للسنة السابعة.. تواصل مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوّقين مسيرتها الإنسانية النبيلة، مستهدفة تعزيز ثقة هذه الفئة الغالية من الأبناء في أنفسهم، ودمجهم بالمجتمع، وحرصهم على التميز بالتفاعل مع المسابقة بحفظ القرآن الكريم. ولا شك، ان رؤية هؤلاء الأطفال وهم يتنافسون فيما بينهم في إطار فعاليات المسابقة التي انطلقت صباح يوم السبت الماضي الموافق 3 صفر الجاري ولمدة ثلاثة أيام للبنين، ومن يوم 5 صفر للبنات في مقر جمعية الأطفال المعوّقين بالرياض، أمر يدعو للدهشة والإعجاب بقدرة هذه الزهور الندية على تلاوة القرآن الكريم بهذه السلاسة والجمال.. بداية ان مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوّقين مستمرة في إنجازاتها التي حققتها طوال الست سنوات الماضية، نظراً لتميزها وتفردها في مجالها، حيث تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم الإسلامي المخصصة للأطفال المعوّقين من الجنسين حتى سن الخامسة عشرة، ومن أجل ذلك كانت هذه الجولة مع بعض المشاركين في المسابقة. جولة في النور وسط حشد كبير من الأطفال المعوّقين ومرافقيهم الذين يتحركون في ردهات وقاعات جمعية الأطفال المعوّقين في أول يوم للمسابقة، التقينا مع بعض هؤلاء الأطفال المشاركين وكانت البداية مع الطفل «حسن غلام حسن محمد حسن» من دولة الإمارات العربية المتحدة مركز رعاية وتأهيل المعاقين في دبي، حيث يشارك لأول مرة هذا العام أطفال من دول مجلس التعاون الخليجي في المسابقة، بتوجيه صاحب بالسمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية وراعي المسابقة، وذلك في إطار تطوير المسابقة وتوسيع دائرة الاستفادة منها. يقول الطفل «حسن غلام» 13 سنة وإعاقته عبارة عن تخلف عقلي: «إنني مسرور جدا من حضوري الى المملكة، فقد التقيت بالكثير من الإخوة هنا، ومنذ أن تمت الموافقة على مشاركتي بالمسابقة وأنا في انتظار ذلك اليوم، ورغم انني حضرت قبل ذلك للسعودية لأداء العمرة والحمد لله، فان فرحتي هذه المرة أيضا كبيرة جدا. ويستكمل «حسن غلام» حديثه قائلا: «باسم زملائي في مركز رعاية وتأهيل المعاقين في دبي أشكر سمو الأمير سلطان بن سلمان راعي المسابقة وكل المسؤولين بالجمعية.. وان شاء الله أوفق في الحصول على جائزة، حيث إنني في فرع المسابقة الخاص بحفظ وتلاوة جزء «عم». تطور ومن جهة أخرى يقول الأستاذ أحمد محمد رفيع مدرس تربية رياضية بمركز رعاية وتأهيل المعوقين بدبي والذي جاء مرافقاً للطفل المشارك بالمسابقة: «حقيقة ان هذه المسابقة تعكس مدى حرص حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بالرعاية المتكاملة للأطفال المعوقين، وخلال الفترة القصيرة التي قضيتها بالمملكة منذ حضوري مرافقاً ل «حسن غلام» حاولت أن اطلع على خدمات الجمعية فوجدتها متطورة جدا، الأمر الذي يعكس مدى عناية سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية بقضية الإعاقة وقاية وعلاجاً. ويضيف الأستاذ احمد رفيع قائلاً: «ومن خلال هذه المسابقات نساعد الأطفال المعوّقين على الدمج في المجتمع والثقة بأنفسهم، ونحن في مركز رعاية وتأهيل المعاقين بدبي ندرك مدى أهمية الأنشطة والفعاليات بالنسبة لأطفال المركز ولذلك نحرص على مشاركاتهم في مختلف هذه الأنشطة الدينية والثقافية، بالإضافة الى الأنشطة الرياضية، حيث يعتبر «حسن غلام» من أبرز لاعب ألعاب القوى وقد حصل على الميدالية الفضية في إحدى الدورات المهمة في الإمارات. والحقيقة ان رعاية أصحاب الاحتياجات الخاصة في دولة الإمارات العربية محل اهتمام الدولة وكافة المسؤولين. خير المملكة والتقينا أيضا بالطفل أحمد موسى محمد فهيقي «12 سنة» إعاقة شلل دماغي تشنجي رباعي، يدرس بالصف الثاني في مدارس النخيل الأهلية بالرياض وكان معه والده مرافق، وقد عبر أحمد موسى عن مدى فرحته بالمشاركة في المسابقة قائلا: «إنه كان يستعد لها بالمزيد من حفظ سور القرآن الكريم، وأشار أحمد انه التقى اليوم بالكثير من الأطفال المشاركين وتعرف عليهم، وانه يهوى كرة القدم والرسم، ويتمنى ان يصبح دكتوراً. ويشير والده موسى فقيهي: «ان المسابقة طيبة ومباركة وفوائدها كثيرة، ويكفي ان ترى هؤلاء الأطفال وهم يضحكون معا ويتحدثون مع بعضهم البعض، ان مجرد خروج الطفل المعوق من المنزل هو بمثابة علاج له من كل النواحي، ولذلك نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل الصالح في ميزان حسنات سمو الأمير سلطان بن سلمان راعي المسابقة. ومن حائل كان اللقاء مع الطفل فيصل سعدي معارك الشمري «15 سنة» من مدرسة أحد الابتدائية في حائل، الصف الخامس يعاني من إعاقة في ضعف النظر والنطق والأطراف أيضا، حيث يقول: «إنني شاركت قبل ذلك في المسابقة، وهي مفيدة جدا، ومن أجلها أقوم بحفظ الكثير من سور القرآن الكريم، وأتمنى أن أفوز هذه المرة حتى أعود الى حائل مع هذه الجائزة والكل يشاهدها من زملائي بالمدرسة. ويقول والد فيصل والذي جاء مرافقاً معه: «انه بلا شك المسابقة طيبة، وأهدافها نبيلة، واسأل الله أن يثيب القائمين عليها وخاصة سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية برعايته الكريمة لهذه المسابقة الخيّرة. وأود أن أقول ان المسابقة تحتاج فقط الى تصنيف المشاركين بحيث يكون الأطفال ذوو الإعاقات البسيطة معا، والأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة معاً، بحيث يكون هناك تكافؤ فرص بين المشاركين، فالمسابقة ذات فوائد عديدة على نفوس الأطفال لمجرد الاشتراك فقط، فإذا فاز الطفل المصاب بإعاقة شديدة وحسب شروط المسابقة سيكون لذلك الفوز بالغ الأثر عليه نفسياً. أطياب المدينة ومن مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام كان اللقاء مع الطفل عبدالسلام نور طاهر «12 سنة» تعلم وحفظ القرآن الكريم في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينةالمنورة، وهو يعاني من إعاقة جسدية في الأطراف السفلية، ويحفظ 20 جزءاً، ويشارك في المسابقة بالفرع الأول، ويقول عبدالسلام عن المسابقة: «انها مفيدة جدا، وقد شاركت قبل ذلك بالمسابقة وفزت بالمركز الأول في أحد فروعها، وأريد أن أشكر سمو الأمير سلطان بن سلمان على هذه المسابقة التي ساعدتني على أن أحفظ القرآن الكريم حتى أستطيع المشاركة مرة أخرى. ويقول الطفل عبدالسلام: عندما فزت المرة السابقة كنت فخوراً بهذا الفوز بين أصدقائي. ويضيف والد عبدالسلام، الذي يرافقه من المدينةالمنورة الى الرياض: ان المسابقة تساهم في دمج الأطفال المعوقين بالمجتمع وتساعدهم على الخروج الى الناس والتفاعل معهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم هذه مسابقة عظيمة وراءها رجل كله خير وعطاء تجاه هذه الفئة الغالية، وان شاء الله ستكون أعماله هذه في موازين حسناته. الطفل احمد عبدالله مقرن القصير من القصيم معهد التربية الفكرية ببريدة «11 سنة» يقول: انني سعيد بالمشاركة في المسابقة ويتمنى أن يفوز ليهدي فوزه الى أسرته، وقال: إن الرياض مدينة جميلة، وأضاف انه منذ أن عرف انه سيشارك في المسابقة وهو لا ينقطع عن قراءة آيات القرآن الكريم وحفظها حتى يتمكن من الفوز بجائزة من جوائزها. ويقول الطفل محمد عبداللطيف الربعي «8 سنوات» من بريدة أيضا معهد التربية الفكرية: ان المسابقة تساعدني على حفظ القرآن الكريم، وان شاء الله سوف أفوز بجائزة، وقد تعرفت على أصدقاء جاءوا من مدن بعيدة بالمملكة. ويستكمل الأستاذ عبدالله عثمان الشقيران الأخصائي بمعهد التربية الفكرية ببريدة وأحد المرافقين لطفلين ويقول: المسابقة تساعد الأطفال المعوّقين على التخلص من إحساسهم بالعزلة في المجتمع، فهي بالإضافة الى مميزاتها في توثيق العلاقة بين الأطفال والقرآن الكريم وأثره الكبير في منحهم الأمان والثقة بالنفس، فان المسابقة وسيلة مثالية لدمجهم بالمجتمع، ويضيف قائلاً: ونظراً لفوائد المسابقة الكثيرة نتمنى ان يرتفع عدد المشاركين من كل جهة بحيث لا يقتصر على عدد محدود، رغم ان ذلك سوف يودي الى ارتفاع تكاليف المسابقة ولكنها عمل خيّر وثوابه كبير بإذن الله تعالى.