إن الإنسان ليتألم وتغمره مشاعر الأسى عندما يعلم بوقوع مأساة فاجعة لأحدٍ من الناس، فكيف بوقع الفاجعة عليه إذا كان من ألمت به تلك الفاجعة أخاً عزيزاً وزميلاً كبيراً في منزلة العقيد سليمان بن عبدالرحمن العجلان مدير إدارة مرور منطقة القصيم، الذي عرفته عن قرب لأكثر من ثماني عشرة عاماً، واطلعت عن كثب على مواقف إنسانية له، سواء في عمله المعتاد في إدارة مرور منطقة القصيم أو أثناء العمل في المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج. ولئن كان وقع الفاجعة عليه أليماً بفقد ابنه «سامي» فقد شملت بأساها وألمها جميع محبيه وعارفي فضله، لكنني بما عرفت عن الرجل من جَلَد واحتمال للمهام الشاقة، فإنني أتوقع بمشيئة الله وعونه - أن يتحلى بالصبر والاحتساب، وهو كذلك ليكون بفضل الله من الصابرين الذين قال الله فيهم: {وّلّنّبًلٍوّنَّكٍم بٌشّيًءُ مٌَنّ الخّوًفٌ وّالًجٍوعٌ وّنّقًصُ مٌَنّ الأّّمًوّالٌ وّالأّّنفٍسٌ وّالثَّمّرّاتٌ وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ (155( الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا انا لله وانا اليه راجعون (156) أٍوًلّئٌكّ عّلّيًهٌمً صّلّوّاتِ مٌَن رَّبٌَهٌمً وّرّحًمّةِ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍهًتّدٍونّ (157)} 155 - 157 « (البقرة). وإني لأرجو أن تكون - أبا سامي - من الصابرين المحتسبين الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:«ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه، إلا الجنة». ولقد كان الابن سامي رحمه الله تعالى وديعة الله عندك استردها مالكها: وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماً أن ترد الودائع وعزاؤنا أنه شاب نشأ في طاعة الله تعالى حيث كان ملتزماً أتته المنية وهو صائم متوجهاً لطلب العلم وفي الحديث الشريف:«وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع». أخي أبا سامي أحسن الله عزاءك وأجزل لك الأجر والمثوبة بصبرك واحتسابك، و {انا لله وانا اليه راجعون}.