طيلة حياته.. لذا حاورنا بعضاً من الآباء المربين والمهتمين بهذه الثقافة وهم: الأستاذ محمد بن عبدالله الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم. الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحليبي: أستاذ الثقافة الإسلامية المشارك بجامعة الملك فيصل. الأستاذ إبراهيم عبدالعزيز البدر رجل تربية وتعليم متقاعد. الأستاذ سامي بن عبداللطيف الجمعان أديب وشاعر، ماجستير أدب عربي. وكان حصادنا كما يأتي: آثار إيجابية كان أطفال الأمس يروون ظمأهم إلى المعرفة بقصص منقولة وبحكايات متوارثة يتناقلونها دون أن يكون لها أثر إيجابي.. فما الأساليب المثلى لثقافة طفل اليوم؟؟ د. الحليبي: لا أسلم بأن القصص والحكايات المتوارثة عن الأجداد التي كان الطفل يسمعها في الماضي لم يكن لها أثر ايجابي لأن الحكم على تأثيرها بالإيجاب أو السلب مبني على الحكم على مضمونها فكثير من مضامين قصص الآباء والأجداد وحكاياتهم كانت هادفة منطوية على معان تربوية سامية وحكم ودروس وقيم نافعة وقد ساهمت في بناء ثقافة واعية إلا أن لكل زمان أساليبه الثقافية والأساليب متطورة لن تقف عند نوع أو طريقة وأكاد أجزم بأن جميع الوسائل مؤثرة إيجابياً أو سلباً قديمة كانت أم حديثة والمعول على المضمون الذي تنقله الوسيلة.. فالوسيلة لا تثريب عليها فهي وعاء للثقافة لها نتائجها ومحصلتها في توجيه الطفل وتنشئته ورسم مستقبله وفق ما تحتويه من مضمون ثقافي. وإذا أردنا ان تكون الوسيلة الثقافية مؤثرة إيجابياً فإنه: لابد من صياغة المضمون الذي تنقله الوسيلة الثقافية وفق الحكم الشرعي الذي يحقق صلاح الاطفال. لابد أن تكون الوسيلة الثقافية جذابة ومتنوعة الموضوعات والبرامج مراعية الميول ودافعة للسأم والملل.. مستثمرة للاساليب الفنية والتكنولوجية. لابد من انسجام الوسيلة الثقافية مع الوسائل التربوية الأخرى في المنزل والمدرسة والمسجد والتقائها معها على هدف واحد وأن تكون هذه الوسائل متناسقة ومتكاملة في عملها لكي تحقق تنشئة صحيحة. بل آثار سلبية ويقول البدر معارضاً الرأي السابق لقد عشنا جزءاً من ذلك الوقت وقصص الجدات المتوارثة دون أن يكون لها أثر إيجابي ما إن لم تكن ذات أثر سلبي ومنها ما كان بنصوص مدرسية صاغها بعض من عديمي الخبرة اضطرتهم المناهج التعليمية المتداولة كي يصولوا ويجولوا في ميدان ليس ميدانهم.. ولهذا كان ازدهار الحكايات المروية والسير الشعبية ظاهرة تلفت النظر بركاكتها وشططها وغرقها في تجسيد سلبي. فإذا ما أردنا ثقافة حديثة علينا أن نخضع ثقافةالطفل إلى اعتبارات هي: اعتبارات تربوية من حيث مضمون الكتابة للاطفال وأن تكون ذات فعالية وتأثير أي أن يكون الكاتب مربياً قبل أن يكون مؤلفاً. اعتبارات فنية عامة: بحيث يكون كاتب القصة ملماً بقواعد ثقافة الطفل الفنية. اعتبارات فنية خاصة: وهي ما يتعلق بالوسيط الناقل للثقافة كالمقروء والمسموع والمرئي. حتى القديمة لها أثر إيجابي وتحدث الاستاذ الوعيل قائلاً أوافق القول إن حكايات الجدة قبل الاستسلام للنوم تمثل ثقافة الطفل القديمة وإن كانت نسبتها لا تزال باقية رغم ما حدث من تطور ثقافي ملحوظ انعكس على تحصيل أطفال اليوم لزادهم الثقافي، وأكاد أختلف معك بأن لتلك الحكايات طابعاً أسطورياً وانه ليست لها آثار إيجابية وأظن أنها لم تكن خالية من أكثر من أثر إيجابي يقف على رأسها توسيع مدارك الطفل وخيالاته وملكاته الخاصة ومن الصعب كما أظن تحديد أسلوب معين بعينه لثقافة طفل اليوم فمما لا يشك فيه اثنان هو أن التحصيل الثقافي للأطفال على وجه التحديد يخضع بالضرورة للتطوير والتحديث الطارئين دوماً على وسائل التثقيف ومنابعه وبالتالي مصادر التثقيف في عالمنا المعاصر أضحت متسعة ولا يمكن حصرها في أسلوب محدد واحد، وهذا يعني أهمية انتقاء الثقافات بطريقة مجدية وموافقة مع ذهنية الطفل وميوله وهي مهمة لابد أن تتصدى لها المؤسسات التعليمية والتربوية ويتصدى لها أولياء الأمور ايضا. آثار نفسية ويقول الجمعان: أثق ان الثقافة القديمة لها آثار سلبية لأنها تعتمد على الأساطير الخرافية في معظم ما ترويه وربما تنعكس على شخصية الطفل المتلقي لها في حالاته النفسية كالخوف وعدم الجرأة والانطواء وخاصة إذا كان الراوي يجهل أبعاد التربية الحديثة.. وقد يكون لها جانب إيجابي إذا لبَّتْ طموحات الطفل وميوله وكسب منها أساليب التعامل مع الغير أو ماتحدثت عنه كالشجاعة والبطولات والكرم والتعاطف والبر. ونحن نتلمس في عصرنا الحاضر لوناً من التربية ذات الفعالية والتأثير المتلائم مع نهضتنا الحديثة من خلال الإنتاج الأدبي «قصة، أو مسرحية، أو أغنية، أو صورة فنية» وخلق وسيط ثقافي، كتاب، أو صحيفة، أو إذاعة، أو تلفاز أو متحف، أو معرض وغيره من الوسائط المستجيبة لحاجات الطفل في التعبير والاطلاع والإبداع ومتوافقة مع طبيعته ومراعاة الاهتمام بالثقافة القومية الوطنية التي تتبع أساليب تهز وجدان الطفل. هل لثقافة الطفل أهداف؟ ما هي؟ وما خصائص هذه الثقافة حتى نتعامل معها وفق الإطار الصحيح؟ انصهار بلا انكماش بدأ الاستاذ الوعيل قائلاً: بطبيعة الحال فإن العالم بأقاليمه ودوله غير منتظم داخل دائرة ثقافية واحدة، وحتى دوله غير منتظمة داخل دائرة ثقافية واحدة.. فالثقافات متنوعة وعديدة وتخضع بطبيعة الحال لظروف كل مجتمع وتراكيبه.. فتحقيق الثقافة السليمة لأطفال الأمة العربية يتحقق بتأصيل تلك الثوابت القديمة الموجودة وبغزارة في ثقافتنا العربية الأصيلة وهي مرتبطة بكل اشكالها بقيم وأعراف مستمدة من تعاليم العقيدة الإسلامية السمحة.. ومن هذا المنطلق فإن الخصائص التكافئية التي يجب أن يتعامل معها أطفالنا هي الخصائص المنبعثة في الأصل من تلك الثقافة العربية الأصيلة ذات الجذور الإسلامية الصرفة غير ان ذلك لا يعني في واقع الأمر الدوران حول الذات والانكماش داخل الحدود فلابد من أن يكون الانصهار والتأثر منسجمين تماماً مع منطلقات ثقافتنا العربية الأصيلة وبشكل لا يؤدي إلى ذوبان أطفالنا في ثقافات الغير والانعتاق بطريقة جزئية أو كلية عن ثقافتهم العريقة.. فالثقافة تتمتع بخصائص جوهرية صالحة دائماً لكل مكان وزمان. ثقافة منسجمة مع عمر الطفل ويقول الجمعان: لثقافة سليمة لأطفالنا لابد ان تكون المادة الثقافية مشوقة وتستجيب لحاجة الطفولة ومراعية للتسلسل المنطقي الذي ينسجم والعمر الزمني للطفل وأن تهدف إلى تحقيق: بناء شخصية الطفل على النحو السليم المتكامل. غرس روح التضحية والشجاعة في نفوس الاطفال. تشجيع الإبداع الذاتي ومحبة الجماعة والتعاون. أما خصائص ثقافة الطفل فهي تتطلب موهبة حقيقية شأن أي إبداع أدبي أصيل وهي جنس جديد في الساحة العربية إن صح التعبير. وتعتمد ثقافة طفل اليوم على اللغة الخاصة بالاطفال سواء أكانت كلاماً أو كتابة أو صورة أو موسيقى أو تمثيلاً.. والواقع أن معرفة خصائص ثقافة الطفل العربي لابد أن تأتي ملبية لما نسعى اليه في بناء شخصيته بناء متوازياً من جميع النواحي «القومية والاجتماعية والعقلية والفنية والخلقية». تعميق الوطنية والمثل وقال البدر: تعتمد تربية أطفالنا الثقافية على أهداف عديدة كتعزيز حب العلم والعمل وخدمة الجماعة إضافة الى تعميق الروح الوطنية والقومية لدى الاطفال والتمسك بالمثل العليا والاخلاق الفاضلة.. ومتى ما أدركنا تلك الأهداف لثقافة الطفل لابد من معرفة خصائص هذه الثقافة حتى نتعامل معها في خط سليم وصحيح ومنها: تشكل ثقافة الطفل فعالية إبداعية قائمة بذاتها. أن تنبع ثقافة الطفل من صلب العملية التربوية التي تهدف إلى تنمية معارف الاطفال وتقوية أفكارهم العقلية وإغناء حسهم الجمالي والذوقي. تشمل ثقافة الطفل جميع الجوانب المتفاعلة مع الاطفال ومن الأشياء الملموسة والمحسوسة إلى القيم والمفاهيم المجردة مع تهيئة المناخ التربوي الذي يساعد على تنمية روح الخلق والإبداع والابتكار لدى طفل اليوم ومتابعته في إتقان الممارسة الذاتية ووصله بمجالات الحياة الاجتماعية والعمل المنتج. أهداف ثقافة الطفل العربي ويأتي حديث الدكتور الحليبي فيقول: الثقافة هي وعاء القيم والمبادىء والأخلاق التي تمثل شخصية أي أمة من الأمم فلكل أمة ثقافتها الخاصة.. وثقافتنا الإسلامية تمثل شخصية أمتنا وخصائصها التي تميزها عن غيرها ولكل مرحلة من مراحل نمو الإنسان المسلم ثقافة تتلاءم مع خصائصها وطبيعتها لذا فإن مرحلة الطفولة لها ثقافة ذات أهداف محددة من أبرزها: تنشئة الطفل وصياغة شخصيته والعمل على أن تكون ملائمة في مكوناتها مع مقومات الدين الإسلامي وتراثه النقي ومنسجمة مع شخصية الأمة الإسلامية ومكانتها العالمية. استثمار القوى المؤثرة والظروف الاجتماعية التي تكتنف محيط الطفل وما تلعبه البيئة بكافة أنحائها من تأثير في بناء شخصية الطفل واستقامته وتوجيهه الوجهة السليمة والارتقاء بعناصر البيئة لتحسين الوضع الثقافي للناشئة. العناية بكل جوانب الطفل الروحية والعقلية والجسمية ومطالب حياته دون افراط ولا تفريط وفي توازن دقيق بينها لأن تكامل عملية التثقيف هو الضمان الوحيد من الوقوع في الخلل المنهجي وحماية الطفل من الانحراف والشذوذ. خصائص الثقافة الحديثة وحول خصائص ثقافة الطفل العربي قال الدكتور الحليبي: ومن قراءة الأهداف العامة للثقافة الإسلامية وهي التوحيد والربانية والشمولية والمرونة والتوازن تتحدد خصائص أطفال المسلمين. وأقتصر هنا على ثلاثة منها وهي في نظري من أهمها: 1 أنها ثقافة منسجمة مع ظاهرة نمو الطفل التي تسير وفق مراحل لها سماتها الخاصة وصفاتها المتميزة والتي تأخذ صفة الاستمرارية والتدرج في جميع النواحي، ومراعية للفروق الفردية بين الاطفال والفروق بين الجنسين الذكر والأنثى ثقافة تنمو بما يتوافق مع الفطرة وينمي القدرات ويصقل المواهب إلى اقصى حد ممكن. 2 أنها ثقافة منتمية إلى الإسلام بما يضمن للطفل المسلم الاستواء والكرامة وتبني له ثقافة إسلامية هي نسيج وحدها على أساس الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة. 3 أنها ثقافة ذاتية نقية من كل دخيل أو غريب على الإسلام تمد الطفل بالخبرات والمعارف الأصيلة وتعرفه بالافكار والآراء الحديثة وتحصّنه من سموم الأفكار الوافدة. وأن التثقيف اليوم لا يقل أهمية عن التعليم ولاسيما مع ما يشهده العالم حاليا من تطور سريع، ولذا لابد من أن تكون أهداف تثقيف أطفال المسلمين وخصائصها مستحضرة أمام المسؤولين والمشرفين على تثقيف أطفالنا من حيث البناء تأسيساً ومتابعة ومن حيث التحصين والوقاية من المؤثرات الغريبة. * في واقع طفل اليوم أن شاشة التلفاز هي المرآة التي تنعكس عليها صور حقيقية وهذا منطق الطفل الخالي من أي عقد أو تلاعب فما هو تعليقكم على هذا التأثير الثقافي في شخصية الطفل سلباً وإيجاباً؟ يجيب الدكتور الحليبي: في هذا المجال الحديث عن التلفاز هو في مقدمة وسائل الإعلام تأثيراً على ثقافة الطفل لأن الطفل يستمد غالبا خبراته ومعارفه عن طريق حاستي العين والأذن معا مما يجعل لهذه الوسيلة جاذبية خاصة لدى الطفل واستحواذاً على وقته وقوة التأثير عليه.. فإذا كان التلفاز بهذه المثابة من التأثير فلماذا لا يوظف ليكون وسيلة فعالة في تربية النشء وتعليمهم.. وإننا معشر الآباء نلحظ أن أبناءنا يكتسبون من التلفاز بعض العبارات اللغوية وبعض آداب السلوك ويتذكرون جيداً بعض المعلومات التي يشاهدونها.. أليس من الجدير أن يصبح هذا الجهاز وسيلة تعليمية مع التحكم في مضمونه وطريقة عرضه بما يتناسب مع قيمنا ويحقق الهدف التربوي؟ ألا نتوقع أنه يمكن بهذه الوسيلة الجذابة أن ننمي ميول الاطفال ونفتح مداركهم ونوسع معارفهم ونعمق في نفوسهم الإيمان والفضيلة. بل يمكن من خلاله أن نراعي الموهوبين.. إنه متى بدأ فعل البث التلفازي العربي ذلك فسيكون محضناً خصباً لنمو الميول وتفتق النبوغ ورعاية المواهب.. ولا ريب أنّ تحقيق هذا المطلب يتطلب تفهما عميقاً لجدوى الوظيفة الثقافية لهذه الوسيلة ويقتضي اتخاذ وسائل مشوقة وبرامج متنوعة ومضمونة الهدف والإخراج المتميز. جزء من منظومة أما الأستاذ الوعيل فيقول: أنا أعتقد اعتقاداً راسخاً أن الثقافة المرئية هي جزءلا يتجزأ من قنوات الثقافات التوصيلية في هذا العصر المتسم بمستجداته ومتغيراته وطفراته الفنية والمشهودة غير أن الثقافة المرئية على كل حال لم تسحب البساط من تحت أقدام المهتمين بالثقافة المسموعة والمقروءة وبالتالي فإن التلفاز ليس إلا جزءاً من منظومة ثقافات يمكن للطفل أن يستقيها من عدة قنوات فإذا كانت تلك الثقافة مرآة تنعكس عليها الصور الحقيقية كما يتخيلها الطفل وكما جاء في صلب السؤال فهذا لا يعني أن القنوات الاعلامية الاخرى لا تعكس تلك الصور في مخيلة الطفل ولا أشك لحظة واحدة أن ثقافة المعلومة المرئية لها اثرها الواضح في تشكيل اتجاهات الاطفال وميولهم غير أن ذلك لا يلغي أهمية القنوات الثقافية الأخرى. * هل طفل اليوم بحاجة إلى إعلام مقروء؟ التقنية لا تلغي القراءة يقول رئيس تحريراليوم طبعا فالطفل بحاجة الى إعلام مقروء وهو أمر لا يختلف عليه أحد وحتى المعلومة المدرسية التي يتلقاها على مقاعد الدراسة مربوطة بالقراءة كما نعلم وحتى التقنية الحديثة التي سوف تعمم على المدارس بإدخال أجهزة الكمبيوتر في كل مدرسة لا تعني بالضرورة إلغاء المناهج المكتوبة فكل التقنيات التوصيلية الإعلامية الحديثة هي أدوات جديدة تساعد على نقل المعلومة الثقافية وإيصالها إلى أذهان الأطفال ولكنها لا تعني بأي حال من الأحوال إلغاء المعلومة التي يمكن تحصيلها من الكتب الدراسية بمعنى أن وسائل نقل المعلومة الثقافية أيا كان مصدرها لا يمكن أن تلغي المعلومة المكتوبة وبالتالي فإن الإعلام المقروء يظل ضروريا لطفل اليوم رغم تطور العديد من وسائل الإعلام ووسائل نقل المعلومات وتداولها. إعلامنا المقروء قليل ويقول د. الحليبي لا يزال الإعلام المقروء رغم الإعلام المشاهد والمسموع وجاذبيته مؤثراً في الإنسان على اختلاف مراحل نموه، ولايزال الطفل بحاجة الى إعلام مقروء، ولعل القصة في مقدمة هذا الإعلام. وينبغي الاهتمام بهذا النوع من الإعلام من حيث المادة الثقافية صياغة وفق تفكير الطفل وحاجاته التربوية وبأسلوب فني مشوق في العرض وصحة في المضمون وفي نظري أن الإعلام المقروء في الوطن العربي قليل من حيث الكم والنوع وتقليدي في الجملة وهذا مستغرب في ظل تراث وافر مليء بالقيم والمثل والمبادىء وفي ظل التكنولوجيا المتطورة ومن المؤسف أن يقرأ أبناؤنا ما هو مترجم ويتغذوا على ثقافة غريبة، وينهلوا من أدب يختلف في مضمونه ومنهجه عن أدبنا الاسلامي. لذا فالإعلام المقروء يحتاج إلى عناية ويتطلب إنشاء مراكز لثقافة الطفل وأدبه ووضع استراتيجية لهذا الإعلام وإعداد متخصصين قادرين على مخاطبة الطفل بإصدار المزيد من القصص والمجلات المسلية والعلمية والفنية لأطفالنا.