- طبلة الاذن تشكل الجدار الخارجي لحجرة الاذن الوسطى، وهي الجزء الضعيف من الاذن الوسطى، في حين ان باقي جدران الاذن الوسطى عظمي. لطبلة الاذن دور اساسي في نقل الصوت، فباهتزازها تتحرك عضيمات الاذن ناقلة الصوت الى سائل الاذن الداخلية ومن هناك عبر القوقعة فالعصب السمعي فالمراكز العليا في الدماغ حيث يتم تفسير الصوت. اذا طبلة الاذن تلعب دورا اساسياً في السمع، ومن هنا جاء الاهتمام بها، والحفاظ عليها اخذ حيزا هاما في عمليات الاذن والتي منها عمليات بذل الطبلة والتي تساعد الى حد كبير في استرداد قوة السمع الى الوضع الطبيعي. نعود الى الاذن الوسطى، فهي ايضا تتصل بالجزء العلوي للحلق والخلفي للانف من خلال قناة استايكوس، هذه القناة لها دور اساسي لا يقل عن دور طبلة الاذن، اذ ان دورها يعتبر مكملا وهاما للحفاظ على ضغط الاذن الوسطى وتهويتها كوظيفة اساسية ناهيك عن وظائف اخرى. فاذا ما حصل اعتلال هنا او هناك بجوار الفتحة السفلية للقناة، فان ذلك يؤثر سلبا على وظيفة الاذن الوسطى في نقل الصوت اضافة الى امكانية حدوث التهاب الاذن الوسطى وغيرها. من هنا ومما اسلفت اردت ان احيطكم بشيء عن جزئين هامين من توابع الاذن الوسطى الطبلة وقناة استايكوس. ماهي العوامل التي تؤثر سلبا على وظيفة قناة استايكوس؟ 1- اعتلال في العضلة المسؤولة عن فتح القناة. 2- تورم الاغشية المبطنة للقناة ناتج عن التهاب في الجوار كأن يكون التهاب اللحميات، او اللوزتين، او الجيوب الانفية او حتى حساسية الانف احيانا. 3- انغلاق الفتحة السفلية للقناة ناتج عن تضخم اللحميات الخلف انفيه. 4- وجود ورم سرطاني في الفتحة السفلية للقناة. اذا ما حدث اي من العوامل السابقة ، فان ذلك سيؤدي الى ما يلي: اولا استسقاء الاغشية المبطنة للاذن الوسطى. ثانيا- رشح سائل من الاغشية المتورمة داخل الاذن الوسطى. ثالثا- تصلب مفاصل العضيمات الصغرى في الاذن الوسطى ناتج عن سحب الطبله للداخل. الاعراض الناتجة عن تشكل السائل داخل الاذن الوسطى هي: 1- الشعور بضغط داخل الاذن وخصوصا اذا حدث ان تعرض المريض لالتهاب حاد في الحلق واللوزتين. 2- الم في الاذن احيانا مصحوب بضعف في السمع. 3- سماع اصوات وطقطقة في الاذن عند التثاؤب او البلع. بعد سماع المريض وفحصه يجري فحص مرونة الطبلة وضغط الاذن الوسطى للتأكد من التشخيص. العلاج: بداية يقوم الطبيب بعلاج المريض بالادوية ولفترة محدودة حسبما يراه مناسبا، فاذا ما وجد استجابة فانه يستكمل العلاج، اما اذا لم تستجب سيلجأ الطبيب الى المداخلة الجراحية والتي تتلخص فيما يلي: اولا- يدخل المريض للمستشفى وتجرى له فحوصات الدم، وفحص سريري كامل للتأكد من خلوه من الامراض التي قد تعيق الاجراء الجراحي تحت البنج العام ثانيا- تجرى عملية بذل الطبلة للاذن المصابة تحت البنج العام وباستخدام الميكروسكوب الجراحي، حيث تشفط السوائل المتجمعة خلف الطبلة من خلال فتحة صغيرة، وبعد الانتهاء من هذا الاجراء، يتم زرع انبوب التهوية في تلك الفتحة التي تم إجراؤها سابقا وذلك للحفاظ على تهوية الاذن الوسطى كبديل مؤقت لقناة استايكوس، وفي الغالب يبقى هذا الانبوب في الاذن لمدة تصل ما بين ستة اشهر وسنة، تلفظه الاذن بعدما يكون قد ادى واجبه تماما. ايضا قبل ان انهي يتم اجراء عملية بذل الطبلة ايضا في حالات التهاب الاذن الوسطى الصديدي الشديد الالم حيث تكون الطبلة منفختة ولا يخرج الصديد، فيجب اجراء العملية في هذه الحالة ولا يزرع انبوب للتهوية. بقي ان نذكر انه بعد اجراء العملية يجب المحافظة على الاذن جيدا، فلا يسمح بدخول الماء للاذن قطعيا لان ذلك يؤدي الى حدوث التهاب في الاذن الوسطى، وذلك عن طريق وضع قطنه مبلله بالزيت ومعصورة جيدا او باستخدام سدادات الاذن عند الاستحمام او عند غسل الرأس. (*) استشاري انف واذن وحنجره بمركز النخبة الطبي الجراحي - الرياض