الجلد هو الواجهة الأساسية لجسم الإنسان والمرآة العاكسة للصحة البدنية والنفسية، ونضارة البشرة من علامات الشباب والجمال، وكثيراً ما تتعرض البشرة لمشاكل صحية تضر بنضارتها وجمالها بفعل عدد من المؤثرات، ويبقى التساؤل ما هي وسائل حماية البشرة من هذه العوامل والمؤثرات الخارجية منها والداخلية، وما هي أفضل طرق الوقاية والعلاج لبعض الأمراض التي تصيب البشرة، وغيرها من التساؤلات التي تجيب عليها .. د زينب الجندي أخصائية الأمراض الجلدية بمستشفى الحمادي بالرياض.. تقول: - الجلد هو واجهة الإنسان وبالتالي فإنه يتأثر بتقلبات المناخ صيفاً وشتاء، كذلك التعرض للشمس لفترات طويلة، كما أنه يتأثر بصحة الجسم البدنية والنفسية، والبشرة المرهقة تكشف إرهاق صاحبها أو صاحبتها في حين أن إشراق البشرة دليل على التفاؤل والعافية والإقبال على الحياة، لذا من الضروري مراقبة أي تغيُّرات تحدث للبشرة، ومواجهتها بالأسلوب المناسب الذي يختلف من بشرة إلى أخرى. * ما هي أهم مظاهر التعب أو الإرهاق بالنسبة للبشرة؟ - من أهم هذه المظاهر التجاعيد والندب والبقع والتصبغات وفقدان النضارة وعدم تجانس البشرة، بالإضافة إلى التوسعات الوعائية والاندفاعات الجلدية التحسسية، أو الالتهابية وغيرها من علامات عدم تأقلم البشرة مع المحيط أو اختلال التوازن الطبيعي في البشرة. * وهل ثمة عوامل أو أسباب محرضة لهذه المظاهر؟ - إن كون الجلد هو الحد الفاصل بين الداخل والخارج فإنه يمكن أن يتأثر خارجياً أو داخلياً فيما إذا كان هناك اضطراب جسمي أو نفسي أو خلل في إفراز بعض الهرمونات لكل ما يحيط به مثل درجة الحرارة والبرودة وغيرها بالزيادة والنقصان. * وكيف يتأثر الجلد بالحالة الداخلية؟ - هناك الكثير من الأمراض الداخلية (الباطنية) تتظاهر أولاً بمظاهر جلدية، وهنا تكون البشرة مفتاحاً لتشخيص الكثير من الأمراض، أو مؤشراً لخلل معين قد يكون إصابة بالكبد أو الدم أو الكلية أو القلب أو الأمراض المناعية، حيث إنه قد يظهر على البشرة اللون اليرقاني أو الحالات الغامقة حول العين أو طفح الفراشة أو التوسعات الوعائية وغير ذلك من مظاهر، كذلك فإن الاضطرابات النفسية كالتوتر النفسي والقلق والخوف والحزن وقلة النوم والتعب العام والإرهاق كل ذلك له علاماته وتعابيره المميزة في الوجه فإذا استمرت هذه الحالات لفترات طويلة وأصبحت مزمنة أدى ذلك لظهور علامات ثابتة منها كثرة التجاعيد واختفاء الإشراقة والنضارة من الوجه مما يذهب جمال ورونق البشرة مهما كان مظهرها الخارجي. * وماذا عن أبرز العوامل الخارجية المؤثرة في صحة البشرة؟ - إن الأشعة الشمسية والحرارة والمواد الكيماوية والتلوث البيئي بالغازات والأبخرة، بالإضافة إلى التغيُّرات المناخية كالحر والبرد والرياح، كل ذلك يؤثِّر بشكل أساسي ومباشر على الجلد، حيث إن التعرض المباشر لأشعة الشمس ودون استخدام الوقاية اللازمة قد يتسبب في إحداث التصبغات أو الحروق أو الحساسية الفنيائية، وإذا أصبح التعرض مديداً فإنه يحرض ضمور ألياف البشرة؛ مما يحرض ظهور التجاعيد والضمورات الجلدية، بالإضافة لبعض الأمراض المزمنة. وقد يحرض الأمراض الجلدية الخبيثة، بالإضافة إلى التأثير الضار للمواد الكيميائية المستخدمة سواء للتنظيف أو كمواد تجميلية (ماكياج) إذا لم تكن مناسبة للبشرة، وكذلك الملوثات البيئية تؤدي لظهور أمراض تحسسية، أو تحرض التصبغات الجلدية الأخرى. * وكيف يمكن العناية بالبشرة وحمايتها من هذه المؤثرات؟ - هدف العناية بالبشرة هو المحافظة على صحتها وشبابها وتجنب ظهور علامات التقدم بالعمر، ومعالجة الإصابات المرضية في حال وجودها والوقاية من حدوثها إذا لم تكن موجودة. وهناك طرق للعناية بالبشرة ترتكز على النقاط التالية: التنظيف والترطيب والمعالجة والتغذية والوقاية، لكن يجب أن يتم ذلك باستشارة الطبيب بعد الكشف على المريض واختيار المناسب من المواد لكل بشرة سواء كانت عادية أو حساسة، دهنية أو مختلطة أو جافة لاختيار المنظف المناسب وعدد مرات استخدامه، وبعد التنظيف تستخدم بعض المواد التي تعدل درجة حموضة الجلد وتعيدها إلى التوازن الطبيعي، وفي حالة وجود مشاكل جلدية معينة تحدد العلاجات اللازمة كحب الشباب أو الرؤوس السوداء أو الالتهابات أو التجاعيد أو التصبغات وغيرها ولكل حالة علاجها المناسب، وإذا كانت البشرة حساسة أو جافة يستخدم لها أدوية الحساسية أو المرطبات مما يتناسب مع الحالة. * هل يمكن وصف برنامج يومي للعناية بالبشرة؟ - يجب أن يشمل برنامج العناية اليومي استخدام بعض الكريمات والمستحضرات الحاوية على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمواد الأخرى تجدد نشاط البشرة مع ضرورة الاستخدام اليومي لواقيات الضياء قبل التعرض للشمس بمدة كافية، سواء كان التعرض مباشراً أو غير مباشر، ولكل بشرة شكل دوائي مناسب يختلف حسب نوع البشرة، قد يكون كريماً أو «لوشن» أو «جيل» أو غيرها، بالإضافة إلى ضرورة اختيار درجة الحماية المناسبة لكل مريض، لكن يجب ألا ننسى الصحة الداخلية والعناية بها، كما يجب أن ننتبه لتناول كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى التي تكسب البشرة نضارتها وتساهم في طرد السموم منها، بالإضافة للغذاء المتوازن الذي يحوي على البروتينات والفيتامينات المناسبة والضرورية، وتناول كميات من الخضار والفواكه الطازجة الطبيعية والابتعاد عن الشحوم والدسم وتجنب العادات السيئة كالتدخين والكحول والمخدرات والعياذ بالله، بالإضافة لذلك فإن منح الجسم الوقت الكافي من الراحة والنوم حيث إن هذه الفترة ضرورية لإعادة بناء خلايا جديدة وشابة والتخلص من السموم والمواد الضارة بشكل مباشر على البشرة. * وما هي النصيحة التي توجهينها للحصول على بشرة مشرقة؟ - يمكن القول إن الإيمان والرضا بالله وثقة الإنسان بنفسه وقدراته ونظرته إلى الجانب المشرق من الحياة، ونفي الأفكار السلبية، يضفي على البشرة الإطلالة المشرقة والنضرة والمتفائلة التي تكون سراً لجمال البشرة وتتكامل مع المظهر الخارجي، حيث لا يمكن الحصول على الجمال الخارجي دون أن ينعكس من داخل الإنسان.