افتتح أمين مدينة الرياض بالنيابة الدكتور عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ برنامج اللقاء العلمي لمراقبة جودة الخرسانة الجاهزة بمدينة الرياض صباح أمس بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي. وبدأ الحفل بالقرآن الكريم ثم كلمة لوكيل أمانة مدينة الرياض للتعمير والمشاريع المهندس صالح الدميجي أشار فيها الى انه مع انطلاقة الطفرة التي عمت البلاد، والدعم الكبير الذي تبنته حكومتنا الرشيدة، وما واكب ذلك من توسع عمراني هائل، واستيراد لعدد كبير من التقنيات الحديثة الخاصة بصناعة البناء، كانت من أهمها صناعة وانتاج الخرسانة الجاهزة، والتي بدأت مع مطلع العقد الأخير من القرن الهجري الماضي، وانحصر مجال استخدامها حتى نهايته على المشريع الكبيرة. ثم بدأت بعد ذلك مرحلة التوسع في استخدامها على نطاق المشاريع المتوسطة والصغيرة، وزاد عدد مصانعها في مدينة الرياض، من «خمسة» مصانع في عام 1400ه حتى وصل الى «اثنين وثلاثين» مصنعاً في عام 1415ه، وبانتاجية تجاوزت «خمسة» ملايين متر مكعب. وقال: كان من المؤمل ان يؤدي هذا الانتشار الواسع لاستخدام الخرسانة الجاهزة الى احداث نقلة نوعية في جودة انتاجها، إلا ان تلك الجودة بقيت دون المستوى المقبول وذلك لعدة أسباب من أهمها: عدم وجود «نظام ذاتي لمراقبة الجودة» لدى أغلب مصانع الخرسانة الجاهزة، وغياب الرقابة الخارجية والمستمرة على جودة الانتاج في مصانع الخرسانة الجاهزة، وعدم توفر الوعي الكافي لدى غالبية المواطنين حول مواصفات الخرسانة الجاهزة، ومعايير الجودة الخاصة بانتاجها. وأوضح ان الأمانة شرعت في الاعداد للبرنامج الشامل لمراقبة انتاج مصانع الخرسانة الجاهزة في مدينة الرياض، مستعينة بفريق مؤهل من الكوادر الفنية المتوفرة لديها. وذلك بهدف المساعدة على ضمان جودة الخرسانة الجاهزة التي تنتج في مدينة الرياض ومساعدة مصانع الخرسانة الجاهزة والأخذ بيدها لتهيئة المواقع المناسبة وتوفير المعدات والتقنيات الفنية التي تساعدها على تطوير صناعتها، والاستفادة من البرنامج في مشاركة الجهات المختصة في تطوير المواصفات الخاصة بالخرسانة الجاهزة. وأضاف: بدأ العمل نحو تحقيق هذه الأهداف، من خلال التدرج في تطبيق عدد من الاجراءات، ضمن مراحل زمنية محددة هي: المرحلة التحضيرية للبرنامج وانتهت في عام 1415ه، ومرحلة بدء التطبيق وتطوير الآليات واستمرت هذه المرحلة لثلاثة أعوام وانتهت في عام 1419ه، ومرحلة التصنيف التجريبي وتمت خلال الأعوام من 1420ه وحتى 1422ه، ومرحلة التصنيف النهائية والاعلان عن ذلك والتي بدأت في 1423ه. وقد بنيت عملية التصنيف المشار اليها، بالاضافة الى المتطلبات والتجهيزات الأساسية، التي يلزم توفرها في جميع المصانع على المؤشرات الثلاثة: مؤشر جودة الانتاج والذي يعكس مدى جودة انتاج الخرسانة الجاهزة، ومؤشر التجهيزات والذي يعكس مدى اكتمال تجهيزات المصنع، ومؤشر المختبر وتطبيق الجودة الذاتية والذي يعكس مدى التزام المصنع بتطبيق نظم المراقبة الذاتية لجودة الانتاج. ومن ثم استخدمت هذه المؤشرات في تصنيف المصانع الى ثلاث فئات: الفئة «أ» للمصانع ذات الأداء المتميز، الفئة «ب» للمصانع ذات الأداء الجيد. الفئة «ج» للمصانع ذات الأداء المقبول. ونتيجة لتطبيق هذا التصنيف، وتقويم أدائه لوحظ وجود قفزة الى الأمام، سواء في التجيهزات أو في الأداء لمصانع الخرسانة الجاهزة، وبلغ عدد المصانع المصنفة في الفئة «أ» في عام 1423ه، «عشرة» مصانع، مثلت نسبة 40%، من اجمالي مصانع الخرسانة الجاهزة العاملة في مدينة الرياض، مقارنة بنسبة 17% فقط في العام 1420ه. كما زاد عدد المصانع المحققة لاشتراطات الفئة «أ» في مؤشر جودة الانتاج، من 8 مصانع في عام 1420ه الى 14 مصنعاً في عام 1423ه، وهذا التطور الكبير يعكس أهمية هذا التصنيف، كعامل محفز وفعال للارتقاء بالجودة في مجال هذه الصناعة. ثم القى أمين مدينة الرياض بالنيابة د. آل الشيخ كلمة المح فيها الى ما شهدته مدينة الرياض من نمو خلال العقود الثلاثة الأخيرة من مدينة صغيرة في مساحتها وتخطيطها وشوارعها وكافة بنيتها التحتية الى عاصمة حضارية تجاوزت مثيلاتها، وامتد عمرانها على مساحة تقارب1800كيلوم متر مربع. وبين ان الأمانة بدأت بعد اكتمال معظم البنية التحتية بتفعيل الأهداف عن طريق تحديث الآليات والاستفادة من الخبرات في تحسين وتطوير برامجها وأنشطتها على أساس علمي أدى - ولله الحمد - الى نتائج ايجابية استفادت الأمانة منها وحرصت على عرضها بندوات ولقاءات علمية اقامتها رغبة منها في تعميم الفائدة واشراك أصحاب الاختصاص والخبرة بالمساهمة في طرح مرئياتهم. ومن ضمن الأنشطة المتميزة التي طبقتها الأمانة في السنوات الأخيرة برنامج مراقبة جودة الانتاج بمصانع الخرسانة الجاهزة بمدينة الرياض لتأكيد تطبيق المواصفات القياسية المعتمدة في هذا المجال بما ساهم ولله الحمد بمردود ايجابي وكبير على تجهيزات مصانع الخرسانة وجودة الخرسانة المنتجة. وأضاف: استكمالا لهذا النجاح حرصت الأمانة على مشاركتكم في هذا اللقاء العلمي لتعميم الفائدة وعرض الآليات والطرق التي استخدمت من خلال هذا البرنامج آملين ان تعم الفائدة بقية مدننا ان شاء الله وأن يحقق هذا اللقاء الأهداف المرجوة من اقامته وان يكون حلقة تواصل بين المختصين والمهتمين بصناعة الخرسانة الجاهزة. بعد ذلك بدأت فعاليات اللقاء حيث ألقيت عدة محاضرات من عدد من المسؤولين بالأمانة والشركات والمصانع الوطنية وذلك عن الخرسانة وجودتها وعن حرص المصانع على جودة الخرسانة الجاهزة وذلك عن طريق تحديث المصانع والآليات ومن هؤلاء، د. عبدالرحمن الحزيمي ود. عبدالعزيز النغيمش، ود. حبيب مصطفى زين العابدين ود. فيصل وفا، ود. عبدالرحمن الدهمش، ود. خالد مدالله ، وم. محمد شاهين. كما أن هناك معرضاً مصاحباً لهذه الفعاليات من البرنامج.