قال الدكتور محمد النعمي وزير الصحة العامة والسكان في الجمهورية اليمنية ان المملكة واليمن توصلتا إلى اتفاق لتعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الامراض الوبائية المنتشرة على الحدود. وأوضح ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال زيارة قام بها مؤخرا الى المملكة يشمل العمل المشترك على صعيد مكافحة مرض الملاريا والسماح بدخول فرق الرش الى القرى والمناطق الواقعة على جانبي الحدود سواء كانت يمنة أو سعودية للقضاء على هذه الأوبئة، ومنع انتشارها. وأضاف انه تم خلال الزيارة كذلك الاتفاق على انتظام الزيارات الطبية التخصصية وتزويد مراكز الكلى اليمنية بغسيل الكلى كمنحة مجانية من قبل المملكة. من جهة أخرى اعلن وزير الصحة اليمني ان صندوق الدعم العالمي والذي مقره فرنسا أقر تقديم 8 ،11 مليون دولار كدعم لجهود مكافحة وباء الملاريا في اليمن على مدى خمسة اعوام. في حين يجري التواصل مع الصندوق للحصول على دعم آخر قيمته 14 مليون دولار لمكافحة مرض الايدز. يذكر أن السلطات الصحية في اليمن تبذل ومنذ سنوات جهوداً مكثفة في مكافحة وباء الملاريا المنتشر في مختلف المحافظات اليمنية والذي يودي بحياة آلاف الأشخاص سنويا بحيث خصصت الحكومة مبالغ كبيرة من المساعدات الخارجية لهذا الجانب. وفي إطار جهود وإجراءات مكافحة الملاريا في اليمن كان قد تم خلال النصف الاول من عام 2001م الإعلان عن تأسيس (البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا) والذي أخذ يمارس نشاطه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة (اليونيسيف) والصندوق العالمي لدعم برامج الايدز والسل والملاريا إضافة الجهات المعنية في اليمن وذلك بتنفيذ حملات ميدانية تتضمن تقديم خدمات علاجية ووقائية وفعاليات توعوية في اوساط المواطنين في المناطق التي ينتشر فيها الوباء. وحسبما تفيد تقارير رسمية فإن مليوناً ونصف المليون شخص يصابون بالملاريا سنويا في مختلف مناطق اليمن من بينهم 15 الف شخص يموتون وهو ما يعادل 1% من إجمالي المصابين.. وكما يقول مدير عام برنامج مكافحة الملاريا فإن ثلاثين الف حالة وفاة وثلاثة ملايين حالة إصابة بهذا الوباء سجلت منذ ابريل 2001م حتى منتصف العام الجاري في اليمن التي تصنف وبائيا ضمن المجموعة الإفريقية الاستوائية التي تضم الصومال والسودان وجيبوتي إلى جانب اليمن. وتشير التقارير الى ان وباء الملاريا منتشر في معظم المناطق اليمنية ولكن بمستويات متفاوتة من حيث درجات وحجم الانتشار. وأن أخطر أنواع الملاريا وهي (الملاريا المنجلية) تستوطن اليمن وتمثل ما نسبته 90% من الحالات المسجلة بالنسبة للمصابين. وكان البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا عند تأسيسه قد وضع خطته عمل مدتها خمس سنوات تمتد حتى نهاية عام 2005م وتهدف إلى خفض معدل الإصابات بالملاريا ونسبة الوفيات الى أقل من 50% في بعض المناطق والتخلص من الوباء بشكل كامل في مناطق أخرى حددها برنامج الخطة من بين المناطق التي حددها البرنامج لاستئصال مرض الملاريا منها في عام 2005م. وتتبع السلطات الصحية في اليمن في مكافحة وباء الملاريا أساليب المكافحة الكيميائية من خلال المبيدات المستخدمة لقتل يرقات الأنوفليس حيث بلغ إجمالي المستهلك من هذا المبيد في عام 2002م قرابة خمسة آلاف لتر.. اشتملت عمليات الرش نحو ثلاثة عشر ألف منزل كما تم استخدام 66 ،513 كجم من مبيد الأيكون. أما الأساليب الأخرى فتتمثل بالمكافحة عن طريق الناموسيات المشبعة بالمبيدات، حيث يسعى برنامج مكافحة الملاريا لتوزيع اكثر من 8 ،1 مليون ناموسية بحيث يكون (60%) من الاطفال وكذا النساء في سن الانجاب ينامون تحت ناموسيات بحلول عام 2005م وقد تم البدء في هذا المشروع في العام المنصرم 2002م. البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن انه تمكن حتى الآن من خفض نسبة الوباء في سبع محافظات يمنية من 47% في عام 2001م إلى 13% في منتصف العام الجاري 2003م.