كلنا يعرف ماذا تعني رياضة الفروسية على امتداد التاريخ العربي وحجم تعلق العرب الأصلاء بها وتباهيهم بالفرسان والفروسية.. بل إن الفرسان عند العرب لهم مكانة عظيمة ويخلد التاريخ أسماءهم.. حيث أن لهم كلمة الفصل في المعارك الطاحنة.. ومن هنا.. فإننا لا نستغرب أبداً.. أن نرى في بلادنا الغالية.. مهد العرب الأصلاء.. نرى التنافس والتسابق والسعي لإيجاد مضامير وميادين لسباق الخيول في أكثر من منطقة وأكثر من مدينة.. وأن نشاهد ذلك التنافس الكبير بين الفرسان.. وأن نعايش ذلك الحضور.. وذلك الاهتمام الجماهيري المتزايد بهذه الرياضة العربية الأصيلة. * وعندما نتحدث عن اهتمام أبناء هذه البلاد بتلك الرياضة الأصيلة وتعلقهم بالفرسان والفروسية.. فلا نستغرب أبداً.. أن يكون في مقدمة هؤلاء.. أبناء مدينة «رماح» الذين كان لهم مواعيد طوال التاريخ مع البطولات والأمجاد والشجاعة.. * ولستم في حاجة للحديث عن أهالي رماح.. وسكان هذه المنطقة وعلاقتهم بالفروسية والبطولات.. فكل ذلك معروف للجميع.. ودور رجال رماح.. لا يجهله أحد.. ولهذا كما قلت.. ليس مستغرباً أن يكون ميدان رماح للفروسية من أوائل الميادين التي شُيدت في هذا الوطن.. ويكون أبناء رماح.. هم السباقون لهذه الرياضة الأصيلة منذ عدة سنوات.. ويكون لرماح وأهالي رماح.. حضور فاعل في ساحة الفروسية.. بطولاتها وجولاتها وما تحمل من منافسات مشهودة.. ليحقق أبناء رماح.. مراكز متقدمة.. ويسجلون تفوقاً ملحوظاً.. ويجذب ميدانهم آلاف العاشقين لهذه الرياضة الأصيلة. * كما أننا أيضاً.. لم نستغرب أن يفوز ميدان رماح بعشرات البطولات.. وكان من أواخرها.. فوزه بالمركز الأول في مسابقة كأس عز الخيل.. الذي نظمه ميدان الجنادرية الأخير.. وهي جائزة مشهودة معروفة.. لها مكانة كبرى لدى المهتمين برياضة الفروسية.. حيث استلم هذه الجائزة الكبيرة مدير ميدان رماح الشيخ فلاح أبو ثنين معرباً عن فخره واعتزازه بالحصول على هذه المكانة الكبرى لهذا الميدان الفروسي البطل.. وهذا بدون شك.. يضاف إلى أمجاد وبطولات أبناء رماح.. الذين لهم دوماً.. مواعيد مع البطولات.. بل هم أهل البطولات وليست جديدة ولا غريبة عليهم. * نحن كمهتمين ومتابعين للفروسية.. نجزم أن هذه الجائزة الكبيرة.. جاءت في مكانها الطبيعي.. وجاءت متوجة لبطولات حققها أبناء رماح في ميدان الفروسية.. ميادين الشهامة والبطولات والأمجاد. * هل تصدقون أننا كنا نسمع عن سباقات فروسية رماح قبل أن نعرف حتى التليفزيون.. ونعرف أن هناك سباقات فروسية ومنافسات في هذا المضمار.. وأنه يشهد حضوراً كبيراً قبل أن تأخذ سباقات ورياضة الفروسية هذا الوضع الذي أخذته؟! * إن فوز أبناء رماح.. بقدر ما أسعدنا واستبشرنا به لأنه بالفعل.. تتويج لجهود رجال يستحقون التكريم ويستحقون الفوز دوماً.. ويستحقون مراكز متقدمة في الفروسية.. لأنهم.. هم أهل الفروسية.. أقول.. بقدر ما أسعدنا.. إلا أنه لم يكن بشرى لأهالي رماح.. بل بشرى لنا جميعاً لأننا ندرك أنهم حصلوا عليه بكل كفاءة واقتدار. * رماح.. كلها فرحت واحتفلت بهذا الإنجاز الفروسي الكبير.. كما هو شأنها دوماً في كل إنجاز بطولي تحتفل به.. وأبناء رماح.. أضافوا لرصيد البطولات.. بطولة أخرى.. ليؤكدوا دوماً.. أن الفروسية لهم.. وهم أهلها.. وأن التاريخ دائماً يعيد نفسه.. وأهالي رماح.. عندما يفرحون ويحتفلون بمثل هذه الجائزة.. لأنهم يدركون ماذا تعني وماذا تعني الفروسية؟ ولأنهم شيباً وشباباً.. ورجالاً ونساء.. يعرفون جيداً أهمية أن تكون فارساً بطلاً. * تهنئة صادقة لأهالي رماح.. ليس بهذه الجائزة فقط.. وإن كانت جائزة كبيرة.. بل بأمور أكبر وأكثر من ذلك.. وهو اسم وتاريخ وبطولات وأمجاد رجال رماح.. * تهنئة بكل ذلك مجتمعاً.. وإذا لم تكن جوائز الفروسية لكم.. فلمن تكون؟ وإذا لم يكن أبطال الفروسية أنتم.. فمن سيكون؟!