سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضرما سنابل القمح سعف النخيل 4/6 «المسحب» كان يمثل المركز التجاري للبلدة القديمة
بعض المنازل كانت تعمل كمصانع للأشغال اليدوية
الأثل والجريد لأسقف المنازل والحجر للأساسات
حلقات أعدها: إبراهيم المعطش - عبدالعزيزعبد الله الجريسي: الحرف اليدوية وأشغال السكان عامة هي موضوع حلقة اليوم التي نتابع نشرها عن محافظة ضرما. وتعد الزراعة والتجارة أهم ما كان يعمل به السكان. الحرف كان سكان ضرما في الماضي يزاولون حرفا متعددة يسدون من خلالها احتياجاتهم واحتياجات اسرهم الاساسية معتمدين في ذلك على ما ورثوه من معارف ومهارات عن اسلافهم وعلى ما كان يتوافر لديهم من ادوات ومن مواد محلية وهي تظهر قدرة انسان هذه الأرض في الماضي على استخدام ما كان متاحاً للوفاء باحتياجات الفرد والمجتمع ومن ابرز اعمال السكان: الزراعة كانت الزراعة في الماضي تشكل مورداً اساسياً للرزق وكان اقتصاد ضرما يرتكز على مدخولات هذا النشاط مما جعل الزراعة المهنة الرئيسية في البلدة وهي حرفة اكسبت ضرما شهرة بين الاماكن في منطقة الرياض «العارض». وكانت الزراعة تمارس من قبل معظم السكان وكانت الاساليب المستخدمة بدائية والامكانيات محدودة فكان حفر الآبار يتم بطريقة يدوية ودفع المياه من الابار بواسطة الدواب كالجمال او الحمير او الابقار التي تتحرك في منحدر وتسحب الحبل وكان على كل بئر حوالي 6 قرب تعلق على عجلة «محالة» ترتكز على اركان البئر «زرانيق» وتفرغ الماء في المصب «اللذا» ومنها تصل المياه الى حوض التوزيع الرئيسي الجابية ثم عبر القنوات الترابية «السواقي» الى الاحواض المستطيلة الشكل «الاشراب» وهي غالباً للحبوب والاعلاف او الشريطية «المشاعيب» وتخصص عادة للخضار والبطيخ وعملية حرث الأرض كانت تتم بالايدي باستعمال المسحاة او بمحراث خشبي تجره الدواب وتسمد الأرض بالسماد الطبيعي من مخلفات الحيوان. وكان الحصاد في الماضي يتم باستعمال المنجل «المحش» اما عملية فصل الحبوب من القش فكانت تجري بمساعدة الحيوان حيث تجمع اعواد السنابل وتوضع في مكان مخصص لهذا الغرض يسمى «القوع» على شكل دائري وتدوسه الحيوانات من الابقار والحمير في حركة دائرية ويتبع ذلك مرحلة الذراية برفع ماديس بالأيدي وبمساعدة الرياح يحصل المزارع على الحب خاليا من القش «التبن» ثم يجمع المحصول في اوعية الحفظ وكانت بعض المزارع في الماضي مستأجرة بجزء من المحصول مثلاً 150 160 صاعاً للموسم الواحد وكان هناك بعض العاملين بأجر يحصل كل عامل منهم في حدود 150 صاعاً اضافة الى مطعمه ومشربه واحياناً يحصل الا يغطي المحصول تكاليف العمل الزراعي خاصة اذا تعرض لآفة او صقيع فيصبح المزارع في هذه الحالة مدينا. وفي الغالب يحصل الفلاح على دخل جيد وبالذات اذا سقطت امطار بكميات كبيرة قبل نضج المحصول فمثلاً 200 300 صاع كانت تعطي في المتوسط حوالي 5000 6000 صاع اي كل صاع ينتج عنه ما يقارب 20 25 صاعا فالغرب الواحد يعطي في المتوسط نحو 1200 1300 صاع. المحاصيل الزراعية المحاصيل الزراعية الرئيسية التي كانت معروفة في تلك الفترة تشمل المحاصيل الشتويه كالقمح والشعير اما المحاصيل الصيفية فمنها الذرة والدخن والتمور بانواعها والبرسيم وكان الزراع في الماضي يعملون في فصلي الشتاء والصيف وكان الدخل من الزراعة متواضعا يسد بعض حاجات السكان الاساسية واعتاد المزارع في الماضي تسويق مايفيض من القمح والثمر في سوق البلدة والبعض يسوق في مدينة الرياض بينما المحاصيل الاخرى غالبا ما تزرع بغرض سد حاجة الاستهلاك المنزلي كالقرع، اللوبا، الباذنجان، الفلفل، البطيخ، الترنج، الرمان، العنب، وبعض المحاصيل كالاعلاف وبالذات البرسيم. وتغطي المزارع وبساتين النخيل مساحة كبيرة من اراضي ضرما وتختلف هذه المزارع في مساحاتها فبساتين النخيل تتسم بصغر المساحة بسبب تفتتها بحكم عامل الارث فتتراوح مساحاتها في المتوسط بين هكتار ونصف هكتار بينما تتصف المزارع الخارجية والقصور حيث تزرع محاصيل الحبوب بكبر مساحاتها 24 هكتارات والمزارع المعروفة في الماضي يمكن تصنيفها الى مجموعتين: مزارع داخل البلدة وتغلب عليها زراعة النخيل والاعلاف وبعض الخضار حيث تمارس هنا الزراعة المختلفة وفي كل مزرعة تربى بعض الاغنام والماعز والأبقار والدواجن لسد حاجة اصحابها ومن هذه المزارع من الشمال نحو الجنوب الشرقي مزارع النصارى الحسيني، السمال، السحرا، الحوشة، الحويشات، الفرغ، البديع، الجعيثين، الرميلة، القرقص، وغيرها من المزارع. اما المجموعة الثانية فتشمل المزارع خارج البلدة وكانت تعرف بالقصور وتخلو من اشجار النخيل وتزرع بشكل فصلي محاصيل القمح والذرة والشعير وكانت المحاصيل هنا تتأثر كثيراً بما يصيبها من صقيع او آفات زراعية او غزو الجراد وهو اخطرها لعدم توافر وسائل واساليب مقاومة الافات انذاك. ومن مزارع القصور المعروفة مزارع الجميد، لماع، قروان، قصر حسن، الوسيطي، فيضة، ابا الخيل، قصر غنام، التمامي، قصر علي. وكان يشترك في زراعة المزارع التي تقع خارج البلدة عادة مابين 2 6 أسر حسب حجمها وحاجتها لليد العاملة ومازال بعض من هذه المزارع حتى الان قائما فيما اختفى بعضها خاصة تلك الموجودة في البلدة بعد سنوات الجفاف المتعاقبة وهجرها من قبل اصحابها، وتحولت المزارع الخارجية والقصور الى مزارع حديثة تعتمد على الاساليب والوسائل الحديثة . كما تحولت ملكية بعضها الى مستثمرين من خارج المدينة فقد اتسعت مساحاتها واصبحت تنتج القمح والخضار بكميات كبيرة وتسوق منتجاتها داخل وخارج المملكة والبعض منها اصبحت مزارع متخصصة في انتاج محصول واحد كالالبان او الدواجن او الخضار او القمح. الصناعة لم يكن يوجد في الماضي في ضرما صناعة بالمعنى المفهوم اليوم وانما كان يتم في بعض المنازل عمل بعض الادوات البسيطة بواسطة الايدي وباستخدام مواد من البنية المحلية لسد حاجة السكان ومن هذه الصناعات او الحرف: الصناعات السعفية من الخوص «السعف» حيث تعمل المفارش والمراوح اليدوية والسفر والزنابيل لنقل الحبوب والتمر او المحافر والوقر والمخارف والمناسف والمكانس. ومن الليف الحبال والكر«اداة صعود النخل» والرشا و«السريح» لرفع الماء من الابار والمجادل والوقاة والمقلاع وغالب ما تزاول هذه الصناعة من قبل النساء في منازلهن. الحياكة كانت تعمل «العبي» الصوف وكذلك الملابس ولكن على نطاق ضيق جداً. الخرازة حيث كان يتم عمل الاحذية لسد المتطلبات المحلية من جلود الماعز والاغنام والجمال والابقار ومنها عمل ادوات حفظ الماء «القرب» واللبن «السقا» والصميل والري والاحذية ولرفع الماء من الابار «الدلو» ولنقل الامتعة على الجمال «الخرج» والقدود للشداد والمبركة توضع في مقدمة الذلول ولحمل الاطفال ومنع البلل اثناء حملهم «النطع والمزبا». النجارة وهي من أوسع الحرف التي كانت تمارس وكان اصحاب هذه الحرفة يعملون الابواب والشبابيك والادوات الزراعية كالمحال والمحراث ومقابض المناجل ومقابض ادوات تسوية الارض، وحش الاعشاب وحفظ وتقديم الطعام وتعليق الامتعة وخض الحليب لانتاج اللبن والزبد. الحدادة حيث كان يتم تصنيع مستلزمات الزراعة من ادوات الحرث والحصاد والقطع كالمناجل والمساحي والفؤوس القواريع وادوات الحفر والمقاشع والسكاكين والابر. البناء كان يعمل بها بعض السكان وكانت المنازل تبنى من اللبن المصنوع من الطين المخلوط بالتبن وكذلك اساسات المباني في بعض الاحيان تعمل من الحجر وحسب الحال. سقوف المنازل كانت تعمل من اخشاب الاثل وجريد النخل وتطلى الجدران بالطين فقط «اللياق» واحياناً بالطين ثم الجبس اما التحجير فيقصد بها عملية قطع الاحجار من مقاطع معينة وهي غالبا من الانواع الصفراء وتستخدم لاغراض البناء كما كان يتم عمل ادوات طحن الحبوب «الرحى» وجرشها او فصل القش من الحب ومن اماكن المقاطع صفرا الضبعة وأم حييد وتقع في جبال طويق الى الشمال الشرقي من ضرما. التجارة كانت عملية البيع تتم في السوق وعلى شكل بيضاوي يعرف باسم «المسحب» ويقع قرب المسجد الجامع «مسجد الجمعة» وكان يضم عدداً من الحوانيت الصغيرة التي تعرض بعض الاساسيات البسيطة بسبب ضعف ومحدودية الدخل والطلب او الاستهلاك ومنها الاقمشة والسكر والشاي والملح والصلصة والبصل والكيروسين والقمح والتمر. وحدات الوزن والكيل والقياس في الماضي كانت تشمل القفان «للأوزان الثقيلة» والكفاف للوزن القليل او الخفيف اقل من 10 كيلوجرامات «والصاع 4 كيلوجرامات والمد كيلوجرام وهذه تستخدم للتمور والحبوب والوزنة 2 كيلوجرام للحوم والسكر اما وحدات القياس للاطوال فكانت تشمل الشبر نحو 15 سم والذراع نحو نصف متر والباع نحو مترين. وكان السوق يتميز بالنشاط ويعج بالحركة في ايام الجمع وفي فترات جني المحاصيل «تمور، حبوب بطيخ» حيث يلتقي الباعة والمشترون من سكان البلدة او من ابناء البادية والقرى المجاورة كل يجلب منتجاته من حبوب او اعلاف او مواش واغنام وسمن، والبعض منهم اتجه في تعاملاته التجارية الى خارج المملكة كدول الخليج وبلاد الشام والهند. الاتصالات يقصد بالاتصالات كل الانشطة المرتبطة بنقل المعلومات ويشمل ذلك خدمات البريد والبرق والهاتف والتلكس والراديو والتلفزيون والصحف والمجلات وهي جميعا متوافرة في المدينة، أما قديما وقبل توافر اجهزة الاتصال الحديثة فكان سكان البلدة يعيشون في عزلة شبه تامة ولا يحيطون بما يدور حولهم خاصة في امور يهمهم معرفتها فضلاً عما يدور في اماكن اخرى بعيدة عنهم فمثلاً كانوا يعملون عند حلول شهر رمضان والاعياد باساليب وطرق مختلفة فقد كان الاهالي يعلمون بثبوت الرؤية الشرعية للهلال بعد ان تطلق الاعيرة النارية في الهواء من قبل مندوبي الامارة من فوق سطوح المنازل في اماكن مختلفة من البلدة بعد ان يصلهم مندوب الحكومة بالخبر من مدينة الرياض، ويبلغ الخبر ساكني المزارع التابعة والواقعة خارج محيط البلدة بالطريقة نفسها ايضا كما كان يستخدم البعض حيوانات النقل الحمير لزف البشرى لسكان المزارع الخارجية والقصور حتى يعم الخبر في اليوم نفسه واحياناً يكملون الشهر ثلاثين يوماً اذا تعذر معرفة ثبوت رؤية هلال رمضان او شوال. اما في الوقت الحاضر فتوجد في المدينة جميع وسائل الاتصال من بريد وبرق وهاتف وتلكس وفاكس كما يغطيها البث الاذاعي والتلفزيوني وهذا احدث نقلة نوعية في حياة السكان ظهرت اثارها في نشر الوعي والثقافة وفي احداث بعض التغييرات الاجتماعية وتيسير نقل المعارف والاخبار فوفرت الكثير عليهم ويسرت لهم الاتصال بأي مكان لأي غرض يريدونه داخل وخارج المملكة واصبحوا على المام ومعرفة مباشرة بما يدور حولهم من احداث قد تمس حياتهم فانتفت العزلة واصبحوا جزءاً من العالم المحيط بهم بل مما يعرف اصطلاحاً بالقرية العالمية.