ان المتتبع لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز منذ أن تولى وزارة المعارف سنة 1373ه حتى يومنا هذا يتبين له أن قضية خادم الحرمين الشريفين الاساسية هي تنمية إنسان هذا الوطن بالمعنى الشامل للتنمية والارتقاء به من خلال التعليم والتدريب والتثقيف في سلم الحضارة الإنسانية، وبقي حفظه الله يرقب هذا التطور ويعمل من اجله خلال هذه الحقبة الطويلة بنفس راضية مطمئنة وبسعادة لا يعدلها سعادة وهو يرى أبناء شعبه يحولون بلدهم في فترة وجيزة إلى بلد متحضر يقف على قدميه بثبات وبشخصية عربية إسلامية علمية قوية بين أمم الأرض وشعوبها. والملك فهد بن عبدالعزيز الذي بذل جلَّ وقته لشعبه فإنه استطاع أن يوازن بين مصالح هذا الشعب وعلاقاته مع دول العالم في ظل صراعات عالمية شرسة. كما أن قلب الملك فهد بن عبدالعزيز كان يمتلئ حباً وحماساً لأمته العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء بغية إحلال السلام والعدل والرخاء والمحبة بين شعوب الأرض كافة فقد كان يبادر للحضور بثقله الفكري والسياسي وبثقل دولته في مناطق الصراعات العالمية لحل النزاعات والخروج من الأزمات الكبرى دون خسائر أو بأقل الخسائر. وهو عندما يُعطَى جائزة المدينة النبوية فهي جائزة لا تقاس بحجمها أو بمساحة المنطقة التي تعطى عنها ولكن لها معنى عظيماً وكبيراً فهي جائزة المدينة النبوية التي احتضنت الرسول الكريم والدعوة الإسلامية عندما اقفلت السبل في وجه هذه الدعوة ومنها انتشر نور الإسلام ليصل بها إلى أقصى الدنيا حتى بات اليوم يشع ضياءً وتألقاً في كل المعمورة وأتباعه يصلون إلى ما يقارب من المليار ونصف المليار مسلم. فالمدينةالمنورة التي حضنت خادم الحرمين الشريفين بهذا التكريم هي المدينة التي تشد الرحال إلى مسجدها العامر الذي فيه قبر منقذ البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهذه الجائزة لا أخالها إلا من أهم الجوائز وأغلاها وأرقاها لأنها جائزة المدينة المنسوبة لنبي هذه الأمة فشكراً للرجل النبيل والأمير الذكي الماهر مقرن بن عبدالعزيز الذي وفق أيما توفيق هو وهيئة الجائزة في تزكية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لنيلها. وأظن الجائزة من اليوم وصاعداً ستأخذ منحنى آخر ومعنى له جرسه الأدبي بعد أن كان أحد فرسانها .. «فارسها الأول» هو خادم الحرمين الشريفين الذي فتح خزائن دولته لإعمار مسجد المدينة النبوية بصورة لم يشهدها التاريخ ولن يشهدها من بعد هذه العمارة التي نفذت بأجمل صورة وأرقى تصميم وأفضل تقنية فجزاه الله عن هذا العمل المبارك خير الجزاء واسبغ عليه ثوب الصحة والأمن والاطمئنان.