عندما يصمم المعماري مبنى ضخماً يحتوي على أعداد كبيرة من البشر، يتحتم عليه التفكير في طريقة آمنة وفعالة لإخلاء ذلك المبنى من أولئك البشر في حالة حدوث طارئ - لا قدر الله - (حريق، زلزال، انهيار،.. إلخ) ويضع المعماريون عادة مخارج طوارئ في نقاط معينة لضمان سرعة إخلاء المبنى، ولتلك المخارج مواصفات ومقاييس بناء مدروسة ومبنية على أسس واشتراطات معمارية موضحة في كود البناء.. والهدف في النهاية ضمان سلامة الإنسان مُستخدم المبنى. بالأمس زرت أحد مستشفياتنا العملاقة التي صرفت عليها الدولة مبالغ خيالية، ويخدم ذلك المستشفى أعداداً كبيرة من المرضى وبه نخبة من أساتذة الطب السعوديين الذين يحتاجهم الوطن.. وقد قام المعماري حماه الله بوضع العديد من مخارج الطوارئ، لكن إدارة المستشفى هداها الله أغلقت تلك المخارج بسلاسل وأقفال، وهذا يعني أنه إن حدث - لا قدر الله - طارئ فلن يتمكن مستخدمو المبنى (أطباء، مرضى، ممرضون، زوار، إداريون.. إلخ) من الهروب، وأنى لهم ذلك والمخارج مكبلة بسلاسل وأغلال.. وإدارة ذلك المستشفى بالتأكيد غير مهملة وتهمها سلامة الناس وتفعل ذلك للتحكم والسيطرة على مداخل ومخارج المبنى جاهلة بأن هذا خطأ كبير وغير مقبول.. وهناك حلول أخرى غير السلاسل والأقفال،و ويعرفها المهندسون الغافلون الذين يعملون في الإدارة الهندسية للمستشفى.. وللإهمال حدود. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد..