ظل القلق يعتصر فيصل كاظم خمس سنوات إزاء ما ربما يكون قد حدث لابنه منذ تغيبه عن البيت ذات يوم، وتكشف له الامرالاسبوع الماضي. وتأكد له أسوأ ما كان يخافه من خلال وثيقة استخرجت من تحت أنقاض مبنى الشرطة السرية في البصرة والذي دمرته قنبلة أمريكية. إنها قائمة من ثلاث صفحات مسجل بها أسماء 257 اسما لاشخاص تتردد أعمارهم بين 18 و40 عاما من البصرة وأم قصر وصفوان وبلدات جنوبية أخرى وقد انتهت حياتهم بين جدران سجنها الشديد الرطوبة. وقال الاب الذي كان في حالة حداد مع ابنه الآخر ابراهيم، 12 عاما، وابنته زهرة، 10 أعوام، إن اسم ابنه طاهر كان مدرجا على القائمة. وقال الاب إن نظام الحكم السابق في بغداد كان يتهم هؤلاء الضحايا وكلهم رجال بتأييد جماعات شيعية. وقد قتل نظام صدام مئات الآلاف من الشيعة بعد انتفاضتهم الفاشلة التي قاموا بها بتشجيع من الولاياتالمتحدة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991. وتملك الرعب النفوس بعدئذ إلى حد أن الاسرة لم تتمكن حتى من السؤال عن مصير طاهر الذي كان عمره23 عاما حينما اختفى. وقال الاب إن هناك شائعات في البصرة تتحدث عن حقول موت إلى الجنوب من هنا وقرب حقول النفط في الرميلة على طول الحدود مع الكويت. وقال كاظم إنه سيتوجه هو وأسرته إلى الصحراء ومعهم جواريف للتنقيب عن رفات ابنه.