اطلعت بتاريخ 20/3/1424ه في العدد 11192 من جريدة الجزيرة الغراء في مقال للاخ الفاضل صالح محمد العنزي المعنون بسؤال للباحثين واني اشكر الاستاذ صالح على ثقته وحسن ظنه حيث طلب مني ان ادلي بدلوي حول تحول الجزيرة العربية الى مروج وانهار من وجهتي الفلكية فأقول: اختلف العلماء رحمهم الله حول مستقبل الكرة الارضية فمنهم من يقول ان درجة الحرارة على سطح الكرة الارضية في ارتفاع مستمر بسبب الاستهلاك البشري للوقود والذي يزداد يوما بعد يوم مما يؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة على الارض وزيادة انصهار الجليد عند القطبين الشمالي والجنوبي مما يزيد من كمية المياه في البحار والمحيطات وانحسار اليابسة ومنهم من يقول ان الجليد بدأ يزحف مرة اخرى ليغطي الكرة الارضية في المستقبل البعيد. والثابت لدى الفلكيين ان الميل الكلي للارض في تناقص مستمر ففي سجل الصينيين القدماء منذ آلاف السنين ان الميل الكلي للشمس «اقصى درجة انحراف للشمس تجاه الشمال والجنوب» بلغ 23 درجة و 50 دقيقة وفي زمن بطليموس العالم اليوناني الذي عاش في الاسكندرية في القرن الثاني الميلادي «170 ميلادي» بلغ الميل 23 درجة و 35 دقيقة تقريبا وفي نهاية القرن التاسع عشر كان الميل 23 درجة و 28 دقيقة وفي كل المؤلفات التي الفت في القرن العشرين كان الميل 23 درجة و 27 دقيقة اما الآن في عصرنا الحاضر فقد اصبح الميل 23 درجة و 4 ،26 دقيقة بمعنى ان كل هذه التغيرات تدل على ان الميل الكلي للشمس في تناقص مستمر بمعنى انه سيأتي يوم في المستقبل البعيد غير المنظور ستنطبق فيه الشمس على خط الاستواء مما يعني ان الفصول ستبقى ثابتة على جميع الكرة الارضية ويتلاشى تعاقب الفصول. ولقد اثبت العلماء ان دوران الكرة الارضية حول نفسها في تباطؤ مستمر اي ان طول اليوم يتغير ويرجع العلماء هذا التغير الى سبب التغيرات على سطحها وفي باطنها فدوران القمر حول الارض يجعلها تترنح يسيرا فيتسبب ذلك بما يسمى بالعرف الفلكي «حركة الاقبال» او «مبادرة الاعتدالين» ومن نتائج الترنح هذا طواف القطب والتأثير على باطن الارض وتغير صفحة السماء بدورة مدتها 26000 سنة وهذا ما يفسر للفلكيين تقهقر مجاميع النجوم وتغير «المطالع المستقيمة» للاجرام السماوية سنة بعد اخرى، اما بشأن القمر وصفة وضعه بالنسبة للارض وبالتالي على حركة باطنها وللشمس جذب ايضاً ونسبة جذبها الى جذب القمر كنسبة 5:11 ومما يزيد من تأثير المد والجزر وهذا ما يسبب زيادة مضاعفة اضافية يؤثر على دوران الكرة الارضية حول نفسها. اضف الى ذلك التلويث الارضي الناتج مما يخلفه الانسان من مواد كيماوية ومواد مشعة ستسبب كثيرا في التغيرات المناخية فلو حدث تفجير نووي كبير فانه ستغطى الكرة الارضية بطبقة من الغبار الذري الذي يمنع مرور اشعة الشمس ويحدث ما يسمى «بالشتاء النووي» فلا تستطيع الكائنات الحية الحصول على ما تحتاجه من طاقة فتموت وتنتهي الحياة على سطح الكرة الارضية.هذا ما احببت ان اقوله في هذه العجالة وكل شيئ على كل حال محكوم بإرادة الله والله أعلم و تقبلوا مني فائق التقدير.