الأنف: هو بوابة الهواء والأكسجين لجسم الإنسان وإصابة هذا العضو الحيوي بأية اضطرابات أو أمراض يمتد إلى كثير من الأجهزة وأعضاء الجسم الأخرى والتي ترتبط به ارتباطاً وثيقاً من الناحية الوظيفية أو التشريحية، وهو ما يفسر الإصابة ببعض الأمراض الصدرية وأمراض الأذن وحتى الحصبة. د. أحمد حسن قعقع أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة يوضح أهمية صحة الأنف للصحة العامة، فيقول لا يمكن معرفة مدى أهمية الأنف للصحة العامة للإنسان دون الوقوف على تركيبته التشريحية وعلاقته ببقية الأعضاء المجاورة، ويتشكل الأنف من الأنف الخارجي، والحفرتين الأنفيتين، والشكل الخارجي له قسمان عظمي وغضروفي، أما الحفرتان الأنفيتان: فهما اليمنى واليسرى، وهما مفصولتان عن بعضهما البعض بالحاجز الأنفي، وكل حفرة لها اتصال مع الجيوب الوجهية ومع البلعوم الأنفي بواسطة الحفرة الأنفية الخلفية. ويعد الأنف القسم العلوي من الطريق التنفسي، فالمولودون حديثاً والذين لا يمكنهم التنفس عن طريق الأنف بسبب الانسداد الأنفي الخلفي الخلقي المضاعف، يصابون بالاختناق إذا لم يتمكنوا من التنفس عن طريق الفم في حين ان التنفس الطبيعي ودخول الهواء من الأنف يسهل عملية الإرضاع، ويساعد على مضغ الطعام، وللأنف وظيفتان هما التنفس والشم. ويضيف د. قعقع: ويضاعف من أهمية صحة الأنف علاقته الوطيدة بالأعضاء المجاورة، ومنها العلاقة مع الأذن: فالغشاء المخاطي للأنف يتمادى في الخلف مع البلعوم الأنفي ومع قناة أوستاكيوس، لذلك فان التهابات الأنف الخلفية أو التالية لالتهابات الجيوب تؤدي لانتقال الالتهاب عبر قناة أوستاكيوس إلى الأذن الوسطى محدثة التهاب الأذن الوسطى الشائع. أما العلاقة مع الجهاز التنفسي فهي علاقة وثيقة، فانسداد الأنف والتنفس عبر الفم يكون سبباً لحدوث التهاب في القصبات التنفسية، وكذلك فان انسداد الأنف المزمن عند الأطفال بسبب الناميات قد يؤدي لحدوث اضطرابات مزمنة، وقد تحدث تشوهات صدرية، ولالتهابات الأنف التحسسية علاقة وثيقة مع الربو الصدري. أما العلاقة مع الجيوب الأنفية، فالأنف والجيوب تشكل وحدة تشريحية فيزيولوجية واحدة، والتهابات الأنف غالبا ما تشترك معها التهابات بالجيوب الأنفية. ويلفت د. أحمد حسن قعقع إلى وجود علاقة هامة بين الأنف والسحايا والدماغ، بحيث قد يكون الأنف ممراً لإنتانات «التهابات» قد تصل للسحايا والدماغ عبر الحدود التشريحية العليا للأنف، كما يحدث بحالات كسور الجمجمة، وعند حدوث سيلان للسائل الدماغي الشوكي عبر الأنف. وقد تمر الجراثيم مباشرة متبعة الألياف العصبية الشمية عبر الصفيحة الغربالية، كما ان للانتانات العامة علاقة بالأنف، فأكثر هذه الأمراض تبدأ بالتهاب بالطرق التنفسية العلوية والتي منها الأنف والبلعوم، ومن هذه الأمراض الحصبة، والحمى القرمزية، والتهاب السحايا، بحيث تبدأ بشكل التهاب بالأنف، والبلعوم، ثم يتعمم الإنتان حسب نوع الجرثوم.