الحمد لله رب العالمين على قضائه وقدره، الحمد لله رب العالمين على ما أعطى وعلى ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فحسبنا الله ونعم الوكيل «إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا لفراقك يا بدر لمحزونون» تلقيت خبر وفاة رفيقي وحبيبي وصديقي وأخي.. وأخي الذي لم تنجبه أمي - رحمه الله - بذهول كصاعقة هزت أركان مشاعري ففاضت دموعي وخرجتُ من عملي بالرياض لا اعرف أين أُولي وجهي. «بدر» الذي أعرفه ويعرفه كل من عرفه، لقد كان جوادا كريما طيب الخصال خفيف المعشر لم يؤذ احدا، يتحدث بحياء، يعطي حبا وبسخاء ابتسامته للجميع، بره لوالديه فيه أروع الصور واحسنها، جندي لاخواته، يُطلب في أي وقت ولاي سبب، مطيع لبني عمومته ولأحبابه، يتقبل النصح، له في دروب الخير ما يعلمه ربه عنه، وداعا بدر، وداعا يا من يحمل في دواخله قلبا حنونا مفعما بالخير والمعروف وداعاً يا من يحمل في عقله مشاعر المستقبل لأهله ولأحبابه وداعا يا من احب الجميع فشيعوه وحناجرهم تلهج بالدعاء له بالجنة والفلاح، لنا في إطلالة رمضان دروس منك على الصبر والخير وانت تسير اسبوعيا من شهر الصوم لتزود والدك العابد الصالح في مكة بأنواع التمور وافضلها لافطار صائم، ولنا في عيد الاضحى مَثَلٌ يعبر عن التآخي والمشاركة من قِبلك في إطعام الفقير والمسكين بتوزيعك بنفسك لحوم الأضاحي، وتتنقل في طرقات الدلم لتسلمها، سنتذكرك مع غروب كل شمس وشروقها بل سنتذكرك مع مطلع كل شهر واكتمال البدر، مشاعري مصابة بتجمد وشلل والكلمات تتسابق لتنتحر عند خروجها، أكتب الكلمات بدمعي واسقيها من ذكرياتي حبرها دموع حزني وقلمها ضلوع حبي أركانها وفائي وداعا بدر لقد ساهمت في تكفينك ورأيت جسدك الطاهر المسجى فتخزلت دموعي ونثرتها على ماء مسكوب عليك، عزاؤنا انك مؤمن موحد مصل صائم تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. اللهم انه روي عن نبيك صلى الله عليه وسلم انه من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله اللهم إن بدرا قد صلى في جماعة. فاللهم ارحمه.