ضيوف الندوة العميد سليمان بن عبدالله العمرو مدير الإدارة العامة للحماية المدنية. نقيب د. عبدالله عبدالرحمن الشمراني مدير شعبة التخطيط الهندسي. د. زهير محمد نيازي مراد مدير عام إدارة الطوارئ والسلامة والنقل الإسعافي. التفاعل مع ما يحيط بالمواطن من أحداث ومستجدات من اهم واجبات المواطنة، واستشراف ما يمكن أن يحدث من سيناريوهات يهيىء القدرةعلى مجابهة المخاطر والصعوبات واحتواء آثارها. بهذه الرؤية كان منطلق «الجزيرة» للتعامل مع المستجدات الدراماتيكية المتلاحقة في المنطقة، حيث اشتعلت حرب الخليج الثالثة في أرض العراق المتاخمة لحدودنا، فتوجب التفاعل وإلقاء النظرة الثاقبة لتوقع كل التداعيات التي يمكن أن تتولد عن مثل هذه الصراعات المسلحة، رغم أن المملكة بعيدة عن المخاطر بحول الله وقوته. ما يهمنا ونحن نقيم هذه الندوة التوعوية المشتملة على حوارات هاتفية حول السلامة وإجراءات الدفاع المدني أن نرفع من وتيرة الوعي الصحي والأمني لدى المواطن في ظل ما يحيط بالمنطقة من مستجدات، لذلك كانت الخطوة محاولة لقراءة ما يدور في ذهن المواطن من أسئلة تتعلق بسلامته، وفي نفس الوقت نقل رؤى وأفكار وإجابات جهات الاختصاص بحيث تصبح الصورة أكثر جلاء أمام المواطن. إن المعرفة هي الخطوة الأولى نحو الجاهزية، والجاهزية خطوة متقدمة لإشاعة روح الاطمئنان وتسهيل أداء كل المهام الضرورية في حال حدوث الطوارئ لا قدّر الله. «الجزيرة» تتشرف في هذا اللقاء باستضافة ضيوفنا الكرام عبر «حوار على الهاتف»: سعادة العميد سليمان عبدالله العمرو مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، نقيب د. عبدالله عبدالرحمن الشمراني مدير شعبة التخطيط الهندسي. د. زهير محمد نيازي مراد مدير عام إدارة الطوارئ والسلامة والنقل الإسعافي. وسنسعى من خلال هذا اللقاء للإفادة من وجود ضيوفنا كما سنسعى لأن يكون اللقاء مفيداً للجمهور من المواطنين. تسرب الغازات * أم ماجد تسأل العميد العمرو هاتفياً عن كيفية التصرف في حال تسرب الغاز بالبيت؟ هناك احتياطيات يجب اتخاذها في هذه الحالة: أولاً: التأكد من وجود هذا التسرب. ثانياً: إبعاد أي مصدر لهب وعدم إحداث أي شرارة. ثالثاً: محاولة فتح النوافذ لإبعاد الغاز من داخل الغرف. رابعاً: إقفال مصدر الغاز، ثم عدم فتح اللمبات لمنع الاشتعال. * لكن كيف يمكن الاحتياط من تسرب غاز الفرن الذي قد لا نشعر به؟ أولاً: لا بد من التأكد من سلامة التمديدات. ثانياً: هناك وسائل موجودة في الأسواق تكشف تسرب الغاز فحبذا تركيب مثل هذه الوسائل، ثم يجب عدم ترك مهمة فتح الغاز لأي شخص منعاً للمخاطر. أما الغاز نفسه ففيه رائحة نفاذة يستطيع الإنسان أن يميزها، فإذا حدث تسرب يجب المسارعة بأخذ الاحتياطات أو الاتصال بالدفاع المدني لمعالجة الموقف. * استعمال الفوط المبللة ووضعها على الاسطوانة.. ما مدى فعالية ذلك في اكتشاف تسرب الغاز من الاسطوانة؟ هناك طريقة وضع رغوة الصابون على مفتاح الغاز في الاسطوانة، وهذه الطريقة تمكن من معرفة ما إذا كان هناك تسرب. والفوطة المبللة لا فاعلية لها في هذا الجانب ولا بد من المسارعة إلى قفل مصدر الغاز. معرفة الكيميائيات * مواطنة تسأل عن كيفية معرفة المواد الكيماوية؟ هناك عدة مؤشرات لوجود الهجوم الكيميائي يمكن ملاحظتها مثل وجود طائرات تقوم بنشر مواد سائلة أو مواد ضبابية وهي في العادة تطير في مستوى أعلى من الطائرات التي تقوم بنشر المبيدات الحشرية أيضاً صوت الانفجار خافت نسبياً ولا يشابه صوت الانفجارات الحربية، وهناك ظهور دخان وغازات وسحب ووجود بقع زيتية على الأرض أو أوراق الشجر، وهناك ملاحظة وجود حشرات ميتة، وكذلك وجود روائح غريبة. شعور الأفراد بإحمرار في العينين وجفاف في الحلق وصعوبة في التنفس. وإضافة لكل ما سبق سيكون هناك إعلان من الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام في حالات الهجوم الكيماوي لا قدر الله. وطبعاً في العادة يسبق هذه العمليات عمل استخباري يتعرض معرفة مدى امكانية استخدام مثل هذه المواد، فإذا حدثت الطوارئ يتم ترجيح الاحتمال الأسوأ فيتم التعامل مع أي هجوم على أنه كيميائي إلى أن يثبت العكس. وعموماً فإنه يتم إعلان المواطنين بالأوضاع عبر الوسائل الإعلامية وأجهزة الإنذار المتبعة في مثل هذه الحالات. * في حالة وجود خطر يحدث الإنذار ولكن دون تحديد أنه كيماوي أو غير ذلك، فكيف نعرف؟ عندما يحدث «الإنذار» يجب على المواطن أن يتخذ جميع الإجراءات اللازمة. * وماذا عن الأجسام الغريبة التي يتم رميها؟ الأجسام الكيماوية أقل شظايا لأنها لا تستهدف البنى التحتية بل تستهدف الإنسان. استعدادات وزارة الصحة * «الجزيرة» د. زهير نيازي.. ليتكم تحدثوننا عن استعدادات وزارة الصحة الاحترازية في حال حدوث آثار غير مرغوبة نتيجة الحرب الدائرة الآن. استعدادات وزارة الصحة مستمرة، وأصبح لديها تجارب كثيرة خصوصا ما اكتسبته خلال فترات الحج من احتمالات الحوادث الصحية الجماعية، وهي مستعدة للحوادث الناتجة عن الحروب أو عن أسلحة الدمار الشامل، وهناك أجهزة متكاملة في الوزارة من لجان طوارئ سواء على مستوى مديريات الشؤون الصحية أو داخل المنشآت نفسها تقوم بأدوارها وتُوجد لها خطط معدة للطوارئ، وهذه تقع ضمن الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني المعتمدة من قبل الدولة. نضيف لذلك أن الوزارة استباقاً منها للأحداث - حسب المؤشرات - وضعت البروتوكولات اللازمة لتشخيص وعلاج الأمراض الناتجة عن التلوث سواء الكيماوي أو الإشعاعي أو النووي وفقاً لتوجيهات ولاة الأمر، وقد وضعت هذه البروتوكولات بواسطة لجان علمية بالوزارة بالتنسيق مع الوزارات الأخرى المقدمة للخدمات الصحية مثل وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ومثل الحرس الوطني والهلال الأحمر. وقد وزعت هذه البروتوكولات على كافة مناطق المملكة وتم إدخالها ضمن برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر في مستشفيات وزارة الصحة منذ حوالي أكثر من عشرة شهور. * ما مدى استعدادات وزارة الصحة من حيث قطع الإجازات وتوفير الإمداد الطبي وغيره في حال حدوث ما يستحق ذلك؟ ضمن استعدادات الوزارة لمواجهة أي احتمالات تم تأمين وتجهيز المخزون الطبي الذي يمكن الاحتياج إليه مع تركز على المناطق التي يمكن أن تكون أكثر عرضة للمخاطر مثل المنطقة الشمالية، ووضعت خطط للتحرك سواء للتجهيزات أو الآليات أو الكوادر والأفراد، ومن ضمن الإجراءات الاحترازية فقد أوقفت الوزارة الإجازات في المناطق الأكثر احتمالاً للتعرض للمخاطر تحسباً لوجود أي حاجة تقتضي ذلك. إضافة إلى أن الوزارة أمّنت احتياجاتها من احتياطات الأسرّة بحيث تكون جاهزة لأي احتمالات. صلاحية الكمامات * مواطنة تسأل د. الشمراني: لدي كمامات منذ حوالي ثلاث عشرة سنة، هل يمكن أن تكون صالحة الآن للاستعمال؟ يصعب الحكم عليها بأنها صالحة أم لا، فقد تكون قد أُمِّنت عام 1990 ولكنها ليست من إنتاج عام 1990م، كما أن الأمر يعتمد على طريقة التخزين. وعموماً أعتقد أن ثلاث عشرة سنة تكفي للقول إن هذه الكمامات ليست بحالة جيدة ولذلك يجب عدم الاطمئنان إليها أخذاً بالحيطة. د. نيازي يضيف: هناك ملاحظة حتى على الكمامات الجديدة، فيجب أن يحتاط الإنسان في عملية شرائها، وفي عملية معرفة كيفية استخدامها لأن هناك محاذير من سوء استخدامها، فيجب ضمان عدم وجود أي تسريب للهواء بالنسبة لاستخدام الفلاتر، كما يجب أن تكون هذه الكمامات مطابقة للمواصفات، وإذا وضعت الكمامة على الوجه وكان هناك شعر ما بين حافة الكمامة والوجه فهذه قد تؤدي إلى تسرب، وفي نفس الوقت يجب تخزين الكمامات وتنظيفها بطريقة صحيحة حتى لا تسبب حساسية في الوجه وحتى تكون صالحة للاستعمال في المرات القادمة. صلاحية الجسور * المواطن سعد محمد يسأل عن مدى توفر السلامة في الجسور المقامة حالياً وخصوصاً جسور المشاة؟ العمرو: نحن نرحب بأي مقترح وهناك جهاز فاكس تم تهيئته لأي فكرة أو مقترح أو شكوى تتعلق بأعمال الدفاع المدني، وإذا كنت ترى أي ملاحظات بشأن الجسور فإن لدينا اهتماما بهذا الجانب، وعلى الرغم من أن الأمر لا يمس الدفاع المدني مباشرة إلا أننا نقوم بالتنسيق مع الجهات الأخرى سواء كانت بلدية أو أي جهات أخرى مثل وزارة المواصلات في سبيل إزالة الخطر. * لماذا لا ترفعون من وعي المواطن فيما يخص سلامته؟ هناك حملة للدفاع المدني بعنوان «الحماية هي الغاية» وأرى أن على المواطن أن يتابع حملات التوعية ونحن جاهزون لأي خدمة في هذا المجال. * نلاحظ أن هناك بعض الشوارع قد تكون ضيقة على سيارات الدفاع المدني الكبيرة.. ماذا بشأن هذه الملاحظة؟ توجد الآن سيارات صغيرة للشوارع الضيقة لمباشرة الحالات التي يصعب فيها دخول سيارات الدفاع المدني الكبيرة. تأمين الكمامات * «الجزيرة»: عميد سليمان: تحدثتم عن الكمامات وأهمية الاعتناء باختيارها وسلامتها، ماذا تقولون حول تأمين هذه الكمامات والجهات التي ستضطلع بهذا الأمر؟ - أولاً أشكر الاخوة في صحيفة «الجزيرة» على استضافتنا في هذه الندوة، لأن أعمال الدفاع المدني لا يمكن أن تكون كاملة ما لم يكن هناك تواصل بيننا وبين الجمهور، وهذا التواصل لا يمكن أن يتم إلا عن طريق وسائل الإعلام، وصحيفة «الجزيرة» هي إحدى الوسائل التي يتم من خلالها الاتصال مع الجمهور. أما الكمامات، فقد أتيحت الفرصة للقطاع الخاص بأن يتولى مهمة تأمين هذه الكمامات لتكون في متناول المواطن، وبنفس الوقت ليس هناك مخاطر من وجهة نظري، فالمملكة ليست طرفاً في المشكلة القائمة الآن، لذلك ليس هناك ما يستدعي وجود الكمامات وهذا أيضاً من وجهة نظري. أما المواطنون وغيرهم ممن يرغبون في اقتناء الكمامات فهي موجودة الآن في السوق، وتم التنسيق مع الاخوة في وزارة التجارة بتحديد بعض المواصفات اللازمة للكمامات مع هيئة المواصفات والمقاييس، وتم تأمين هذه الكمامات عن طريق المؤسسات الخاصة وهي متاحة الآن في الأسواق المحلية. نصائح عند حدوث الخطر * «الجزيرة» سعادة العميد سليمان.. عند حدوث الخطر لا قدر الله.. بماذا تنحصون المواطن والمقيم وما هي أولى الخطوات التي يجب اتباعها؟ عند وجود الخطر.. هناك علامات الخطر، ونحن من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية بتنفيذ أعمال وإجراءات الدفاع المدني يتم الإبلاغ عن الخطر عن طريق وسائل الإنذار الموجودة في المملكة، سواء من خلال صافرات الإنذار الموجودة في أنحاء المملكة، أو عن طريق وسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة، أو عن طريق مكبرات الصوت في المساجد، وما على المواطن إلا الاحتماء بالمنزل أو إلى أي ملجأ عام أو خاص حتى زوال الخطر، وطبعاً بالنسبة لصافرات الإنذار فهي ثلاثة أنواع الأول منها يعني قرب حدوث الخطر، والثاني يعني وقوع الخطر، والثالث يعني زوال الخطر، وعلى الشخص أن يتبع إرشادات وتعليمات الدفاع المدني. كما أن في حالة وجود الخطر هناك غرفة إعلامية للدفاع المدني في التلفزيون يوجد بها ضباط مختصون في هذا الموضوع بحيث يتم بث رسائل توعوية ومطلوب من المواطن أن يتابع الإذاعة والتلفزيون لتلقي الرسائل الإعلامية إذا كان هناك خطر معين فيتم إرشاده إلى كيفية التعامل مع هذا الخطر. * «الجزيرة» عميد سليمان.. هل تعتقدون أن صافرات الإنذار الموجودة حالياً كافية لإشعار المواطن بوقوع الخطر؟ - استعمال جميع الوسائل من إذاعة وتلفزيون وصافرات إنذار ثابتة ومتحركة إضافة إلى مكبرات الصوت سيكون كافياً لتنبيه كل مناطق المملكة من مدن وقرى بالخطر. * «الجزيرة»: تحدثنا عن الكمامات، نرجو أن نتحدث أيضاً عن طرق الوقاية من الغازات السامة والكيميائية؟ طرق الوقاية من الأسلحة الكيماوية تعتمد على مكان وجود الشخص سواء كان داخل المنزل أو خارجه أو في السيارة، فإذا كان الشخص خارج المنزل، فالعامل الأهم هو الهدوء والتصرف بحكمة وعدم الارتباك، ثم عليه تغطية الأجزاء المكشوفة من الجسم أي الرأس والوجه سواء بالشماغ أو الغترة أو الجاكيت. ثم يحاول وضع قطعة من القماش - إذا توفرت - على الأنف والفم، وأن يتنفس عن طريق هذه القطع، وإذا كان الشخص موجوداً في السيارة فعليه إقفال النوافذ ومحاولة إقفال منافذ السيارة بقطعة قماش، أيضاً عليه السير بعيداً عن موقع الانفجار مهما كان الانفجار «انفجار تقليدي أو انفجار كيميائي» وعدم التجمهر. ويجب ملاحظة أن اتجاه الريح عامل مهم، فعلى الشخص السير مع اتجاه الريح القادمة من محل الانفجار، وإذا كانت الرياح متجهة إلى موقع الانفجار فعليه السير عكس اتجاه الريح. أما إذا كان الشخص موجوداً داخل المبنى ففي العادة يوصي الدفاع المدني بأن تنشئ كل أسرة ملجأً سواء في الأدوار العلوية أو السفلية. أسعار الكمامات * سؤال هاتفي من مواطن عن الكمامات؟ مدير الدفاع المدني: في الحقيقة صدر منذ فترة تنظيم للسماح بشركات القطاع الخاص باستيراد الكمامات والفلاتر وبيعها على المواطنين خلال آلية لهذه العملية ومن خلال مواصفات تم إعدادها من جهات مختصة بما يتفق مع المواصفات العالمية، وهي الآن - حسب علمي - متوفرة في الأسواق كما تم الإشارة إليه سابقاً، وهناك شركات تعلن - كما نرى - في الصحف عن توفر الكمامات لديها. * لكننا سمعنا أن الأسعار غالية حيث يتجاوز سعر الواحدة 500 ريال أسعار الكمامات تتفاوت حسب الكمامة، فهناك كمامات بها خدمات إضافية، وهناك أخرى تؤدي الغرض. أما الكمامات ذات الأسعار المرتفعة فقد يوجد بها خدمات مثل تخصيص أكثر من فتحة لتركيب الفلتر، قد يكون فيها إمكانية لشرب الماء، وقد يكون فيها امكانية لتركيب بعض القطع لتوفير القدرة على الحديث عبر الهاتف. هذه الإضافات و الاكسسوارات يمكن أن تضيف زيادة في السعر. ولكن هناك كمامات توفر الحماية وبسعر أقل وليس بها مثل هذه الخدمات الإضافية، ويمكن أن يكون هذا العامل هو الذي يحدد فرق السعر. الملاجئ المنزلية * «الجزيرة» هل نعود لموضوع الملاجئ؟ الملجأ المنزلي توجد بشأنه تعليمات صادرة في وسائل الإعلام تحدد مكونات هذا الملجأ، بحيث يتم إعداده من ضمن الغرف الأقل عدداً في الفتحات مثل النوافذ والأبواب وفتحات التهوية، وإذا كان يوجد مثل هذه الفتحات فيجب إغلاقها باستخدام المواد اللاصقة والمواد البلاستيكية، إذا لم تتوفر أكياس الرمل بالأحجام المطلوبة فيمكن استخدام سُفر الأكل العادية على طبقة أو طبقتين و من ثم تثبيتها على الفتحات، وهناك مستلزمات معيشية يجب توفرها في هذه الغرفة ومستلزمات خدمية أيضاً مثل المياه الكافية والمواد الغذائية التي يفضل أن تكون معلبة، مناديل وبطانيات ومناشف. شكوى على الهاتف * مواطنة تتصل وتشتكي للعميد سليمان العمرو من وجود مخرج واحد فقط سعته لا تتعدى المتر في مبنى الإدارات النسائية بتعليم البنات، وتقول الشاكية إن المبنى يتكون من ثلاثة طوابق ويضم أكثر من 500 موظفة وعاملة، ورغم أنه يوجد به باب آخر إلا أنه مغلق لأسباب غير معروفة، وتقول إن هذا الأمر يسبب تزاحماً شديداً وتهديداً للسلامة؟ العميد العمرو: نعم بعض المواقع قد نجهل المشكلات التي تعانيها خصوصاإذا كانت مخصصة للنساء، ومثل هذه الشكاوي تكشف لنا الحقائق، ولقد قمت بتسجيل هذه المشكلة لمتابعة حلها إن شاء الله. * مواطنة تعود للتساؤل عن الكمامات ومواصفاتها د. الشمراني: لا بد للكمامات أن تكون ذات مواصفات معتمدة من الجهة المختصة، ولن تطرح أي أنواع في السوق ما لم تكن مطابقة للمواصفات، ولكن يجب على كل شخص أن يحرص على أن تكون الكمامة حديثة الصنع ولا يزيد عمرها بأي حال من الأحوال عن عشر سنوات، حيث - في الغالب - يكون تاريخ الصنع محفوراً عليها، وكلما كان صنعها قد تم حديثاً «خلال سنة أو سنتين..» كان ذلك أحسن. أيضاً أن تكون مخصصة لأسلحة الدمار الشامل الكيميائية، والحيوية، والنووية، وغالباً ما يكتب عليها ثلاثة حروف بالإنجليزية هي MBC. ويوصى أن تكون حواف الكمامة مزدوجة لتوفير حماية أفضل، وأن تكون الأربطة من خمسة إلى ستة لتثبيتها على الرأس. هناك علامات للتأكد من صلاحية الكمامة، ومن الممكن أن يتم طرح كمامات قديمة، وهناك رقابة صارمة جداً على مثل هذه الأشياء، لكن يجب على كل شخص شراء الكمامة من مكان معروف أي من شركة مرخص لها، وأن يتأكد أن هذه الكمامة حديثة الصنع. * هل هناك جهة معينة تنصح بالشراء منها؟ لا تحضرني جهة بعينها، لكن من خلال الصحف نلاحظ أن هذه الجهات تعلن عن نفسها وعن توفر الكمامات لديها. * لكننا نخشى أن نقع في القديم من هذه الكمامات كل شخص يستطيع أن يتبين الجديد من القديم، ثم ان هذه المحلات تقوم بتزويد المشتري بما يؤكد مطابقة المنتج للمواصفات السعودية وصلاحيته من خلال تاريخ صنعه. التطعيمات ضد الأسلحة الجرثومية * وسؤال من نفس المواطنة عن التطعيمات ضد الأسلحة الجرثومية؟ - د. زهير: حالياً التطعيمات التي سمعنا عنها مثل تطعيمات الجدري التي أعطيت للجيش الأمريكي وتطعيمات «الانثراكس»، فالوزارة أعدت نفسها لمثل هذه التطعيمات لكنها لن تبدأ في تنفيذها إلا إذا كان هناك مؤشرات حقيقية لوجود حاجة فعلية لاستعمالها.. وعلى الجميع الاطمئنان بتوفر هذه التطعيمات عند الحاجة. * لن تكون لهذه التطعيمات حاجة إن شاء الله. تخزين الغاز * مواطنة تسأل عن تخزين الغاز وتستفسر هل الأفضل تخزين الأسطوانات الكبيرة أم الصغيرة؟ العميد العمرو: نحن نفضل أن تكون اسطوانة الغاز خارج المنزل وليس داخله، وشركة الغاز الأهلية لا تقوم بتركيب خزانات الغاز إلا وفقاً لاشتراطات الدفاع المدني الخاصة بالمساكن والفلل. * مداخلة من الدكتور نيازي: الحقيقة أن الكثير من المواطنين ينظرون إلى الغاز من ناحية اشتعال الحرائق، لكن هناك جانب مهم وهو الناحية الصحية في حالة استنشاقه، وهو غاز ضار، على المدى الطويل وعلى الكميات الكبيرة في المدى القصير، أما بالنسبة للمدى الطويل، فقد يحدث تسربات بسيطة للغاز حيث يشم أهل البيت والأطفال كميات قليلة على فترات طويلة، وهذا الغاز يسبب مشكلات في الدم، فقد يؤدي إلى أنيميا لربة البيت على المدى الطويل، أما عند التعرض لكمية كبيرة من الغاز في وقت قصير فيمكن أن يؤدي إلى الخمول والكسل ثم يؤدي إلى التأثير على الحواس ثم قد يؤدي إلى الإغماء وقد يتسبب على المدى الطويل في الوفاة. لذلك فإن الاحتياط من الغاز لا ينحصر في تجنب مخاطر الاشتعال، بل يجب الحذر حتى في نطاق الصحة العامة - من استنشاق الغاز. أما إذا حدث حريق لا قدر الله فإن المصاب إذا حدثت له حروق مختلفة الدرجات، فالواجب توفر بعض أساسيات الإسعافات الأولية المنزلية وتوفر المعرفة بهذه الإسعافات لدى أفراد الأسرة، وهذه الأسس الإسعافية يمكن أن تقدم للراغبين من جمعيات الهلال الأحمر من خلال دورات يستطيع الإنسان من خلالها رفع الوعي لديه للتعامل مع مثل هذه الحالات. وإذا حدثت مثل هذه الحالات - لا قدر الله - فيجب ابتعاد الفرد عن منطقة الخطر، ولا بد من تأمين مجرى الهواء وتمكينه من التنفس والتأكد من عدم وجود أي إصابات ناجمة عن الانفجار تؤدي إلى نزيف، وبعد ذلك يتم نقل المريض بالطريقة الصحيحة التي لا تزيد نسبة الإصابة لديه، مع تدفئته ونقله لأقرب مستشفى سواء عن طريق المبادرات الفردية أو عن طريق الهلال الأحمر لتلقي العلاج. * سؤال آخر لنفس المواطنة: هل يمكن الاستعاضة عن الأكل بالفيتامينات؟ الأكل هو العماد ولا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن أن نقول في الحالات العادية إنه يمكن الاستعاضة عنه بالمواد الصناعية، لكن في حالة الترقب لحالات استعمال أسلحة دمار شامل، فيفضل أن يكون لكل شخص مخزون غذائي يكفيه ليومين أو ثلاثة أيام في ملجأ، ويفضل أن يكون هذا المخزون من المواد الطبيعية، التي يحتاجها جسم الإنسان، حيث إن الفيتامينات تساعد جسم الإنسان ولكنها لا تقدم كل ما تقدمه الأغذية الطبيعية من مواد أخرى يحتاجها الجسم. * عودة لاستكمال متطلبات الدفاع المدني في الملجأ المنزلي؟ هناك ضرورة لإيجاد بطانيات ومناشف للاستخدام الشخصي وأيضاً لاستخدامها في سد الفتحات التي قد تكون تحت الأبواب بعد تبليلها بالمياه، أيضاً من المهم جداً أن يتوفر في هذه الغرفة «الملجأ» مذياع وكشاف يعملان على بطارية لاستقبال تعليمات الدفاع المدني، ويجب توفير مستلزمات الأطفال الضرورية ومستلزمات الإسعافات الأولية وخصوصا للأفراد الذين يعانون من أمراض ويستخدمون أدوية على فترات يومية، ونختم بالقول إنه للوقاية من أخطار الأسلحة الكيماوية يتجه الشخص إلى هذا الملجأ المنزلي مع المحافظة على الهدوء وعدم الارتباك والاستماع إلى التعليمات الصادرة من الدفاع المدني، وهناك نقطة مهمة يجب التأكيد عليها وهي أن بقاء الشخص في بيته أو في مكان مغطى فإن سلامته من العوامل الكيميائية تكون سهلة ومضمونة بنسبة 100% إن شاء الله. أما موضوع الغازات فهي مواد كيماوية ترش على هيئة رذاذ تتحول إلى غازات، وهذه الغازات أثقل من الهواء لذلك تكون في الطبقات الأرضية، ووجود الشخص في بيته واتباع تعليمات الدفاع المدني والبقاء في الغرفة المهيأة لتكون ملجأً جيداً تكون السلامة محققة له بإذن الله. وإذا كان لدى الشخص كمامة فهي من أفضل الوسائل للوقاية من المواد المنشورة على هيئة رذاذ أو غازات، حيث يفضل لبس الكمامة أيضاً أثناء بقاء الشخص في المنزل. أيضاً هناك عوامل تؤثر في فعالية الأسلحة الكيميائية، فهذه الأسلحة - كما قلنا - تنشر على هيئة رذاذ أو مواد سائلة تتطاير بسرعة، وتأثير هذه المواد يتوقف على مدن بقائها في الجو أو في المنطقة المعرضة، وهناك عوامل تؤثر في فعالية هذه المواد أهمها درجة الحرارة، إذ يؤثر ارتفاعها عكسياً على ثبات العامل الكيميائي، فكلما زادت درجة الحرارة قلّت فعالية السلاح الكيميائي والعكس صحيح، ويلاحظ أن هناك مواد لا تبقى إلا في حدود عشر دقائق، أو أقل في درجات الحرارة العالية كتلك المشابهة للتي نعرفها في فصل الصيف. أيضاً هناك عامل آخر، يتعلق بطبوغرافية المنطقة وشكلها، فالمواد الكيماوية تتكثف في الأودية وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمباني المرتفعة، والوديان والغابات الكثيفة «على أوراق الأشجار» وكلها عوامل تزيد في استمرارية فعالية المواد الكيماوية لمدة أطول، لذلك نجد هذه الفعالية أقل في المناطق المفتوحة أو الصحراوية لأن عامل الرياح أيضاً مهم، فصحيح أن الرياح قد تنقل المواد إلى مساحات أوسع لكن يتم تشتيت هذه المواد فلا تصل بالجرعات المركزة التي يستهدفها هذا السلاح. هناك أيضاً درجة ثبات العامل الكيميائي فهناك مواد تدوم لفترات طويلة وهناك أخرى تكون بطبيعتها متطايرة وغير مستقرة.. هذه العوامل تأثيرها شديد لكنها لا تبقى في الجو لتحقق آثارها. الكمامات والمرضى * عبدالله العتيبي يسأل عن الكمامات وأثرها على المرضى؟ د. نيازي: الكمامات لا تمنع دخول الأكسجين والربو لا يتأثر باستعمال الكمامات. والكمامات لا تستعمل وحدها بل لا بد أن يوضع عليها فلتر، وهناك نصائح بعدم استعمال هذه الأدوات في أجواء يقل فيها الأكسجين عن 17% أو 20% وطبعاً الجو العادي الذي نستعمل فيه الكمامات به كمية أكسجين كافية ولا أعتقد أن هناك أي مشكلة بالنسبة لمن يعاني من حساسية الصدر «الربو»، لكن طبعاً أي مريض يعاني في وقتها من حاجة إلى الأكسجين فهناك كمامات خاصة يمكن أن تكون متصلة بأسطوانات غاز متصلة بها، وعليه فإن الذي يعاني من نوبة ربو متزامنة مع الحاجة إلى الكمامات فإنه يحتاج إلى تجهيزات خاصة. احتياطات متكاملة * «الجزيرة»: هل تم تدريب الكوادر الصحية على التعامل مع حالات التلوث الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي، وهل هناك كميات دم ومحاليل مختبرات كافية؟ د. نيازي: في الحقيقة هذا السؤال مهم جداً، وطبعاً الوزارة قامت بكل الاحتياجات الخاصة بتدريب الكوادر. وهناك البروتوكولات العلاجية لمعالجة مثل هذه الحالات من التلوث وضعت بالكامل بالتنسيق مع لجان علمية مشتركة ما بين وزارة الصحة ومختلف الجهات المقدمة للخدمات الصحية كالدفاع المدني ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع والحرس الوطني، واجتمعت اللجان ووضعت هذه البروتوكولات. وبعد ذلك تم تعميم هذه البروتوكولات على المناطق الصحية، ووضعت ضمن برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر، وهي برامج موجودة داخل منشآت وزارة الصحة التي تسعى دائماً إلى تطوير قدرات الكوادر الصحية. وقد تم بعد ذلك إجراء تجارب افتراضية لمنسوبي الوزارة وعقدت دورات طبية بالتنسيق مع الخدمات الطبية في القوات المسلحة سواء في الرياض أو مكةالمكرمة أو المنطقة الشرقية، وتم تدريب أعداد كبيرة من منسوبي الوزارة على التعامل مع مثل هذه الحالات للتأكد من مستوى التدريب. * «الجزيرة»: وهل تم تزويد مناطق المملكة باحتياجاتها الاحترازية؟ نعم كافة مناطق المملكة زودت باحتياجاتها الحالية وبمخزون لعدة شهور قادمة للتموين الطبي من الأدوية والمحاليل، وكما قلنا تم توفير اللقاحات والأمصال لاستعمالها عند الضرورة وكذلك الأدوية التي تستعمل عند استخدام أسلحة الدمار الشامل لا قدّر الله. الاحتياط واجب * «الجزيرة»: تحدث العميد سليمان عن الطمأنينة التي يعيشها الإنسان السعودي الذي هو بمنأى عن أي معادلة في هذه الحرب، وما نناقشه هو فقط الاحتياطات التي تعطي المعلومة عن جاهزية القطاعات المختصة.. ويبدو سعادة العميد أن لديك حساً تفاؤلياً نستشعره بشكل دائم.. فماذا تقول لنا في هذا الجانب؟ أولاً: الاستعداد واجب، وأخذ الاحتياط واجب، والعلم بالشيء خير من الجهل به، وانطلاقاً من هذا المبدأ اتخذت المديرية العامة للدفاع المدني كافة الاحتياطات اللازمة وأعدت الكثير من الرسائل الإعلامية والنشرات التي تهدف إلى توعية المواطن. أما بالنسبة للمخاطر الكيميائية، ففي اعتقادي أنه لا توجد مخاطر لأننا لسنا طرفاً في المشكلة ولا أتصور وجود أي مخاطر كيميائية علينا بمشيئة الله. لكن الاحتياط واجب ويجب أن نتخذ الاحتياطات ويجب أن يكون لدى المواطن وعي ومعرفة بالمخاطر الكيميائية حيث أصبحت المخاطر موجودة في كل مكان، حيث ان المواد الكيميائية أصبحت تصنّع الآن حتى في المدن الصناعية، فلو حدث تسرب لهذه المواد الكيماوية فالواجب على السكان معرفة كيف يتصرفون إزاء هذه المواد واتقاء مخاطرها، بمعنى أن المخاطر الكيماوية ليس شرطاً أن تكون حربية. ترحيب لاحق! * «الجزيرة»: لقد قطعت علينا الاتصالات فرصة الترحيب بكم وشكركم على استجابتكم للدعوة، ونحن فخورون جداً بهذا التواصل وإن شاء الله يستمر هذا التواصل باتجاه تكاملي فنحن نعتبر أنفسنا رجال أمن في قطاع الصحافة وأنتم صحفيون في قطاع الأمن لنشر الوعي وتطمين الإنسان السعودي وبلادنا تحتاجنا جميعاً كل في خندقه وموقعه شكراً مرة أخرى باسم رئيس التحرير وباسم جريدة «الجزيرة». العميد العمرو: وأنا أكرر الشكر، وقد سبق أن تكلمت وقلت إن الدفاع المدني لا يمكن أن ينجح عمله إلا بالتواصل مع الجمهور، وهذا التواصل لا يمكن أن يتم إلا من خلال وسائل الإعلام، ودعوتكم لنا لهذه الندوة ومحاولة الاتصال مع الجمهور و تبيين بعض الحقائق والأمور والجوانب التوعوية هي خطوة مهمة، ويجب أن نتواصل بشكل مستمر لأن نقل الرسالة الإعلامية الهادفة التي ترمي إلى توعية المواطن شيء مطلوب، وأنا أعتبره واجباً، وإذا لم نتصل مع المواطن ونعرف ما لديه من مشاكل وكيفية تعامله مع الدفاع المدني، فهذا شيء مهم ويجب أن يستمر ولا بد من إيصال الرسالة، وكذلك نعرف ما يراه المواطن بشأن أعمالنا ومدى رضاه عما نقدمه من خدمة ونحن نتقبل أي نقد وأي اقتراح لكي نصحح أي أخطاء إذا كان هناك أخطاء. «الجزيرة»: شكراً سعادة العميد سليمان عبدالله العمرو مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، شكراً للنقيب الدكتور عبدالله عبدالرحمن الشمراني مدير شعبة التخطيط الهندسي، ونشكر الدكتور زهير محمد نيازي مراد مدير عام إدارة الطوارئ والسلامة والنقل الإسعافي بوزارة الصحة والشكر موصول لكل من حضر وللنقيب عبدالله الحارثي. * مواطنة تتصل وتشتكي للعميد سليمان العمرو من وجود مخرج واحد فقط سعته لا تتعدى المتر في مبنى الإدارات النسائية بتعليم البنات، وتقول الشاكية إن المبنى يتكون من ثلاثة طوابق ويضم أكثر من 500 موظفة وعاملة، ورغم أنه يوجد به باب آخر إلا أنه مغلق لأسباب غير معروفة، وتقول إن هذا الأمر يسبب تزاحماً شديداً وتهديداً للسلامة؟ العميد العمرو: نعم بعض المواقع قد نجهل المشكلات التي تعانيها خصوصاإذا كانت مخصصة للنساء، ومثل هذه الشكاوي تكشف لنا الحقائق، ولقد قمت بتسجيل هذه المشكلة لمتابعة حلها إن شاء الله. * مواطنة تعود للتساؤل عن الكمامات ومواصفاتها د. الشمراني: لا بد للكمامات أن تكون ذات مواصفات معتمدة من الجهة المختصة، ولن تطرح أي أنواع في السوق ما لم تكن مطابقة للمواصفات، ولكن يجب على كل شخص أن يحرص على أن تكون الكمامة حديثة الصنع ولا يزيد عمرها بأي حال من الأحوال عن عشر سنوات، حيث - في الغالب - يكون تاريخ الصنع محفوراً عليها، وكلما كان صنعها قد تم حديثاً «خلال سنة أو سنتين..» كان ذلك أحسن. أيضاً أن تكون مخصصة لأسلحة الدمار الشامل الكيميائية، والحيوية، والنووية، وغالباً ما يكتب عليها ثلاثة حروف بالإنجليزية هي MBC. ويوصى أن تكون حواف الكمامة مزدوجة لتوفير حماية أفضل، وأن تكون الأربطة من خمسة إلى ستة لتثبيتها على الرأس. هناك علامات للتأكد من صلاحية الكمامة، ومن الممكن أن يتم طرح كمامات قديمة، وهناك رقابة صارمة جداً على مثل هذه الأشياء، لكن يجب على كل شخص شراء الكمامة من مكان معروف أي من شركة مرخص لها، وأن يتأكد أن هذه الكمامة حديثة الصنع. * هل هناك جهة معينة تنصح بالشراء منها؟ لا تحضرني جهة بعينها، لكن من خلال الصحف نلاحظ أن هذه الجهات تعلن عن نفسها وعن توفر الكمامات لديها. * لكننا نخشى أن نقع في القديم من هذه الكمامات كل شخص يستطيع أن يتبين الجديد من القديم، ثم ان هذه المحلات تقوم بتزويد المشتري بما يؤكد مطابقة المنتج للمواصفات السعودية وصلاحيته من خلال تاريخ صنعه. التطعيمات ضد الأسلحة الجرثومية * وسؤال من نفس المواطنة عن التطعيمات ضد الأسلحة الجرثومية؟ - د. زهير: حالياً التطعيمات التي سمعنا عنها مثل تطعيمات الجدري التي أعطيت للجيش الأمريكي وتطعيمات «الانثراكس»، فالوزارة أعدت نفسها لمثل هذه التطعيمات لكنها لن تبدأ في تنفيذها إلا إذا كان هناك مؤشرات حقيقية لوجود حاجة فعلية لاستعمالها.. وعلى الجميع الاطمئنان بتوفر هذه التطعيمات عند الحاجة. * لن تكون لهذه التطعيمات حاجة إن شاء الله. تخزين الغاز * مواطنة تسأل عن تخزين الغاز وتستفسر هل الأفضل تخزين الأسطوانات الكبيرة أم الصغيرة؟ العميد العمرو: نحن نفضل أن تكون اسطوانة الغاز خارج المنزل وليس داخله، وشركة الغاز الأهلية لا تقوم بتركيب خزانات الغاز إلا وفقاً لاشتراطات الدفاع المدني الخاصة بالمساكن والفلل. * مداخلة من الدكتور نيازي: الحقيقة أن الكثير من المواطنين ينظرون إلى الغاز من ناحية اشتعال الحرائق، لكن هناك جانب مهم وهو الناحية الصحية في حالة استنشاقه، وهو غاز ضار، على المدى الطويل وعلى الكميات الكبيرة في المدى القصير، أما بالنسبة للمدى الطويل، فقد يحدث تسربات بسيطة للغاز حيث يشم أهل البيت والأطفال كميات قليلة على فترات طويلة، وهذا الغاز يسبب مشكلات في الدم، فقد يؤدي إلى أنيميا لربة البيت على المدى الطويل، أما عند التعرض لكمية كبيرة من الغاز في وقت قصير فيمكن أن يؤدي إلى الخمول والكسل ثم يؤدي إلى التأثير على الحواس ثم قد يؤدي إلى الإغماء وقد يتسبب على المدى الطويل في الوفاة. لذلك فإن الاحتياط من الغاز لا ينحصر في تجنب مخاطر الاشتعال، بل يجب الحذر حتى في نطاق الصحة العامة - من استنشاق الغاز. أما إذا حدث حريق لا قدر الله فإن المصاب إذا حدثت له حروق مختلفة الدرجات، فالواجب توفر بعض أساسيات الإسعافات الأولية المنزلية وتوفر المعرفة بهذه الإسعافات لدى أفراد الأسرة، وهذه الأسس الإسعافية يمكن أن تقدم للراغبين من جمعيات الهلال الأحمر من خلال دورات يستطيع الإنسان من خلالها رفع الوعي لديه للتعامل مع مثل هذه الحالات. وإذا حدثت مثل هذه الحالات - لا قدر الله - فيجب ابتعاد الفرد عن منطقة الخطر، ولا بد من تأمين مجرى الهواء وتمكينه من التنفس والتأكد من عدم وجود أي إصابات ناجمة عن الانفجار تؤدي إلى نزيف، وبعد ذلك يتم نقل المريض بالطريقة الصحيحة التي لا تزيد نسبة الإصابة لديه، مع تدفئته ونقله لأقرب مستشفى سواء عن طريق المبادرات الفردية أو عن طريق الهلال الأحمر لتلقي العلاج. * سؤال آخر لنفس المواطنة: هل يمكن الاستعاضة عن الأكل بالفيتامينات؟ الأكل هو العماد ولا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن أن نقول في الحالات العادية إنه يمكن الاستعاضة عنه بالمواد الصناعية، لكن في حالة الترقب لحالات استعمال أسلحة دمار شامل، فيفضل أن يكون لكل شخص مخزون غذائي يكفيه ليومين أو ثلاثة أيام في ملجأ، ويفضل أن يكون هذا المخزون من المواد الطبيعية، التي يحتاجها جسم الإنسان، حيث إن الفيتامينات تساعد جسم الإنسان ولكنها لا تقدم كل ما تقدمه الأغذية الطبيعية من مواد أخرى يحتاجها الجسم. * عودة لاستكمال متطلبات الدفاع المدني في الملجأ المنزلي؟ هناك ضرورة لإيجاد بطانيات ومناشف للاستخدام الشخصي وأيضاً لاستخدامها في سد الفتحات التي قد تكون تحت الأبواب بعد تبليلها بالمياه، أيضاً من المهم جداً أن يتوفر في هذه الغرفة «الملجأ» مذياع وكشاف يعملان على بطارية لاستقبال تعليمات الدفاع المدني، ويجب توفير مستلزمات الأطفال الضرورية ومستلزمات الإسعافات الأولية وخصوصا للأفراد الذين يعانون من أمراض ويستخدمون أدوية على فترات يومية، ونختم بالقول إنه للوقاية من أخطار الأسلحة الكيماوية يتجه الشخص إلى هذا الملجأ المنزلي مع المحافظة على الهدوء وعدم الارتباك والاستماع إلى التعليمات الصادرة من الدفاع المدني، وهناك نقطة مهمة يجب التأكيد عليها وهي أن بقاء الشخص في بيته أو في مكان مغطى فإن سلامته من العوامل الكيميائية تكون سهلة ومضمونة بنسبة 100% إن شاء الله. أما موضوع الغازات فهي مواد كيماوية ترش على هيئة رذاذ تتحول إلى غازات، وهذه الغازات أثقل من الهواء لذلك تكون في الطبقات الأرضية، ووجود الشخص في بيته واتباع تعليمات الدفاع المدني والبقاء في الغرفة المهيأة لتكون ملجأً جيداً تكون السلامة محققة له بإذن الله. وإذا كان لدى الشخص كمامة فهي من أفضل الوسائل للوقاية من المواد المنشورة على هيئة رذاذ أو غازات، حيث يفضل لبس الكمامة أيضاً أثناء بقاء الشخص في المنزل. أيضاً هناك عوامل تؤثر في فعالية الأسلحة الكيميائية، فهذه الأسلحة - كما قلنا - تنشر على هيئة رذاذ أو مواد سائلة تتطاير بسرعة، وتأثير هذه المواد يتوقف على مدن بقائها في الجو أو في المنطقة المعرضة، وهناك عوامل تؤثر في فعالية هذه المواد أهمها درجة الحرارة، إذ يؤثر ارتفاعها عكسياً على ثبات العامل الكيميائي، فكلما زادت درجة الحرارة قلّت فعالية السلاح الكيميائي والعكس صحيح، ويلاحظ أن هناك مواد لا تبقى إلا في حدود عشر دقائق، أو أقل في درجات الحرارة العالية كتلك المشابهة للتي نعرفها في فصل الصيف. أيضاً هناك عامل آخر، يتعلق بطبوغرافية المنطقة وشكلها، فالمواد الكيماوية تتكثف في الأودية وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمباني المرتفعة، والوديان والغابات الكثيفة «على أوراق الأشجار» وكلها عوامل تزيد في استمرارية فعالية المواد الكيماوية لمدة أطول، لذلك نجد هذه الفعالية أقل في المناطق المفتوحة أو الصحراوية لأن عامل الرياح أيضاً مهم، فصحيح أن الرياح قد تنقل المواد إلى مساحات أوسع لكن يتم تشتيت هذه المواد فلا تصل بالجرعات المركزة التي يستهدفها هذا السلاح. هناك أيضاً درجة ثبات العامل الكيميائي فهناك مواد تدوم لفترات طويلة وهناك أخرى تكون بطبيعتها متطايرة وغير مستقرة.. هذه العوامل تأثيرها شديد لكنها لا تبقى في الجو لتحقق آثارها. الكمامات والمرضى * عبدالله العتيبي يسأل عن الكمامات وأثرها على المرضى؟ د. نيازي: الكمامات لا تمنع دخول الأكسجين والربو لا يتأثر باستعمال الكمامات. والكمامات لا تستعمل وحدها بل لا بد أن يوضع عليها فلتر، وهناك نصائح بعدم استعمال هذه الأدوات في أجواء يقل فيها الأكسجين عن 17% أو 20% وطبعاً الجو العادي الذي نستعمل فيه الكمامات به كمية أكسجين كافية ولا أعتقد أن هناك أي مشكلة بالنسبة لمن يعاني من حساسية الصدر «الربو»، لكن طبعاً أي مريض يعاني في وقتها من حاجة إلى الأكسجين فهناك كمامات خاصة يمكن أن تكون متصلة بأسطوانات غاز متصلة بها، وعليه فإن الذي يعاني من نوبة ربو متزامنة مع الحاجة إلى الكمامات فإنه يحتاج إلى تجهيزات خاصة. احتياطات متكاملة * «الجزيرة»: هل تم تدريب الكوادر الصحية على التعامل مع حالات التلوث الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي، وهل هناك كميات دم ومحاليل مختبرات كافية؟ د. نيازي: في الحقيقة هذا السؤال مهم جداً، وطبعاً الوزارة قامت بكل الاحتياجات الخاصة بتدريب الكوادر. وهناك البروتوكولات العلاجية لمعالجة مثل هذه الحالات من التلوث وضعت بالكامل بالتنسيق مع لجان علمية مشتركة ما بين وزارة الصحة ومختلف الجهات المقدمة للخدمات الصحية كالدفاع المدني ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع والحرس الوطني، واجتمعت اللجان ووضعت هذه البروتوكولات. وبعد ذلك تم تعميم هذه البروتوكولات على المناطق الصحية، ووضعت ضمن برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر، وهي برامج موجودة داخل منشآت وزارة الصحة التي تسعى دائماً إلى تطوير قدرات الكوادر الصحية. وقد تم بعد ذلك إجراء تجارب افتراضية لمنسوبي الوزارة وعقدت دورات طبية بالتنسيق مع الخدمات الطبية في القوات المسلحة سواء في الرياض أو مكةالمكرمة أو المنطقة الشرقية، وتم تدريب أعداد كبيرة من منسوبي الوزارة على التعامل مع مثل هذه الحالات للتأكد من مستوى التدريب. * «الجزيرة»: وهل تم تزويد مناطق المملكة باحتياجاتها الاحترازية؟ نعم كافة مناطق المملكة زودت باحتياجاتها الحالية وبمخزون لعدة شهور قادمة للتموين الطبي من الأدوية والمحاليل، وكما قلنا تم توفير اللقاحات والأمصال لاستعمالها عند الضرورة وكذلك الأدوية التي تستعمل عند استخدام أسلحة الدمار الشامل لا قدّر الله. الاحتياط واجب * «الجزيرة»: تحدث العميد سليمان عن الطمأنينة التي يعيشها الإنسان السعودي الذي هو بمنأى عن أي معادلة في هذه الحرب، وما نناقشه هو فقط الاحتياطات التي تعطي المعلومة عن جاهزية القطاعات المختصة.. ويبدو سعادة العميد أن لديك حساً تفاؤلياً نستشعره بشكل دائم.. فماذا تقول لنا في هذا الجانب؟ أولاً: الاستعداد واجب، وأخذ الاحتياط واجب، والعلم بالشيء خير من الجهل به، وانطلاقاً من هذا المبدأ اتخذت المديرية العامة للدفاع المدني كافة الاحتياطات اللازمة وأعدت الكثير من الرسائل الإعلامية والنشرات التي تهدف إلى توعية المواطن. أما بالنسبة للمخاطر الكيميائية، ففي اعتقادي أنه لا توجد مخاطر لأننا لسنا طرفاً في المشكلة ولا أتصور وجود أي مخاطر كيميائية علينا بمشيئة الله. لكن الاحتياط واجب ويجب أن نتخذ الاحتياطات ويجب أن يكون لدى المواطن وعي ومعرفة بالمخاطر الكيميائية حيث أصبحت المخاطر موجودة في كل مكان، حيث ان المواد الكيميائية أصبحت تصنّع الآن حتى في المدن الصناعية، فلو حدث تسرب لهذه المواد الكيماوية فالواجب على السكان معرفة كيف يتصرفون إزاء هذه المواد واتقاء مخاطرها، بمعنى أن المخاطر الكيماوية ليس شرطاً أن تكون حربية. ترحيب لاحق! * «الجزيرة»: لقد قطعت علينا الاتصالات فرصة الترحيب بكم وشكركم على استجابتكم للدعوة، ونحن فخورون جداً بهذا التواصل وإن شاء الله يستمر هذا التواصل باتجاه تكاملي فنحن نعتبر أنفسنا رجال أمن في قطاع الصحافة وأنتم صحفيون في قطاع الأمن لنشر الوعي وتطمين الإنسان السعودي وبلادنا تحتاجنا جميعاً كل في خندقه وموقعه شكراً مرة أخرى باسم رئيس التحرير وباسم جريدة «الجزيرة». العميد العمرو: وأنا أكرر الشكر، وقد سبق أن تكلمت وقلت إن الدفاع المدني لا يمكن أن ينجح عمله إلا بالتواصل مع الجمهور، وهذا التواصل لا يمكن أن يتم إلا من خلال وسائل الإعلام، ودعوتكم لنا لهذه الندوة ومحاولة الاتصال مع الجمهور و تبيين بعض الحقائق والأمور والجوانب التوعوية هي خطوة مهمة، ويجب أن نتواصل بشكل مستمر لأن نقل الرسالة الإعلامية الهادفة التي ترمي إلى توعية المواطن شيء مطلوب، وأنا أعتبره واجباً، وإذا لم نتصل مع المواطن ونعرف ما لديه من مشاكل وكيفية تعامله مع الدفاع المدني، فهذا شيء مهم ويجب أن يستمر ولا بد من إيصال الرسالة، وكذلك نعرف ما يراه المواطن بشأن أعمالنا ومدى رضاه عما نقدمه من خدمة ونحن نتقبل أي نقد وأي اقتراح لكي نصحح أي أخطاء إذا كان هناك أخطاء. «الجزيرة»: شكراً سعادة العميد سليمان عبدالله العمرو مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، شكراً للنقيب الدكتور عبدالله عبدالرحمن الشمراني مدير شعبة التخطيط الهندسي، ونشكر الدكتور زهير محمد نيازي مراد مدير عام إدارة الطوارئ والسلامة والنقل الإسعافي بوزارة الصحة والشكر موصول لكل من حضر وللنقيب عبدالله الحارثي.