ماذا أقول، وبماذا أعبر عن إنسان نشأ في طاعة الله مؤمناً خاشعاً عابداً لرب الأرض والسموات قد أسلم روحه في لحظات. إنه أبي الإنسان المؤمن الخلوق الزاهد والبار.. نشأ عصامياً مكافحاً ظروف الحياة باراً بوالدته وأخواته ومن نشأ على يديه من أبناء أخيه.. أمضى عمراً يزيد على المائة عام مؤمناً بربه راضياً بقضائه وقدره، يعود المريض ويساعد الفقير ويزور البعيد والقريب.. إنه بالنسبة لنا ثروة لا تعوض.. إنه خير أب وخير صديق وخير جليس، والناصح الأمين، يحثنا في جميع الأوقات على طاعة الله وعمل الخير والبر بالوالدين والأقربين، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من حياته. عمل كاتباً لدى تركي بن رشيد الهزاني.. الذي ولاه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إمارة الحريق ومن بعده ابنه عبدالله..عاصر القضاة الذين تولوا القضاء بالحريق - عندما كان القضاة يقضون بين الناس في بيوتهم وفي السوق - وقرأ على بعضهم وعمل مع بعضهم أيضاً - رحمهم الله جميعاً. وفي سبيل توفير حياة كريمة لأبنائه سافر إلى الرياض عام 1371ه وعين إماماً للمسجد المسمى حالياً مسجد البرادي في المرقب وبعده عين إماماً لمسجد بن رويشد في الشميسي واستمر حتى وفاته حافظاً للقرآن الكريم مواظباً على طاعة الله. لقد مات أبي.. ولكنه سيبقى معنا مرشداً وناصحاً.. رحمة الله عليك أبا حمد رحمة واسعة.اللهم اجعل روحه في الفردوس الأعلى واسقيه من حوض نبيك المصطفى وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.(والله المستعان).