يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «من حكم ولم يفرط في أمره عاش في الدنيا سعيداً».وكذا شاعرنا الأمير عبدالعزيز بن سعود يشركنا معه في يوم سعادة ومعايدة لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في يوم سعادة وفرحة في يومٍ يرى فيه السعادة لأنه لم يفرط في حكمه، وشاعرنا كانت معايدته بقصيدة ملأ بها سماء الوطن فرحة وتبريكات واحتفالات بحلول العيد ليصافح بها إنجازات خادم الحرمين الجمة ويعلن تجديد الولاء.. يقول السامر في فاتحة أبياته: صفوة ملوك المسلمين من كوّن آدم والسلام مجده رياض الصالحين الشاهد البيت الحرام وهنا يذكرنا السامر بحقيقة رغم انها واضحة وجلية، يذكرنا بشرف عظيم ليس من السهولة الوصول اليه او الحصول عليه، يذكرنا بأن خادم الحرمين الشريفين هو صفوة ملوك الدنيا منذ أن بدأ الله الخلق حتى وقتنا الراهن.. ودعونا نتناول البيت من ناحية فنية ولغوية..بدأ السامر الشطر الأول بكلمة معبرة ورنانة «صفوة»، ومن ثم اخذ يبني قصراً زيّنه بكلمات من العسجد، فأتى بكلمة «ملوك» و«المسلمين» و«مجد» و«رياض الصالحين»، و«البيت الحرام» لتكن لبنات وأساساً.وأتى بشواهد حقيقية لتبين مصداقية كلامه، فالبيت الحرام اصدق دليل، وأعظم عمل أنجزته اليد البشرية. وهنا وظّف السامر عامل التشويق بحرفية الشاعر المثقف الواعي والمتمكن من أدواته الفنية واللغوية، فالقارئ طوال قراءته للبيت الأول والثاني ينتابه حالة من حب الاستطلاع لمعرفة من هي تلك القامة التي تتوافر بها كل تلك الأوصاف العظيمة، وما بين تشوق القارئ لمعرفة هذه القامة، وحسن اختياره للصورة والمضمون يتوج السامر بيتيه السابقين بتاج الحقيقية: فهد العرب دنيا ودين بالفعل ما هو بالكلام يقول سيد قطب: «من عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً». وشاعرنا هنا اراد ان يؤكد على ان خادم الحرمين الشريفين لم يعش لنفسه بل عاش للجميع من عرب ومسلمين، بل عاش للإنسانية جمعاء لنصرة حقوقها، كما اشار الى كمال العطاء، فكما اشاد المساجد وتكفل برعاية الأيتام والمعوزين في جميع انحاء العالم، كذلك اهتم بنواحي الدنيا التي تمس الشعوب العربية والإسلامية، والتي لها علاقة بشكل او بآخر بوحدة الصف وعزة الدين.ولعل الخطابات الرنانة التي يطلقها بعض الزعماء لخدمة الشعوب ليست في قاموس خادم الحرمين الشريفين، ولكن الفعل كان هو الفيصل، فالمساجد والمواقف والشعوب تشهد بأفعال خادم الحرمين العظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين خاصة والإنسانية عامة. من فضل رب العالمين نوره كشف ستر الظلام يخلي القاسي يلين بحدٍ يقص به العظام ولا شك ان الفضيلة والشخصية القيادية والحزم عوامل لا بد من أن تتوافر في القائد الناجح وهذه جميعها توفرت في خادم الحرمين الشريفين، وهذا ما أشار اليه شاعرنا في البيتين السابقين. غانم ويحكم غانمين وصاروا على أفضل ما يرام يقول المثل:«الشعوب مرآة حكامها». وشعب يحكمه رجل بمكانة خادم الحرمين الشريفين أقل ما يقال عنه «غانم» فمن الطبيعي ان شعبه لابد ان يكونوا غانمين كقائدهم يتصفون بصفاته وينهجون منهجه. فهد الوفا طول السنين ما قد وطا حد الملام بدأ شاعرنا هذا البيت باسم خادم الحرمين الشريفين وأضاف له كلمة الوفاء لتكون سمة بارزة يدخل بها معالم الفكرة التي جعل أساسها «فهد الوفا» وبناءها الباسق، والذي شيده بمواقف الوفاء والتي جعل مضاداً لها حد الملام. جنبه على الكايد متين عظيم من قومٍ عظام يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه: «القوة مجد الرجل». وقوة قائدنا في إيمانه بالله وحكمه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا غرو في ذلك فوالده موحد أشلاء هذه الجزيرة الملك عبدالعزيز بن سعود كان مثالاً في القوة والشجاعة والتضحية والتمسك بالدين وبمنهجه. له طايعين سامعين شعبٍ على الشدة حزام على الغلا له مجمعين بالحب والمسك الختام وبعد أن سطر شاعرنا عدداً من الصفات التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين، اخذ يجدد الولاء، ويعبّر عن الغلاء الذي يسكن في افئدتنا لقائد نهضتنا ومثبت دعائمها.وفي الحقيقة ان هذه القصيدة من أعذب القصائد التي تغنت بإنجازات خادم الحرمين الشريفين في أسلوب سهل ممتنع حوى وأوفى وكانت بمثابة المعايدة المتواضعة من أبناء هذا الشعب الى قائدهم الوفي.