قالت شركات طيران انها بدأت في توزيع أقنعة طبية على متن رحلاتها القادمة من آسيا على المسافرين الراغبين في وقاية انفسهم من الاصابة بالتهاب رئوي غامض يعرف باسم «العرض التنفسي الحاد». وانتشرت هذه الاقنعة بالفعل في شوارع هونج كونج ومطار بيرسون بتورونتو ومدن اخرى ظهر بها هذا المرض الشبيه بالانفلونزا الذي اودى بحياة العشرات في انحاء العالم وأصاب الالاف . وقال خوان كروز المتحدث باسم شركة يونايتد ايرلاينز للطيران انها بدأت اعتبارا من يوم الاربعاء الماضي في توزيع هذه الاقنعة على المسافرين المغادرين للصين وهونج كونج وتايوان، ويمكن للمسافرين الحصول على هذه الاقنعة من مكاتب التذاكر بالمطار. وقالت شركة سنغافورة ايرلاينز امس انها ستبدأ في تقديم هذه الاقنعة للمسافرين واطقم العاملين على متن رحلاتها القادمة من بكين وجوانجو وشنغهاي وهونج كونج والمدن الفيتنامية والتايوانية، كما بدأت شركة كوريان اير في توزيع هذه الاقنعة على رحلاتها القادمة من جنوب شرق اسيا. وأدى تفشي هذا المرض الى زيادة معاناة شركات الطيران التي تأثرت بشدة من انخفاض حركة الطيران في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول من عام2001 على الولاياتالمتحدة والحرب في العراق، ولكن في المقابل قال طبيب استرالي متخصص في أمراض الجهاز التنفسي أمس «الجمعة» إن الاقنعة التي يستخدمها الجراحون لا تفيد كثيراً في الحد من انتشار متلازمة الالتهاب الرئوي اللانمطي المعروف باسم «سارس». وقال الطبيب ديفيد برومويتش إن الاقنعة الواقية من الغبار والاسبستوس والمواد السامة الاخرى فاعليتها أكبر كثيرا في الوقاية من العدوى، وقال برومويتش الباحث بجامعة جريفيث إن الاقنعة الواقية من الغبار إذا استخدمت بطريقة سليمة توفر درجة أكبر من الوقاية للجهاز التنفسي بينما الاقنعة التي يستخدمها الجراحون «تكاد تكون بلا فائدة». وقالت السلطات الصحية في مدينة بيرث بغرب استراليا إن الاقنعة الواقية التي يستخدمها الجراحون قربت على النفاد لارتفاع الطلب عليها في الآونة الاخيرة. وقالت الجمعية الطبية الاسترالية في المدينة إنها تتلقى 50 اتصالاً يومياً من أشخاص يطلبون الحصول على تلك الاقنعة. ولا توجد في استراليا سوى حالة واحدة مؤكدة للاصابة بالمرض لكن 30 شخصاً يخضعون للملاحظة لظهور أعراض عليهم مرتبطة بالمرض القاتل الشبيه بالانفلونزا. وفي ملبورن يعالج ثلاثة أطفال من أسرة كندية في مركز موناش الطبي بعد ظهورأعراض المرض عليهم، وكان الاطفال الثلاثة قد وصلوا إلى تورونتو في وقت سابق هذا الاسبوع لزيارة جديهم. ومن جانب آخر تشتبه سلطات الحجر الصحي التركية حالياً في أربعة مواطنين باكستانيين من المحتمل أن يكونوا مصابين بمرض الالتهاب الرئوي «سارس» الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص حول العالم خاصة في جنوب شرق آسيا. وقد اشتبه الفريق الصحي التابع لوزارة الصحة التركية الذي تم تكليفه بمتابعة المسافرين الذين يصلون الى مطار اسطنبول الدولي في أربعة من ركاب طائرة الخطوط التركية التي وصلت من كراتشيلاسطنبول أمس في أن يكون هؤلاء الأشخاص مصابين بالمرض بسبب ظهور بعض الأعراض عليهم.. وتم على الفور أخذهم الى المستشفى لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة. يذكر أنه لم يثبت حتى الآن وجود أي اصابة بهذا المرض في تركيا التي تعد من أكثر بلاد العالم التي يصل اليها السائحون بما في ذلك دول جنوب شرق آسيا. وفي باكستان بدأت السلطات الباكستانية امس الجمعة في تنفيذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية تحسباً من دخول الوباء الغامض سارس للبلاد. وأوضحت مصادر بوزارة الصحة في اسلام اباد ان هذه الاجراءات التي شملت كافة منافذ الدخول لباكستان تقضي باجراء فحوصات للقادمين من الدول التي انتشر بها هذا الوباء الغامض ومن بينها الصين المجاورة. وأكدت المصادر عدم اكتشاف أي حالة للاصابة بوباء «سارس» حتى الآن في باكستان فيما اشارت الى ان الاجراءات الاحترازية شملت المطارات الرئيسية في اسلام ابادوكراتشي ولاهور وبيشاور. وفي الوقت نفسه استبعد متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الباكستانية «بي.اي.ايه» الغاء رحلات الشركة للدول التي سجلت بها حالات اصابة بهذا الفيروس الغامض والقاتل.