عُرفت الكشافة في المملكة العربية السعودية وبدأت جذورها عام 1363ه، ثم بدأت الحركة الكشفية بنعومة اظفارها على شكلها النظامي الحديث عام 1373ه. وفي عام 1381ه صدر المرسوم الملكي بتكوين جمعية الكشافة العربية السعودية، لتصبح هيئة ذات شخصية اعتبارية مستقلة ومقرها الرياض، وتشرف على القطاعات الحكومية التي تحتوي على فرق كشفية وهي «وزارة المعارف، وزارة التعليم العالي، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني». وفي العام الماضي 1422ه نشأت الكشافة بالحرس الوطني بإشراف مباشر من وكالة الشؤون الثقافية والتعليمية بالحرس الوطني وبمتابعة مستمرة من الادارة العامة للشؤون الثقافية والتعليمية، فانطلقت اعمالها من اول وهلة، ذلك انها عمل تطوعي يقبله العامة والخاصة، ويتقبله الصغير والكبير، يحسبها الناس هيِّنة وهي عند المجتمع عظيمة ولدى الوطن ركيزة. بدأت كشافة الحرس الوطني بدورات لتأهيل القادة الكشفيين من جميع المدارس، كي يكون هناك قائداً كشفياً لكل مدرسة، ثم تبعتها دورات اخرى شارك فيها القادة ومجموعة من الطلاب كحملة القضاء على ظاهرة الكتابة على الجدران ودورة الاسعافات الاولية والحملة الوطنية للتوعية الامنية والمرورية «اعقلها وتوكل» والحملة الوطنية للدفاع المدني «الوقاية هي الغاية»، وغيرها من النشاطات الكشفية المتعددة كالزيارات والرحلات وتنظيم الحفلات، التي يفخر الكشاف بمشاركتها ويسعد بذكرها، لأنه ما اراد من ذلك إلا الأجر والمثوبة ثم تنمية المواهب الفكرية الدفينة. فالكشافة رجولة قبل اوانها وبطولة بعد ادائها، فيها شباب يحبون لغيرهم اكثر من انفسهم، ويعملون لذويهم اشد مما هو لهم، فترى فيهم النهضة المظفرة والهمة الحقة، فهم ما ربطوا عقدة الخيام فحسب، بل ربطوا اواصر مجتمعنا فخراً وعزةً وتعاوناً وخدمةً، ثم شدوا حبل العقيدة بحبل الله المتين شداً خالصاً صائباً، فهم خيمة جود ينهل الجميع من معينها الصافي الطاهر، ويستنشق داخلها وردة الأمانة ورائحة الادب ويرى حولها زهرة البشاشة ونبات الرِّفق، حولهم بحر الصداقة النافع، وأمامهم نهر الطاعة، وبجوارهم واحة المقتصد الخضراء، نبع ذلك كله ليس من جوف الأرض فحسب، بل من تلك القلوب السليمة التي في جوف الصدور المنشرحة. فالكشاف لا يعرف الكسل ولا يقبل الملل، لأنه كسب من خلال ممارسته لهذه المهنة الفضيلة والاحسان في الاعداد والابداع في التنفيذ والاعتماد على الذات وإيجاد روح التعاون. أما القائد الكشفي فله التقدير الكامن لدى المجتمع، ذلك انه يجلب اثراً نفسياً وواقعاً معنوياً لا لذاته، بل لشرف المهمة التي ينتسب اليها ولسمو الرسالة التي يؤديها، فهو مربي الأجيال، وصانع الرجال، وعليه تعقد الآمال، وتحت اشرافه يتخرج الأشبال الادباء، والشباب الفضلاء، لأنهم القوة البشرية للمجتمع، والدعامة الاساسية للأمة. والآن ولله الحمد نرى هذه الجموع الفيّاضة من شباب الكشافة المتجهين الى دور التربية والتعليم صباح مساء، يروحون حماساً ونشاطاً، ويغدون فكراً وإبداعاً، تشعر الرائي ان في الامة نبض حياة وان لها غداً مشرقاً مأمولاً بإذن الله.