قرأت ما نشر في جريدة الجميع «الجزيرة» بعددها 11218 وتاريخ 16 ربيع الثاني 1424ه بعنوان «رصدته مدينة الملك عبد العزيز، حدوث زلزال خفيف بمنطقة القصيم أمس»،وقبل أن أتكلم عما تم طرحه أحب أن أشكر الأخ غازي القحطاني.. على ما كتبه عن هذا الموضوع. قال: أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن حدوث زلزال خفيف بلغت قوته ثلاث درجات على مقياس ريختر المفتوح صباح أمس الأحد في منطقة القصيم شمال مدينة بريدة. وقال الباحث الجيوفيزيائي بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بالمدينة عبد العزيز بن عبد الله الفايز أن الزلزال حدث عند الساعة التاسعة وأربع وخمسين دقيقة من صباح أمس ويقع مركزه على بعد أربعين كيلو متراً تقريباً شمال مدينة بريدة عند «خط طول 44 ،1. & خط عرض 26 ،62». وأوضح الفايز أن الزلزال تم رصده بمحطات الرصد الزلزالي التابعة للمدينة في كل من الرس وحائل والقويعية. مشيراً إلى أنه غير محسوس بشكل واضح وليس خطراً على النطاق السكاني أو العمراني، مع العلم بأن منطقة القصيم ليست ذات تاريخ زلزالي نشط.. (انتهى كلامه). قلت: في الدول المتقدمة لا يحدث حادث بسبب العوامل الطبيعية أو البشرية إلا ويكون له دراسات ونتائج وتوصيات، فإذا قام أحدهم بقتل مجموعة من الأفراد نجد الدراسات والبحوث حول أسباب ودوافع الجريمة ثم تأتي المرحلة الأخرى وهي مرحلة المعالجة لتفادي حدوثها مستقبلاً. لذا أقترح أن يتم تكليف فريق عمل لاجراء دراسات دقيقة حول تأثير تلك الهزات على شبكة المياه، المجاري، وغيرها من الخدمات في المنطقة. ومنطقة القصيم لم تتعرض لحركات عنيفة بدليل أن عدم وجود المسكوبات البركانية على الغطاء الرسوبي، يؤيد الفكرة القائلة ان الهضبة قديمة ومستقرة منذ زمن جيولوجي سحيق وانها لم تتعرض خلال تلك الأحقاب لأي من الحركات العنيفة. ومن خلال رجوعي إلى بعض المراجع لم أجد بمنطقة القصيم مواقع زلازل تاريخية. أما الحديثة فيوجد موقعان قرب جبل الاصبع فقد بلغ قوته من 4 - 6 وحدات. وبالرجوع إلى خريطة النشاط الزلزالي بشبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها خلال الفترة من2150 قبل الميلاد وحتى عام 1993م نجد أن هناك مجموعة كبيرة من الزلازل التاريخية والحديثة في المناطق المجاورة للجزيرة العربية خاصة في ايران وفي شمال البحر الأحمر وجنوبه وغرب بحر العرب. وأعتقد أن نشاط الزلازل حول جزيرة العرب لابد أن يؤثر على المنطقة الوسطى بدليل زلزال خليج العقبة الذي حدث عام 1416ه أحس به بعض أهالي القصيم خاصة طلبة وأساتذة جامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم وقد يكون التأثير بشكل غير محسوس به. والجزيرة العربية شهدت مجموعة من الزلازل التي حدثت عبر التاريخ حتى يومنا هذا وفيما يلي رصد لتواريخ الزلازل والبراكين التي تم تسجيلها في شبه الجزيرة العربية: 20ه (أول زلزلة في الإسلام بالمدينة) - 212-460 - 515- 592- 652- 654- 789- 835- 847- 886- 890- 906- 907- 908-- 910- 915- 916- 917- 917- 991- 996- 1403- 1413- 1416ه. وأسباب نشاط شبه الجزيرة العربية زلزالياً: أولاً : موقع شبه الجزيرة العربية التي تكون الصحفية العربية في مثلث عفار النشط زلزالياً، وتحركها الدوراني بالاتجاه الشمالي الشرقي، وثانياً: اتساع قاع البحر الأحمر ونشاط أخدوده، وثالثاً: نشاط اخدود البحر الميت، ورابعاً: نتائج الدراسات الزلزالية المحلية الجارية بالمملكة العربية السعودية التي أثبتت حدوث زلازل معاصرة محلية في أنحاء متعددة على طول ساحل البحر الأحمر. فاستمرار حركة الصفيحة العربية نحو الشمال الشرقي ألا يُحدِث ذلك زلازل محسوسة أو غير محسوسة؟ الحقيقة أن اثبات ذلك يحتاج إلى دراسة متخصصة ودقيقة. لذا يجب الاهتمام بمثل هذه الدراسة والحث عليها. لأنها تفيدنا في أخذ الحيطة عند انشاء الطرق، المباني، شبكة المياه، المجاري، خطوط الكهرباء، الهاتف. وغيرها من الخدمات. وفي منطقة القصيم يلاحظ الأهالي تصدع المباني، وتبرز بشكل أوضح في المناطق الصخرية ببريدة في الأحياء مثل«الصفراء الفايزية، البشر» أكثر من المناطق الرملية. وقد قام فريق علمي باعداد دراسة لأعداد قواعد أولية لتصميم المباني المقاومة للزلازل في المملكة، وقد خرج البحث بعدد من التوصيات منها أن بعض مناطق المملكة معرضة للخطر الزلزالي. كما يشير التقرير إلى أن هناك احتمالاً محدداً نسبياً بان صدع نجد نشط زلزالياً بخلاف ما كان يعتبر سابقاً بأنه غير نشط، كما يوصي التقرير بتحسين مستوى الرصد الزلزالي في المملكة. وقد يكون أثر التصدعات بسبب العوامل البشرية التي تساعد على التصدع والتشقق الأرضي استنزاف المصادر الطبيعية من باطن الأرض كالمياه والثروات المعدنية الأخرى المخزنة في باطن الأرض والتي تترك فجوات باطنية تضعف الأرض فتتصدع وتتشقق. وقد يكون لنوع التربة أثر في ذلك فقد تعرضت المباني في البطين والمدرج لتصدعات، كما لوحظ من الزيارة الميدانية للمنطقة شروخ أرضية امتدت الى الطريق العام المرصوف، وقد بدأ التصدع في المدرج عام 1401ه وفي البطين 1404ه. ويرجع سبب التصدع والتشقق في القريتين الى طبيعة التربة المقام عليها المباني فهي تفقد خصائصها الطبيعية بارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاضها، فتمتد عندما تتشبع بالمياه وتنكمش عندما تجف مما يجعلها لا تتحمل الضغط الناتج عن المباني المقامة عليها مما يؤدي إلى اختلال المباني وتصدعها. وتتولى وكالة الوزارة للثروة المعدنية المسؤولية الهامة المتمثلة في مراقبة المخاطر الجيولوجية. لدراسة الحالات الطارئة النتاجة عن الكوارث الطبيعية التي قد تؤدي إلى وقوع خسائر بشرية، ومادية لا سمح الله، وخلال خطة التنمية الخامسة، استجابت وكالة الوزارة للعديد من طلبات الطوارئ الواردة إليها من الجهات الحكومية، ومن المواطنين والمتعلقة بالزلازل «في منطقتي القصيموالبحر الأحمر». ولمراقبة النشاط البركاني الزلزالي نوصي بتركيب شبكة مراقبة زلزالية «تليمترية» تعمل بالطاقة الشمسية. وهي قادرة على رصد احداث زلزالية تقل قوتها عن 1 ،0 على مقياس (رختر) وتحديد مصدرها ضمن عدة مئات من الأمتار، أفقياً وعمودياً داخل مساحة قدرها 4000 كم2. وتستخدم شبكة المراقبة أجهزة الحاسب التي تعمل مدار 24 ساعة يومياً. وقد تحدثت عن آثار الزلازل في منطقة القصيم في كتابي الموسوم ب «أرض القصيم 1419ه» فارجع الى الكلام هناك ان شئت، ثم اقراأما قلته في صفحة 224، وفي صفحة 249 وأحب أن أنبه هناك إلى أنه سبق أن تم رصد عدة زلازل بالقرب من تلك المنطقة، وللتحقق من ذلك قمت بزيارة ميدانية في عام 1417ه لمرصد الزلازل بجامعة الملك سعود وأفادني المختص بوجود زلازل خفيفة بالقرب من المنطقة المذكورة، ثم التقيت ببعض المعنيين في القسم، وأفدتهم بوجود مصنع لاسمنت القصيم بالقرب من الموقع المذكور، وربما يكون الرصد من أثر تفجيرات المصنع، عن طريق وضع (ديناميت) في الصخور الجيرية (الكلسية) التي تعد من المواد الأساسية في صناعة الاسمنت وذلك بهدف تحطيم الصخور في الحافة الصخرية وتحويلها الى أحجار صغيرة ليسهل جلبها الى المصنع. علما أن مصنع اسمنت القصيم لا يقع في نفس المنطقة التي أعلن عن حدوث زلزال فيها، وإنما يقع بقربها، وتحديداً يقع شمال بريدة ويبعد عن جامع خادم الحرمين الشريفين 2 ،19كم تقريباً، وشرق بلدة الوطاة بحوالي أربعة أكيال، واحداثيات الموقع كالتالي: اسم المكان خط العرض خط الطول مصنع اسمنت القصيم 26 ،29 ،330 43 ،58 ،230 والسؤال هنا هل تلك الهزات الخفيفة التي تم رصدها من أثر تفجيرات مصنع اسمنت القصيم؟ أم أنها زلازل طبيعية ورصدها جاء دقيقاً كما أكدته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟ لذا آمل من المعنيين التكرم بايضاح حقيقة تلك الهزات التي حدثت بالقرب من المصنع، ولتحري الدقة يمكن للمعنيين في مدينة الملك عبد العزيز أو في جامعة الملك سعود ان يقوموا بدراسات دقيقة وان يعملوا على التنسيق مع ادارة مصنع اسمنت القصيم، مثال على ذلك تحديد وقت رصد الزلزال بالمنطقة ثم مقارنتها مع وقت حدوث التفجير.. وبالتحليلات والدراسات الدقيقة نميط اللثام عن حقيقة زلازل المنطقة، ونأخذ الحيطة من مخاطرها. تركي بن إبراهيم القهيدان ص.ب 5840 الرمز البريدي 81999 [email protected] اعتمد الباحث في مقاله على بعض المصادر والمراجع ومنها: 1- الوليعي - جيولوجية وجيومورفولوجية المملكة. 2- الشريف - عنيزة. 3- الأحيدب - المخاطر الطبيعية في المملكة العربية السعودية وكيفية مواجهتها دراسة جغرافية. 4- النشاط والانجازات (من 1990 إلى 1994) وزارة البترول والثروة المعدنية 1416ه.