في السابق كان نادراً أن تجد لاعباً سعودياً يعاني من اصابة «قطع في الأربطة الجانبية أو الأمامية للركبة» أو ما يسمى «الرباط الصليبي» فهذه الإصابة ربما لم تجد لها مكاناً في قاموس الإصابات الرياضية في الحقبة الزمنية الفارطة من حركة التاريخ الرياضي في المملكة، ومع التطور التقني والانفتاح الرياضي كان من المفترض أن تكون أغلب الإصابات الرياضية قد تلاشت وذلك بسبب التطور الصحي والتعليمي وتطور الملاعب وأسلوب الوقاية من الإصابات وغيرها إلا أن الأمر الذي لم يكن بالحسبان هو نمو الاصابات الرياضية وتطورها من وقت إلى آخر وبشكل كبير..! فقد أثبتت المراحل التنافسية السابقة أن اللاعب السعودي يعاني من التعرض لإصابات متكررة وللأسف الشديد لم يكن هناك أي دراسة مستفيضة من لدن اللجنة الطبية بالاتحاد السعودي لكرة القدم والتي اكتفت بدور المتفرج إزاء تلك الإصابات المتلاحقة لنجوم الأندية بدلاً من أخضاعها للدراسة والتحليل وبيان نسبة وجودها وأسبابها. الإصابات العضلية والتي تكون غالباً بعضلات الفخذ أو الساق للاعب من أبرز الإصابات التي يعاني منها اللاعبون ودائماً ما تتسبب في غيابهم عن مباريات كثيرة لفرقهم وتتنوع هذه الإصابة الغامضة ما بين العضلات الخلفية والأمامية. ومن أبرز من تعرضوا لهذه الإصابة لاعب الهلال سامي الجابر ولاعب الأهلي طلال المشعل، أما الإصابة الرئيسية التي تفشت وأصبحت ظاهرة يجب دراستها بشكل جدي ومدروس فهي اصابة الرباط الصليبي في الركبة حيث أصبحت هذه الإصابة تمثل «غولاً» و«شبحاً» مخيفاً للاعبين، فقد حصدت الكثير من اللاعبين وأوقعت مستوياتهم في «المجهول» والأمثلة كثيرة ومنها فؤاد أنور ومحمد الدعيع ونواف التمياط وعبدالله الشيحان وفهد المهلل وعبيد الدوسري وأخيراً محمد الخوجلي..! بل إن بعض اللاعبين يجري عملية الرباط الصليبي مرتين في مسيرته الرياضية!! تلك الأسماء تقريباً هي الأبرز والقائمة بشكل رسمي تحوي الكثير من اللاعبين السعوديين الذين طالتهم نيران تلك الاصابة الخطيرة وربما يفوق عددهم الأربعين لاعباً خلال الموسمين المنصرمين فقط..! وللأسف الشديد ما زالت اللجنة الطبية تقف مكتوفة الأيدي إزاء تفشي هذه الإصابة فهل هناك عوامل تجعل تلافي هذه الإصابة أمراً ممكناً بإذن الله؟! أين الخلل؟ في التغذية؟ في التفكير؟ في التمارين؟ في التقوية؟! لا بد من وضع اجراءات صحية وندوات أكثر جدية للوقوف على أسباب تطور هذه الإصابة في الملاعب السعودية.. وللمعلومية فقد فقدت الكرة السعودية أبرز نجومها بسبب تلك الاصابة وستفقد المزيد ما لم يتم تفعيل هذا الموضوع من قبل اللجنة الطبية بالاتحاد السعودي لكرة القدم.