أمَّ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء المصلين وألقى خطبة استهلها بحمد الله والثناء عليه سبحانه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر، ودعا الناس إلى تقوى الله في السر والعلن وتوحيده واقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم واتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالهم وأقوالهم، وبين فضيلته ان مراد الله من خلق الجن والانس هو لعبادته مخلصين له الدين وبين لهم كل امور الدين يستبصرون فيه وأعطى العبد الاختيار بين كل ما يتعلق بالدين من التعامل والحكم بين الناس واقامة العدل وهيأ من الاسباب الشرعية والكونية مما يجعله صالحا للانسان. وحث فضيلته على التمسك بكلمة التوحيد التي كلفنا الله بها وحذر من مخالفتها وقال «ان أصل الدين» لا إله إلا الله وهي كلمة لاجلها ارسل الرسل وانزل الكتب وقام عليها الجهاد وخلق الله لاجلها الخلائق أجمعين، وبين ان كلمة التوحيد تفرق بين الاسلام والكفر والهدى والضلال. وأكد ان المسلم يجب ان يدعو الله عزوجل لقوله تعالى: {ادًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍمً} مشيرا إلى ان الذبح والنذر لله عزوجل والطواف حول بيت الله ولا يجوز الطواف بقبر نبي ولا ولي ولا صالح ولا سحر ولا حجر، وتحدث عن العقيدة الصحيحة للمسلم فقال: ان المسلم يؤمن بالملائكة وانهم خلقوا من نور ويؤمن بهم اجمالا وسمي بأسمائهم وما أوكلوا به كما يؤمن المسلم بالكتب التي انزلها على أنبيائه كافة فنحن نؤمن بالتوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم. وبيّن ان القرآن الكريم هو خاتم الكتب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. مصداقا لقوله تعالى: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ} كما اننا نؤمن برسل الله وجعلهم متفاوتين بالفضل وان محمداً هو افضلهم وخاتمهم، وبين ان المسلم يؤمن بالقضاء والقدر كما ان كلمة التوحيد تلزم قائلها بالالتزام باركان الاسلام، وأكد فضيلته ان الاسلام دين رحمة والرسول صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ } حيث رحم الله المسلمين بهذا الدين واستنقذهم من الفوضى بعد ان كانوا بالجاهلية فهذب الاسلام أخلاقهم فلا استقامة لهم الا بالدين إلا اذا صح دينهم نتيجة العمل الصالح. واشار إلى ان كلمة التوحيد تلزم بالايمان بالرسل الذين ذكرهم الله لنا بالقرآن الكريم ومحمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الانبياء والرسل. وحث فضيلته على الدعوة إلى الاسلام مؤكدا ان هذا أمر مطلوب من الجميع ويجب ان نبذل الغالي والنفيس من أجل هذا الدين مستشهدا بما بذله الدعاة والعلماء والمجاهدون منذ فجر الاسلام إلى اليوم ومشيرا إلى ان الله عز وجل يهيئ في كل عصر من يدافع عن دينه. وتناول فضيلته في خطبته دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقال: ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب نذر نفسه لدعوة الله وصبر على شظف العيش فكان الامام محمد بن سعود الذى حمل هذه الدعوة مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجاهدا في سبيل نشر دعوة التوحيد مبينا ان الاعداء تحدثوا في ذلك بما تمليه عليهم نفوسهم وقالوا عن هذه الدعوة انهم الوهابية وانهم مكفرون للمسلمين وانهم ارهابيون. وأكد ان هذه الدعوة المباركة دعوة الاسلام ولا تختلف في المذاهب الاربعة واجماع الامة بل هى دعوة إلى جذور الاسلام، وحذر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام وقال: ان العدو كشر عن أنيابه ويحارب ديننا ويسعى جاهدا لابعاد المسلمين عن دينهم، مشددا على اهمية تمسك المسلمين بدينهم وقال: فهذا الطريق لدحر الاعداء.. فالاخلاص في العبادة والابتعاد عن المعاصي مثل الزنا والخمر والسحر والعودة إلى الاسلام هو السبيل لوحدة الامة وصيانة عقيدتها مستشهدا بقوله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا إنَّمّا الخّمًرٍ وّالمّيًسٌرٍ وّالأّنصّابٍ وّالأّزًلامٍ رٌجًسِ مٌَنً عّمّلٌ الشَّيًطّانٌ فّاجًتّنٌبٍوهٍ لّعّلَّكٍمً تٍفًلٌحٍونّ} وحث على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مشددا على ان الاعداء لن ينالوا من الاسلام اذا تمسك المسلمون بدينهم لان الامة اذا عادت إلى دينها فلا يوجد قوة تقهرها فالله عزوجل يقول: {إنَّ الّذٌينّ قّالٍوا رّبٍَنّا اللَّهٍ ثٍمَّ اسًتّقّامٍوا فّلا خّوًفِ عّلّيًهٌمً وّلا هٍمً يّحًزّنٍونّ}. ودعا فضيلته المسلمين إلى ان يوطدوا أنفسهم عند المحن بالصبر والاحتساب ولا يكونوا امعات ان احسن الناس احسنوا وان أساء الناس أساؤوا بل يجب على المسلم ان احسن الناس احسن وان أساؤوا ابتعد عن إساءتهم، وحذر من اولئك الذين يجدون في الفتن مرتعا خصبا لبث شرورهم وبلائهم تحت ستار الوطنية تارة وحماية الحقوق تارة اخرى ويتسمون بالدين لتحقيق مآربهم الخبيثة ومكائدهم في الاسلام وأهله. وأشار إلى ان الامة مستهدفة في دينها واخلاقها واقتصادها حيث يحاول الاعداء زعزعة الدين والتشكيك بثوابته ومسلماته لان الامة اذا تخلت عن دينها ذلت وهانت مستشهدا بقوله تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ}.