جاءت تتهادى بخطوات عزيزة إلى القاضي وهي تشكو آلامها وهمومها وهي مع زوجها أكثر من سنتين بكراً لم يصل إليها ولم تصل إليه وعندما استدعى القاضي زوجها وسأله عن السبب لم يفصح وحينما أراد ان تدخل المستشفى طرفاً ثالثاً في القضية رفض ذلك الزوج ولحظ القاضي عليهما انهما يحبان بعضهما حباً جماً، عرض عليهما ان يسلكا سبيل الرقية الشرعية وكان على حياء وخلق عظيم منعهما من ان يفصحا عن علتهما زمناً طويلاً ثم بعد ذلك لجأ إلى الرقية الشرعية فاكتشفا ان هناك مرضاً نفسياً حال بينهما وبين اتمام الزواج ومرد ذلك المرض إلى معاصي كان الزوج يرتكبها وحقداً عن بعض أقارب الزوجين يحمله وحسداً كان ينتشر من أصدقاء الزوجين فلما ركنا إلى ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن الكريم والتزما بالأوراد الشرعية من الله جل وعلا عليهما بالعفو والعافية وعادت الأمور إلى مجاريها والتحم الزوجان ببعضهما وسكن الزوج إلى زوجته وسكنت هي إليه وحقق الله المودة والرحمة بينهما وعاشا عشرة طيبة، نسأل الله ان يمتعهما متاع الصالحين وان يرزقهما الذرية المؤمنة الصالحة، ولقد كان في خطواتهما حين يذهبان إلى بعض الرقاة يجدان منهم قولاً فاحشاً خطيراً فمن ذلك قول بعض الرقاة لهما ان يفترقا ولا علاج إلا الفراق لأن هناك سحراً وضع لهما هو سحر الفراق وقول بعض الرقاة علاجكم بالافتراق مطلقاً وقول بعض الرقاة رجماً بالغيب ان ما بكما هو الجن وان المانع لنكاحكما هم الجن وغير ذلك مما يزرعون به الرعب والمشقة ويرعبون به الناس وبناء عليه فإن المقتضى الشرعي لمثل هؤلاء الرقاة تقوى الله عز وجل وعدم الرجم بالغيب والعلم اليقيني الثابت ان القرآن شفاء لما في الصدور، قال الله تعالى: {وّنٍنّزٌَلٍ مٌنّ القٍرًآنٌ مّا هٍوّ شٌفّاءِ وّرّحًمّةِ لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ} وقال سبحانه: {وّشٌفّاءِ لٌَمّا فٌي الصٍَدٍورٌ} فالقرآن شفاء من كل داء إلا السام الموت وهذا فضل الله عز وجل الذي أكرمنا به فعلى الرقاة تقوى الله عز وجل وعدم الرجم بالغيب أو اعطاء آراء بعيدة عن مقتضى العقيدة السمحاء.. وبالله التوفيق.