خلق المولى جلت قدرته عباده ومعهم أرزاقهم محددة، محسوبة، ولكل فرد طاقة وقدرة يسخرها بعون خالقه ليكسب رزقه.. لكن المشكلة تكمن في أن الكثير من العباد تفوق طموحاتهم وآمالهم تلك القدرات والطاقات الخاصة بهم، فنجد أن البعض يحلم بأن يصبح مليونيراً بين ليلة وضحاها، والآخر يتخيل نفسه مديراً ووزيراً. لكن هل القدرات توازن تلك الأماني.. من هنا يبدأ ما يسميه علماء النفس بالصراع الداخلي واللهث وراء السراب أمل بلا سند يدعمه.. وطموح بلا قدرة توصله.. وأحلام وتصور بلا أساس يسنده، ويزداد التعلق والتمسك بهذا الحلم كلما شهد غنياً أو دخل على مديره أو لم تسر الحياة بما يتراءى له هواه، والنتيجة هي الإحباط أولاً ثم النقمة على العيش والمعيشة وقد يتجه البعض إلى ارتكاب الجرائم للوصول إلى حلمه ومراده. لذا نجد أن مقولة رحم الله امرأ عرف قدر نفسه تنطبق بشدة على هذه الشريحة الكبيرة التي يعج بها مجتمعنا والتي زادت بصورة مقلقة لقلة الوازع الديني إلى جانب ما تعرضه القنوات الفضائية من إسفاف والذي من شأنه تدمير أجيال قادمة في غفلة من القائمين على شؤون التربية. المهم أنه تبقى الرقابة الأسرية والتنشئة السليمة هما الأساس الذي يمكن ان يقاوم ما تفرزه الحضارة الحديثة من سموم، وما تفيض به النفس من اعوجاج ثم يأتي الدور الأهم على فئة المعلمين فهم بحق رسول هذا الزمن.. فهل ستنجح رسالتهم أم ستقضي عليها ما تخفيه لنا الأيام المقبلة. [email protected]